جيش اخوان اليمن تهديد للسلم والتعايش اﻻجتماعي والديني
تواترت اﻻنباء عن قيام علي محسن الاحمر بدعم وتسليح التكفيريين في دماج وكتاف وفتح مخازن الوحدات العسكرية التي مازال يسيطر عليها في عبس ومارب وصعدة مما كان يعرف بوحدات الفرقة اﻷولى مدرع وارسال مقاتلين من تلك الوحدات الى جبهات الحرب التي خطط لها جنرال الحرب العجوز وحلفاؤه ، وهي ليست المرة اﻷولى التي يوظف فيها الجنرال الوهابي العجوز الجيش ومال الدولة لخدمة اجندته وحلفائه من المشائخ المرتبطين بخزائن الوهابية السعودية والعاملين تحت المضلة اﻻمريكية في اليمن والمنطقة .
منذ بداية حكم علي عبدالله صالح الذي جاءت به السعودية ومعه علي محسن وجماعة اﻻخوان الوهابيين وكان معروفا ان جناح النظام الوهابي بقيادة علي محسن يعمل على " وهبنة " الدولة في اليمن وأخونتها سواء في الجهاز الاداري او العسكري والامني ، وبعد عقود من اقصاء القوى السياسية المختلفة وقمعها سياسيا وابعادها من الوظيفة العامة ماعدا جماعات اﻻخوان وعلي محسن الذين اصبح لديهم اليوم جيشهم الخاص وامنهم الخاص وشبكات امنية ومالية واتصالية اقليمية ودولية عالية المستوى لخوض الصراعات وارسال المقاتلين والتكفيريين الى اي مكان سواء في سوريا او سيناء او دماج ﻻفرق .
وليس مستغربا قيام علي محسن واﻻصلاح ومشائخ بيت الاحمر خوض الصراع في صعدة مجددا ﻻنهم كانوا وﻻيزالون في حالة حرب وعداء مع كل طرف سياسي اواجتماعي غير موال لهم وللسعودية والوهابية ، فهم يعتبرون ان الجمهورية والوحدة وثورة الشباب حقهم والدولة ومقدراتها وجيشها ونفطها وثرواتها واقتصادها ،ولذلك يزجون اليوم بالتكفيريين والقاعدة واﻻخوان في حربهم ضد ابناء صعدة وانصار الله خوفا على مصالحهم ونفوذهم وتسلطهم وليس حرصا على اهل السنة ومعهد دماج كما يروجون .
خطورة ما يقوم به علي محسن من زج بالجيش ومقدراته في الصراع لحساب جماعة اخوان اليمن والتكفيريين و بعض النافذين انه يكشف عن ضعف الرئيس عبدربه منصور وخضوعه للابتزاز والمساومات اﻻخوانية المعروفة والمعتادة وﻻ يستبعد تواطئ هادي مع الحرب اذ ان فيها فرصة ﻻضعاف الخصوم اﻷقوياء في شمال اليمن ، ومرة اخرى فان ممارسات محسن يكشف عن اكذوبة اسمها هيكلة الجيش ويدق ناقوس الخطر لدى بقية القوى الوطنية واﻻحزاب التي يعتبر علي محسن عدوها اﻷول وخصمها اللدود والمسؤل عن قتل وسحل وتغييب المئات من الناشطين السياسين.
ان استمرار ممارسة علي محسن اﻻخوانية الوهابية من موقع مستشارالرئيس العسكري واﻷمني واستمرار قيادته لجيش اﻻخوان الذين اضيف اليهم قرابة مئتي الف مجند منذ ثورة فبراير يمثل خطرا كبيرا على اليمن والتعددية السياسية ويمثل عائقا امام التغيير والتحول نحو بناء الدولة المدنية وطي صفحات الماضي المؤلمة.
ان ضرورة وقف ما يجري من حروب في دماج وغيرها ضرورة انقاذية لليمن ولماتبقى من وجود الدولة ، كما ان من البديهي ان تسارع الجهات المختصة الى التحقيق في الدور الذي قام ويقوم به الجنرال محسن وغيره من اذكاء للحروب والصراعات في صعدة وغيرها وحرب دماج خصوصا.
ان وجود جيش عقائدي يخضع لسلطة بعيدة عن سلطة النظام والقانون خطر كبير يتهدد اليمن وامنه واستقراره مما يستدعي اعادة النظر في الهيكلة وعمليات التجنيد اﻷخيرة التي تكرس هيمنة طرف وفكر وضع نفسه في حال خصومة مزمنة مع الجميع فاليمن تحتاج الى جيش وطني بعيد عن اية ايديولوجية اوخضوع لقبيلة اوحزب اوجهة .