مع استمرار حرب الإبادة في غزة .. التجاهل العربي والإسلامي مستمر

موقع أنصار الله | القول السديد |

 

في الشهر الثالث من العام الثاني، والعدو الإسرائيلي يواصل إجرامه الهمجي الوحشي الإجرامي، لإبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفي هذا الأسبوع ارتكب العدو الإسرائيلي ستاً وعشرين مجزرة إبادةٍ جماعية، وكانت محصلتها استشهاد وجرح ما يقارب التسعمائة من أبناء الشعب الفلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافةً إلى أعداد أخرى لا تزال تحت الأنقاض، تضاف هذه المجازر خلال هذا الأسبوع إلى آلاف المجازر التي قبلها، منذ بداية العدوان الإسرائيلي الهجي على قطاع غزة، خلال كل هذه المدة، في كل يوم ارتكب العدو الإسرائيلي مجازر جماعية ضد الشعب الفلسطيني.

في أواخر الأسبوع الماضي، شنَّ العدو الإسرائيلي أيضاً هجوماً على مستشفى كمال عدوان، وكأنه يشن هجوماً على قلعةٍ عسكريةٍ مُحصَّنة، في الاستهداف للمستشفى استخدم العدو الإسرائيلي في هجومه ذلك الطائرات المسيَّرة لقصف المستشفى، واستخدم سلاح البر، واستخدم كل الأساليب الهمجية، في الاستهداف للكوادر الطبية والمرضى في داخل المستشفى، بدأ الهجوم بسلسلة غاراتٍ مكثفة، مصحوبةً بنيرانٍ كثيفةٍ ومباشرة على المستشفى، ومنها: الاستهداف المباشر لمحطة الأوكسجين، متعمداً باستهدافه لها قتل الأطفال الخُدَّج والمرضى في غرف العناية المُرَكَّزة، ثم قام باعتقال البعض من الكوادر الطبية، وأجبر الطاقم الطبي الإندونيسي على المغادرة للمستشفى، وهو الطاقم الوحيد المتخصص في الجراحة الحرجة، إضافةً إلى المعاناة الكبيرة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ نتيجةً لهذا السلوك الإجرامي في الاستهداف للخدمة الطبية، والعمل على إنهائها، نتج عن ذلك مع منعه لدخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، نتج عن ذلك آلاف الوفيات من المرضى، حيث لا يتوفر الدواء لمعظم الأمراض، التي يمكن معالجتها بإذن الله تعالى من خلال الأدوية.

هناك أيضاً معاناة كبيرة للجرحى، وهناك خمسة عشر ألف مصاب بحاجة للعلاج في الخارج، لم يفتح العدو المجال لخروجهم، هناك معاناة مع برد الشتاء القارس من كثيرٍ من الأمراض، ولاسيَّما على الطاعنين في السن، وعلى الأطفال، وعلى الجميع؛ باعتبار الكل يعاني من سوء التغذية.

يواصل العدو الإسرائيلي أيضاً الإبادة بطريقة التجويع، كسلاح من أسلحة الإبادة للشعب الفلسطيني، والمجاعة على أشدها، وصل الحال بأكثر النازحين في قطاع غزة، أنهم أصبحوا يقتاتون في غذائهم الضروري على أعلاف الحيوانات، إن وجدت، وهي قليلة أيضاً، هي بنفسها محدودة وقليلة، والبعض منهم يضطر للذهاب إلى القمامات؛ للتقوّت منها، مع ما يسببه ذلك من أمراض ومعاناة كبيرة جداً، ما يتوفر من الطعام هو الشيء اليسير جداً جداً جداً؛ ولــذلك يعاني الجميع معاناة كبيرة جداً، ويواصل العدو الإسرائيلي هجمته الوحشية في شمال القطاع، حيث يسعى لتفريغ شمال قطاع غزة من السكان بشكلٍ كامل، ويحاول من خلال التهجير القسري ألَّا يبقى أحد في شمال قطاع غزة.

