إذا أراد اليمنيون أن يسلموا شر أمريكا فليصرخوا جميعاً في وجهها، وليتحدوها

موقع أنصار الله | من هدي القرآن الكريم |

 

نحن قلنا في الجلسة السابقة أنه يجب في كل انتخابات أن نقول: نحن لسنا مستعدين أن نصوت لأحد إذا لم نراه يهتم باقتصادنا، ببناء اقتصادي تقوم عليه أقدامنا، اقتصاد صحيح، تنمية حقيقية، زراعة.
النساء عندما كن يصوتن في حجة, وفي مناطق أخرى مقابل [تنانير]، تنور من الغاز، بعض الأعضاء وزعوا كميات كبيرة من التنانير، تنانير الغاز للنساء ليصوتن، وزوجها مرتاح أن صوت زوجته وفَّر له تنور، لكن التنور هذه, الخبز الذي تريد أن تصنعه فيها من أين يأتيك؟ حاول – على أقل تقدير – أن تصوت للخبز أولاً، صوت ولا تعط صوتك إلا لمن يوفر لك خبزك وطعامك من داخل وطنك، أما التنور فهي تلك التي لا تنفعك فيما بعد عندما ترى لا دقيق ولا قمح موجود.

عند ما يقال أن هناك إرهابيين في اليمن إذاً فليحاصر اليمن، إذاً فليضرب اليمن، التنانير ستبقى حينئذ باردة لا تشتغل، وسنرى الأراضي الواسعة الشاسعة في بلادنا بيضاء, بيضاء لا تزرع، ويتعاقب الزعماء زعيما بعد زعيم، وأعضاء مجلس النواب عضواً بعد عضو، وأعضاء الحكومة عضواً بعد عضو أيضاً، وما تزال أراضي بيضاء.
لكن إذا ما كانت الزراعة لصالحهم فسيزرعون (المانجو) ليبيعوه بالملايين، ويصلحون تلك الأراضي الواسعة ومن مال من يصلحونها؟ الله يعلم من مال من يصلحونها؟ وتلك العائدات التي تدرُّ عليهم هذه المزارع الكبيرة, مزارع (المانجو) الله أعلم في أي بنوك تودع؟ الله أعلم من هو الذي يستثمرها فيجني من ورائها أكثر مما يجنونه هم من تلك المزارع؟ ألم تصبح حينئذ الأراضي قابلة للزراعة؟!. لكن للحبوب غير قابلة للزراعة، لمختلف المنتجات الزراعية التي المواطنون بحاجة إليها غير قابلة للزراعة!.

القروض الكثيرة جداً تتوارد على البلاد أيضاً لا تصرَّف إلى المجال الزراعي. لماذا مشى كل هذا؟ لأننا لا نتفوه بكلمة، نحن لا نعرف مصالحنا، ما قالوا هم بأنه مصلحة لنا نُسلِّم! حتى عندما يقولون: نحن سنكافح الإرهاب، وأمريكا تريد منا أن نتصدى للإرهاب, لأي كتاب إرهابي، لأي مدرسة إرهابية، لأي مدرسة تحفيظ قرآن إرهابية تُصَنَّف عند أمريكا إرهابية، لأي شخص يقال أنه إرهابي سنضربه حفاظاً على مصلحة الوطن لأن لا تضربه أمريكا، أو نواجه بحصار من جانب أمريكا!. أليسوا هم من يرسمون لنا المصالح، ونسلِّم؟ مع أنها ليست مصالح حقيقية.

الأمر الذي يكف عنكم الضغط الأمريكي، الذي اضطركم إلى أن تجندوا أنفسكم وتستعدوا لمكافحة كل ما قالت أمريكا أنه إرهابي، وأنتم من رأيتموهم يسألونكم عن مدارس تحفيظ القرآن، ويسألونكم عن (مركز بدر)، وسيسألونكم عن مراكز [الشباب المؤمن]، وسيسألونكم عن المساجد الفلانية، وعن العلماء الفلانيين، وعن، وعن… قائمة طويلة عريضة.

دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم.. هي الحكمة. ألسنا نقول: أن الإيمان يماني، والحكمة يمانية؟ أين هي الحكمة؟ إن من يعرف اليهود والنصارى، إن من يعرف أن كل مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيين.
هكذا عمل الإيرانيون، هل انطلق رئيسهم، هل انطلق قائدهم الأعلى ليقول: اسكتوا أمريكا تهددنا؟ والمواطنون يعلمون فعلاً أنهم مستهدفون، وقد عانوا من حصار اقتصادي طويل، لكن الإمام الخميني كان يقول لهم: إنه في مصلحتكم، إنكم حينئذ ستتجهون لبناء أنفسكم, والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات داخل وطنكم.
هؤلاء هل انطلقوا ليقولوا للناس اسكتوا؟ أم أنهم خرجوا إلى الميادين زعماء، وإمام، وشعب ليتحدوا أمريكا؟. ويأتي التهديد من كل المسئولين بما فيهم وزير الدفاع نفسه يتهدد بضربة مباشرة. ألم تغير أمريكا منطقها؟ تأملوا أنتم، لأن الكثير منا يخافون أيضاً [قد يضربنا الأمريكيون، قد يحصل.. قد يحصل]..

إذا كنت تريد أن تسلم أولئك فامش على قاعدتهم هم، هم الذين يقولون: [إذا أردت السلام فاحمل السلاح] هذا مثل أمريكي [إذا أردت السلام فاحمل السلاح].
عرفات ألم يبحث عن السلام؟ هل وجد سلاماً؟ متى فقد السلام؟ ومتى فقد الفلسطينيون السلام؟ يوم القوا بأسلحتهم وانطلقوا على طاولات المفاوضات، مفاوضة بعد مفاوضة، مفاوضات طويلة عريضة ثم بعد فترة تتلاشى كلها وتتبخر. هل حصلوا على سلام؟ إن هذا هو منطق الأمريكيين أنفسهم: [إذا كنت تريد السلام فاحمل السلاح].

إذا كان اليمنيون يريدون أن يسلموا شر أمريكا فليصرخوا جميعاً في وجهها، وليتحدوها، وليقولوا: ليس هناك إرهاب داخل بلادنا. لكن ما الذي يحصل؟ أمر بالسكوت من الكبير والصغير، وكله يُقدم تحت عنوان [حفاظاً على مصلحة الشعب].

 

دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة لتحذن حذو بني إسرائيل
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا