منهج التغيير الجبري عبر دماج
من المعلوم ان صعده لم تكن مخترقه من قبل الجماعات الإسلامية سواء السلفية او الإخوانية حتى بداية الحكم السابق الذي اطلق يدي السلفيين والاخوان للتواجد في جميع انحاء اليمن على وجه العموم وصعده على وجه الخصوص بحجة التعددية السياسية والدينية ويمكن القول ان سبب انتشار هذه الجماعات في جغرافية المجتمع اليمني جاءت من فكرة الخوف التي سيطرت على النظام من ان المنتمين الى المذهب الزيدي سوف لن يسمحوا للنظام بالاستمرار في تقلد السلطة السياسية لهذا حاول ذلك النظام تقليص الاثر الزيدي في كل المناطق التي يتواجد فيها ابتداء من صعده وحتي ذمار وغيرها من المناطق اليمنية المختلفة .
تم السماح لجماعة مقبل الوادعي بالتواجد في صعده ومنها صارت السلفية الوادعيه هي الجماعة المنافسة في السيطرة على جغرافية صعده في حين بقيت جماعة الاخوان المسلمين ذو تأثير اقل من تأثير مركز دماج على الناس كون الوادعيه كانت تبحث عن العوام من الناس لكثرة طيفهم في المنطقة بينما ظل الاخوان يعملون في المستويات التعليمية والثقافية والحكومية وفي مستويات منظمات العمل الخيري كأسلوب يبرر تواجدهم وهو اسلوب غاير اسلوب السلفية الذي اثار مكونات الخلافات بطريفة متطرفة قسمت المجتمع في صعده و الذي كان متجانس حتى ظهور مقبل الوادعي وخليفته الحجوري الى قسمين احداهم زيدي الهوى والاخر فكرا سلفيا وافد من جهة اقليميه لا يتناغم مع مفهوم حياة المجتمع اليمني المتسامح في التعامل والايثار بعضه ببعض .
ما جرى من اجبارية التغيير في عادات وطرق حياة المجتمع كانت صعده نموذج له ليتم التوسع بموجبه ليشمل ذلك مناطق الزيديه من ذمار الى اب بحيث تم استخدامها كمحطات انتقال وانتشار وتغلغل بغرض التغيير الجبري لهوية اليمن عبر وسائل اعلاميه متعددة انطلاقا من المنابر الدينية مرور بأعلام الفتنه عبر المنشورات الطائفية ومن خلال اختراق القيادات السياسية والاجتماعية في جميع المستويات سواء في الدولة او في القري بحيث تم ايجاد ارضيه حاميه لهم لأقناع المجتمع بصوابيتهم وخطاء غيرهم واليوم نجد السلفيه قد استطاعت اقنع شريحه من المجتمع اليمني ان هؤلاء أي اصحاب الفكر القرآني يسبون امهات المؤمنين والصحابة ويقدسون اماتهم ويرفعونهم الى درجة العبودية الامر الذي اثار المجتمع اليمني على اتباع النهج القرآني بحاله من الغضب وهو اسلوب درجت عليه السلفية الوادعيه كي تحظي بدعم شعبي من الداخل ودعم مالي من الخارج .
مثلما استطعت الجماعات المتاسلمة بشقيه الديني والمليشوي التأثير على منظومة الحكم خلال العقود الماضية وجرها الى حروب عبثيه سميت بحرب الحوثيين بحجة انهم يعتقدون بعدم شرعية رئيس الجمهورية في ادارة الدولة كونه ليس من البطنيين بحسب زعمهم نجدهم يستغلون القوى الاجتماعية لدفعهم لمحاربة الحوثي بحجه واهيه ابرزها ان حركة انصار الله سوف تقضي على مكانتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية علي مستوي تواجدهم في اليمن اضافه الى تقديم حركة انصار الله على انها حركه رافضيه لا تتوافق مع المذهب الزيدي وان لها ابعاد خارجيه و هو الاسلوب الذي يرينا مدي مكر هذه الجماعات كما يؤكد عدم قدرتهم على التنافس الشريف امام الحركات المماثلة لهم لهذا فهم يلجاون الى اسلوب خلق الفوضى وزرع الشقاق بين القبائل اليمنية كوسيله يعتقدون انهم سيصلون به الى سدة الحكم .
وما احداث دماج هذه الايام الا امتداد لسياسية المؤسس الوادعي وتنفيذا لمخططاته عبر التلميذ الحجوري من خلال التغيير الاجباري المجتمعي على المستوي الديني والجغرافي والديمغرافي واكبر دليل على ذلك هو وصول اجانب الى دماج بحجة الدراسة وهي في الحقيقة مقدمه استيطانيه سلفية وادعيه لجغرافية صعده ومقدمه لإخراج ومزاحمة سكان دماج من اهل صعده ومضايقتهم لتركها وبيع اموالهم وبساتينهم ليتم خلط البنيه الاجتماعية وتدمير النسيج الاجتماعي وتنفيذ عملية الاحلال المنظمة وخلق بور الصراع لتدمير المشاريع الوطنية والقبائل الحاملة لهذه المشاريع من خلال قتلهم ومحاربتهم اقتصاديا وانهاكهم وعزلهم عن المجتمع بدلا من الانطلاق والتفرق لنشر راية الهدى .
اخيرا كون صعده تعد من اجمل المناطق اليمنية في الماضي والحاضر كونها ارض همدان ابن زيد وخولان بن عامر التي اسلمت حين وصلها الامام علي عليه السلام فبشرها بقوله (لو كنت بوابا على باب جنه لقلت لهمدان ادخلي بسلامي) اجزم ان السلام فيها هو الغالب وان الجبرية القهرية للتغيير فيها هي المنهزمة بأذن الله .