نظرةُ القائد لبناء إطار مقاومة موحّد.. دلالاتٌ ونتائج
موقع أنصار الله ||مقالات ||د. شعفل علي عمير
تُعد القضية الفلسطينية محورًا مرَكزيًّا تمحورت حوله العديدُ من النزاعات والتحالفات في منطقة الشرق الأوسط.
تتصف هذه القضية بتداخلاتها العميقة مع السياسات الدولية والمحلية والتي تأتي في سياق سعي الحركات الصهيونية لتحقيق أهدافها التوسعية. في ظل هذه المشهد، تبرز القيادةُ اليمنيةُ كلاعِبٍ مؤثِّرٍ يسعَى لتفكيك مشاريع الحرب الصهيونية في المنطقة، وهو دورٌ يحملُ في طياته الكثيرَ من التعقيدات والتحديات والتضحيات.
تستندُ نظرةُ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” إلى أبعاد استراتيجية، أهمُّها:- تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات المشتركة كما يؤكّـد قائد الثورة على أهميّة تجاوز الخلافات الداخلية والتركيز على الأهداف الوطنية الكبرى بدلًا عن تسخير إمْكَانات الأُمَّــة واستنزافها في صراعاتها الداخلية التي لا تخدم سوى مصلحة أعدائها المتربصين بها المتمثل في قوى الشر “أمريكا وإسرائيل”.
ولأن اليمن -على مر العقود- جزءٌ لا يتجزأ من المحور المقاوم الذي يقف ضد التوسع الصهيوني في المنطقة؛ ونتيجةً لذلك عانت اليمن كَثيرًا من الحروب والانقسامات الداخلية التي غذَّتها قوى إقليمية ودولية؛ بهَدفِ الحد من الدور اليمني الفاعل.
وبالرغم من ذلك، فَــإنَّ الدعم اليمني للقضية الفلسطينية ظلّ ثابتًا كما أظهرته العديد من المواقف الرسمية والشعبيّة وبشكلها الفاعل على أرض الواقع، وفي السياق الحالي، تعكس القيادة اليمنية وعيًا متزايدًا حيال خطورة المشاريع الصهيونية، والتي لا تمثل فقط تهديدًا للقضية العربية المتمثلة في استمرار الاحتلال والإبادة الجماعية للفلسطينيين، بل تهدّد أَيْـضًا للأمن الإقليمي برمته.
تتبنّى القيادة اليمنية في الوقت الراهن سياسات تسعى لتفكيك هذه المشاريع من خلال دعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لبناء إطار مقاوم موحد والذي يعد بمثابة خطوة جريئة نحو إعادة صياغة قواعد اللعبة في المنطقة.
إنه طرحٌ يستندُ إلى العمق الاستراتيجي والقراءة الواقعية للمتغيرات الراهنة، فقد ذكر السيد القائد بأنه “ليس أمام الأُمَّــة ما تراهن عليه إلا الإعداد وتوفير عوامل القوة لمواجهة العدوّ الإسرائيلي”.
ومن هنا تتجلى حكمة وحنكة القائد الثوري الذي أدرك بأن المقاومة لا يجب أن تكون مُجَـرّد رد فعل لحظي، بل استراتيجية طويلة الأمد تتطلب توحيد الجهود وتعزيز الوعي الجماهيري.
إن التحديات الراهنة تتطلب من الشعوب أن تتكامل في صفوف متراصة، تُقدم المصلحة العامة على المصالح الفردية، وتستند إلى قاعدة صُلبة من الثقة المتبادلة والإيمان بأهدافها في الحرية والكرامة.