سورية من أين؟ إلى أين؟
|مقالات| محمد حسين فايع
على مدى مراحل التاريخ العربي والإسلامي على مسار المواجهة مع قوى الاستعمار الغربي الإمبريالي مثّلت سوريا بموقعها وشعبها قلعة وجبهة عربية تحررية أصيلة حصينة متقدمة تعبر عن أصالة الشعوب العربية التحررية وعلى مدى كل تلك المراحل صمدت سوريا بشعبها وموقعها في مواجهة كل موجات وأعصاير الاستعمار، ورفعت راية التحرر للأمة وناضلت من أجل قضاياها وعلى رأسها قضية الأمة الأولى القضية الفلسطينية.
على مدى تلك المراحل لم تتوقف مساعي ومحاولات قوى الاستعمار الغربي وأدواته من الكيانات والكنتونات التي تم إنشائها في المنطقة وعلى رأسها كيانات ومشيخات وكنتونات البترودولار والتي تم إنشائها لخدمة المشروع الغربي الاستعماري الرأس مالي الصهيوني براس حربته كيان العدو الإسرائيلي في المنطقة بقيادة بريطانيا تأسيسا ثم برعاية أمريكا وصاية.
اليوم بعد أن تحولت تلك الكيانات والكنتونات والأنظمة إلى قواعد أمريكية صهيونية لتنفيذ المشروع الصهيو أمريكي في مواجهة قضايا المنطقة والأمة واستهدافها وعلى رأسها القضية الفلسطينية أرضا وإنسانا ومقدسات وفيما سخرت تلك الكيانات والكنتونات والأنظمة في المنطقة بكل ما تحت يدها من مقدرات كما سخرت مواقعها في المنطقة والأمة إلى قاعدة لصناعة التوحش والفتن براس حربتها المجاميع التكفيربة المعدة من شذاذ الآفاق على يد رعاية المخابرات المأريكية الصهيونية وتحت رعايتها لضرب ما تبقى للأمة من قلاع تحررية حصينة وعلى رأسها سوريا كانت النتيجة هي ما نراه اليوم من مشهد انهيار سوريا وتسليمها بيد تلك المجاميع التكفيرية برعاية أمريكية وبتنفيذ، وتمويل تركي قطري سعودي وبالتزامن مع تغول صهيوني فإن ما يراد لسوريا في النتيجة بان تتحول إلى قاعدة وقلعة ومنطلقا لتنفيذ المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة وأن يصنع من سوريا انموذجا يراد تعميمه على بقية بلدان المنطقة فهل سينجحون……؟.
الحقائق التاريخية وسنن التاريخ وقبل ذلك سنن الله تثبت أن مشروع الكفر والنفاق بكل قضه وقضيضه لا يمكن أن يكتب له النجاح في هذه المنطقة….. لماذا؟
أولا: لان مشروع الكفر والنفاق لا ينتمي إلى هذه المنطقة ولا إلى هذه الامة وشعوبها فهو بمنهجه وقواه وكياناته وبالتالي هو مشروع دخيل تلفظه نواميس الله وصبغة الفرد والمجتمع العربي المسلم الفطرية والمنهجية.
ثانيا: لأن المشروع الحق المكتوب له ولمجتمعاته وشعوبه وامته في سنن الله ووعده النصر والغلبة والتمكين مشروعا قائم بإنسانه وبمجتمعاته وشعوبه في هذه المنطقة، قائم بمحور الجهاد والمقاومة، قائم بنموذجه وتجربته ومساره المنتصر، وسيبقى حي وفعّال على مسار تحقيق وعد الله بحتمية انتصاره وخسارة وهزيمة وزوال مشروع الكفر والنفاق الصهويو أمريكي بكل قواه وكياناته وانظمته وجماعاته
تلك سنة الله الثابته وذلك وعده الحتمي القأئل( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) المائدة