يستمر أيضاً في الضفة الغربية بتدمير البيوت، وتجريف الأراضي، والمصادرة أيضاً لكثيرٍ من الأراضي للمغتصبين الصهاينة؛ لبناء مغتصبات جديدة فوقها، ويواصل جرائم القتل والاختطاف، ومن المؤسف في هذا الأسبوع أيضاً، ما حدث من عناصر السلطة الفلسطينية الأمنية من جرائم القتل؛ لخدمة العدو الإسرائيلي، وما تكرر منهم من جرائم القتل خلال كل هذه المرحلة، وما يقدمه البعض منهم من خدمة العدو الإسرائيلي، بالتعاون المعلوماتي معه؛ لاستهداف أبناء الشعب الفلسطيني تحت عنوان (التنسيق الأمني).

وهكذا نجد أن كل أنواع الجرائم يمارسها العدو الإسرائيلي، في مقابل ما يستمر عليه معظم المسلمين ومعظم العرب من التخاذل التام والتفرج، إلى درجة أن تصبح الكثير من المشاهد المأساوية، المؤلمة جداً، التي تشهد على المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني، أن تصبح لدى الكثير مشاهد اعتيادية، مع طول الوقت واستمرار العدوان الإسرائيلي، لا تستفزهم، ولا تحرك وجدانهم، ولا تحيي فيهم ضمائرهم التي أصبحت ميّتةً، وهكذا ينسون واجبهم الإنساني، واجبهم الديني، واجبهم الأخلاقي، وينسون كل العناوين التي عادةً ما يتحرك الكثير تحتها: عنوان العروبة، عنوان العقيدة والجهاد… كل العناوين نُسِيت وتُنسى، ويتم العمل على شطبها من القائمة عندما يتعلق الأمر بفلسطين.

مع كل هذه المأساة الكبرى في فلسطين، وما يقوم به العدو الإسرائيلي في فلسطين، ويرتكبه من جرائم رهيبة جداً، وعدوانٍ شامل، كان ينبغي لأمتنا الإسلامية بحكم مسؤوليتها الدينية، والإنسانية، والأخلاقية، أن تتحرك لإيقافه ومنعه، ولنصرة الشعب الفلسطيني وإغاثته ونجدته، إلا أننا نرى في مشهدنا العربي تطورات أخرى، يحضر فيها العدو الإسرائيلي بعدوانه، وإجرامه، وبغيه، واحتلاله، وفي إطار التطورات الحاصلة في سوريا، والتي عبَّر العدو الإسرائيلي عن أنها تمثل فرصةً حقيقيةً له، وأعلن على ضوء ذلك إنهاء اتفاقية فضَّ الاشتباك، التي كانت آنذاك في العام 74 ميلادية، بعد حرب كبيرة، وبعد مساعي من جانبه لاحتلال سوريا واجتياحها بشكلٍ كامل، وكان هناك رقابة من الأمم المتحدة، ورقابة دولية، إلَّا أن الإسرائيلي رأى في الأوضاع الراهنة في سوريا، وفي ظل التطورات الحاصلة فيها أنها تمثل فرصةً له، وهو ينتظر لمثل هذه الفرص، وفي نفس الوقت يختلق الكثير من الفرص، ويسعى إلى صنع الفرص؛ لاستغلالها بشكلٍ كبير، ضد من؟ ضد شعوب أمتنا بكلها، بدءاً من محيط فلسطين: دول الشام ومصر، التي هي مجاورة لفلسطين، هي في مقدمة الدول التي هي مستهدفةٌ من العدو الإسرائيلي، هو طامعٌ فيها، يعلنها بشكلٍ متكرر ضمن النطاق الذي يسعى للسيطرة التامة عليه، واحتلاله، وهذا موجودٌ أيضاً ضمن كل برامجه الإعلامية، وضمن خطته السياسية، وضمن مؤامراته التي يشترك فيها مع الأمريكي… وغير ذلك.

.

كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة

الخميس 11 جمادى الآخرة 1446هـ 12 ديسمبر 2024م

قد يعجبك ايضا