الكيل بمكيالين في أبشع صورة.. صعدة أنموذجاً
إما أن نكون على مشارف آخر الزمان أو أننا وصلنا في زمن ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ،نعم هناك قوانين وهناك دساتير تحكم الشعوب والسلطات الحاكمة ولكن ابحث في تلك القوانين والدساتير هل يوجد فيها قانونً ينص على " أقتل الشعب ليحيا الحاكم" أم أنه أضيف فقط في دساتير وقوانين هذا السلطات التي ارتقت إلى تلك المناصب على أكتاف المواطنين . ولعل كل مسؤولي حكومة ما يسمى بالوفاق يعرفون أحجامهم الطبيعية قبل تقاسمهم للسلطة والتحول التاريخي الذي حصل لأجسادهم بعد ارتقائهم للمناصب النتنة.
مسكين أنت يا مواطن فقد أصبحت في نظر سلطات هذا الزمان حقل تجارب وأشبه شيء بمنديل يستخدمه الحاكم في إزالة اوساخة ،لا يُنظر إليك من زاوية أنك شعب لك حق التعبير ولك حق العيش كأدنى حق شُرّع في القوانين والدساتير التي ربما حفظها بعضاً من مسؤولي حكومة ما يسمى بالوفاق على مستوى اليمن، لا فهذا لا يجوز بل كافر من يقول هذا في سياسة السلطات لأنها السياسة وستُتهم بالانقلاب على الشرعية في حال طالبت بحقوقك وستعتبر مجرماً بل ومطارداً داخل بلدك ؛ لأن هذه هي السياسة ، ليس لك حق حتى أن تصرخ تحت وطأة الظلم والقهر والحصار ، ليس لك ولا من حقك أن تنصر مظلوماً خاصة إن كان الظالم مسؤولاً عسكرياً كان أو قبلياً ، ليس من حقك أن تأخذ حقك من حقوقك التي أعطاك الله في أرضك ووطنك، ليس من حقك أن تتحدث عن أصحاب الكروش الضخمة التي استقت تخمتها من ثروتك ومالك وعَرَقِك ، ليس من حقك أيضاً أن تدافع عن دينك وهويتك وفكرك وعقيدتك، بل ليس من حقك أن تدافع حتى عن وجودك وحياتك من أجنبي مسلح دخل أرضك وأخذ مالك وبيتك وأخرجك منها ، صحيح أن من حق دولتك الحاكمة أن تأخذ كل شيء عليك حتى صوتك لكن ليس من حقك أن تطالبها بحمايتك من نفسها ؛ لأنها السياسة لعنة الله عليها من سياسة.
هنا صعدة وسفيان وأهلهما أنموذجان للطرف المظلوم ،تعيش اليوم وضعاً مأساوياً فطرفي النظام يشنان حرباً ضارية على أبناءها ومجاميع تكفيرية مرتزقة أجنبية تتداعى للجهاد ضدهم لأنهم يقفون ضد المحتل الأجنبي ولأنهم يهتفون ضد أن يكون اليمن ساحة للأجانب ومرتعاً لجنودهم وبوارجهم وطائراتهم ، نعم!! هذه هي الحقيقة فلو كانت صعدة وأبناءها يميلون حيث مال الدولار الأمريكي أو الريال السعودي والقطري لما كانت تعاني اليوم من حصار مطبق في جميع المجالات وعلى كل الأصعدة دون أن يكون هناك صوت لمنظمات حقوقية أو انسانية أو مجتمعية التي تداعت من كل حدب وصوب لأجل مجموعة من العناصر التكفيرية الأجنبية التي سافرت من كل اصقاع الأرض لتقتل وتدمر في صعدة السلام، ولا ترى هذه المنظمات أن أكثر من مليون نسمة من أطفال ونساء وشيوخ محاصرين حصاراً مطبقاً على أيدي مجاميع تكفيرية ومرتزقة تابعة لأولاد الأحمر المجرمين.
هنا الغريب تتباكى كل وسائل الإعلام على دماج مع أنهم غير محاصرين واسأل بذلك الصليب الاحمر ولا نجد صوتاً واحداً من هذه الحكومة الساقطة العميلة المتآمرة حقيقة في هذه الحرب بل والمشاركة فيها علانية يدين أو يستنكر أو يطالب برفع الحصار على أبناء صعدة وسفيان ، إنه انحطاط في القيم وتلاش في الأخلاق …رغم كل ذلك تبقى صعدة السلام صامدة بصمود أهلها ولازال أهلها حتى الآن يكبحون جماح غضبهم فهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي ولن يقبلوا الضيم أو الظلم واسألوا أنفسكم فأنتم جنرالات الحروب الست السابقة، كيف كان أبناء صعدة؟؟.