يا سيدي عذراً

يا يومَ عاشوراءَ عُـدْ بي للــــــــورا

لأرى مآسي كربلاءَ وما جـــــــرى

لأرى شموخَ الحقِّ آياتِ الإبــــــــا

وأرى رمالَ الأرضِ تحتضنُ الــــذُّرَا

عُدْ بي لأسمعَها تدوِّي ترتـــــوي

روحي بها وتزيحُ عصرًا مـقـفــــرا

"هيهات" منا الذل "هيهات" الخـنا "

هيهات" نرضى من طغى وتجبرا

عد بي أرَ السبطَ الشبيهَ لجـدِّهِ

ريحانةَ الجناتِ أطهرَ مَنْ يُــــرى

عد بي أرَ ابنَ المرتضى ليث الوغى

والحيدر الكرار ينجبُ حيـــــــــدرا

عد بي أرَ النجلَ الزكيَّ لفاطم الز

هراء يجري في الفلاةِ الكــوثـرا

عد بي لمولاي الحسينِ يضـمّــهُ

رمشُ العيونِ لكي أثابَ وأوجــــرا

عد بي أرَ الفتحَ المبينَ يـتـمّـــهُ

لما انبرى للعالمين مـحـــــرِّرا

عد بي أرَ العزَّ المكين لـــواءه

بيديه يخزي كلَّ عزٍّ مُـفْـتـرَى

عد بي أرَ الخِذلان يخزي أمةً

وقد ارتأى كلٌّ لذاك مـبـــررا

خوفًا وإشفاقًا وهمَّ معيشةٍ

وصيانةً لأمانةٍ بئس الـــورى

خافوا اليزيدَ ولم يخافوا ربـــه

واستبدلوا الإيمانَ فسقًا منكرا

والمشفقون على الحسينِ نفوسُهم

لأحقُّ بالإشفاقِ إذْ نقضوا الـعُـــــرَا

باعـوه بـخـسًا بـل وبـاعـوا ديـنـهـــم

ونسوا بـ "أنَّ الله" في الذكر "اشترى"

صانوا أماناتِ العبادِ وفَـرَّطـــــوا

بأمانةٍ لله عادوا الـقـهـقـــــرى

غلبتهمُ الدنيا برغم يقينهـــم

بالحقِّ فاختاروا اليزيدَ الأحقرا

وعَمُوا وصمُّوا واستكانوا برَّؤوا الـ

ـجاني! لأنَّ الأمرَ كان مُـقَـــدَّرا !

عجبي أليس أبو الحسين وليّهم؟!

ونبيهم هو جدُّه! فَــلِــمَ الـمِـرَا ؟!

عجبي وهل خرج الحسين مؤمِّلًا

دنيا؟! وهل رفع اللواء ليؤمــــــرا

أو لم يكن صونًا لدين محمـــدٍ

وشريعةٍ رام العِدا أن تُـقـبـرا ؟!

أو لم يَـثُرْ ضد الظلوم مدافعًا

عن أمةٍ سيغيظها أنْ يُذكرا ؟!

هذا الحسين فدا الهدى وذبيحه

بدمائه صاغ الضياءَ وســطــــرا

هذا الحسين سما الإباءِ وأرضُه

وشموخُ دينِ الله عزَّ مـكـبــــرا

هذا الحسين الحرُّ أول ثــــــائرٍ

بالحق للإنسان بالعدل انبــرى

واللهِ لنْ أبكيه بل أزهو بــــــهِ

فخرًا وحق مثله أنْ يُـفْـخَـــرا

والله لن تغنيه كلُّ قـصـائـدِ الدُّ

نيا فهل تغني خواطر (حميرا)

فعليه قد صلى وسلم ذو العلا

وهو الذي زكاه قبلُ وطـهـــــرا

لكنه إحقاقُ حقٍّ .. نُـصْــــرةٌ

عَـلِّـي إذا وافـيـتُـه أنْ أُعذرا

وشهادة لله أرجو أجــــــــــــرها

يومَ الحسابِ إذا وردت المحشرا

يا سيدي عذرًا على تقصيرنا

فأنا بواجبكم أُعَـدُّ مُـقَـصِّــــرا

ساد اليزيديون في أوطانـنـا

ليعودَ تاريخُ الضلالِ مـــكـررا

بـعـمـامـةٍ أو لـحـيةٍ أو بـدلـةٍ

يعلو المنابرَ أو يقودُ العسكرا

)عمرو بن سعدٍ)أو(زيادٌ) كم وكم

) ذو جوشنٍ ) مهما بَدَا مـتـنـكـرا

قد يعجبك ايضا