في التتويج للمسيرات  المساندة لغزة كيف لبى اليمنيون دعوة السيد القائد؟

عميد كلية التربية بجامعة صنعاء العلوي: اليمن وضع خارطة جيوسياسية للمنطقة وستظل القدس في قلب تلك الخارطة برموزها و بحقوقها التاريخية والإيمانية.

عميد كلية الآداب بجامعة صنعاء عيسى:  التظاهرات الشعبية تجسد اللحمة الوطنية والالتفاف الشعبي وراء القيادة الثورية.

الناشط الثقافي غالب: اليمن -قيادة وشعبا- صنع مع غزة مالم يفعله في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي.

 

موقع أنصار الله- محمد المطري

 

على مدى خمسة عشر شهراً متواصلاً شهدت ساحات التظاهرات زخماً جماهيراً كبيراً أسبوعيا في مختلف المحافظات اليمنية الحرة، وذلك تأكيدا على ثبات الموقف المساند لغزة والمنتصر لمظلوميتها.

في الوقت الذي صمتت فيه غالبية الدول العربية والإسلامية إزاء ما يجري من مجازر صهيونية وحشية بحق الأطفال والأبرياء في قطاع غزة، ولم تحرك ساكناً لا بالكلمة ولا بالموقف ولا بأي شكل من أشكال التضامن، لم يتوانَ اليمنيون لحظة  واحدة عن مناصرة إخوانهم في قطاع غزة بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني بفعل الحصار الدولي الجائر على البلد المستمر منذ عشرة أعوام.

لم تكن الظروف الاقتصادية الصعبة هي العائق الوحيد أمام الشعب اليمني وحسب، وإنما تلقى الشعب اليمني العديد من أساليب الترهيب والترغيب  الأمريكية والغربية، وأمام كل ذلك تجاوز شعب الإيمان والحكمة كل تلك الصعاب متكلاً على الله وواثقاً به مستلهماً من دروس ومحاضرات ونداءات ومواعظ وحكم السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.

في خطابه الخميس الماضي حول أخر مستجدات العدوان الصهيوني على قطاع غزة دعا السيد القائد كافة الشعب اليمني للخروج المليوني الواسع والكبير لتتويج المسيرات الجماهيرية الشعبية المساندة لغزة منذ عام وثلاثة أشهر.

وكالعادة لبى شعب الحكمة والإيمان دعوة السيد القائد بخروج مليوني واسع وغير مسبوق في مئات الساحات وذلك تحت شعار مع “غزة ثبات وانتصار” تأكيداً على ثبات الموقف المساند لغزة ومباركة للشعب الفلسطيني انتصاره على العدوان الصهيوني النازي.

ارتباط وثيق بفلسطين 

ويصف عميد كلية التربية بجامعة صنعاء البروفيسور سعد العلوي الخروج المليوني الواسع والكبير وغير المسبوق في مختلف ساحات التظاهر خروجاً تاريخياً كبيراً يدون في أنصع صفحات التاريخ المعاصر.

ويجسد أمتلاء ساحات التظاهر بالجموع الغفيرة من الشعب اليمني مدى إيمانه العميق بالقضية الفلسطينية وارتباطه الوثيق بقضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها القدس الشريف.

ويؤكد العلوي -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن الموقف اليمني المتكامل على المستوى الرسمي والشعبي والسياسي والعسكري ترجم عملياً الموقف الإيماني والجهادي والإنساني العظيم لشعب الحكمة والإيمان في مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها، والذي لم يقتصر على الاحتشاد في الساحات وحسب، وإنما مختلف الأنشطة والبرامج والفعاليات المعبرة عن التضامن، بدءاً بالخروج في الساحات، مروراً بإقامة الفعاليات والمهرجانات والندوات ومعارض التشكيل، وكذلك بالتبرعات المالية وصولاً إلى العمليات العسكرية العظمى التي أذهلت العالم وأدهشت العدو قبل الصديق.

في الموقف العسكري المساند لغزة لم يتوقع العالم أن اليمن المثخن بالجراح سيستطيع  مواجهة قوى الشر العالمي أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا وحلفائهم، فلم تقف الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها في مواجهة اليمن، وإنما شكلت تحالفا دولياً يضم أكثر من أربعين دولة ذات إمكانات وقدرات متطورة، وبعد انسحاب العديد من الدول وتخلفها عن التحالف العدواني على اليمن لم تتبقَ من دول ذلك التحالف سوى عشر دول تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

وبعد قدوم الأسطول البحري الأمريكي -وهو أبرز قوة لدى الجيش الأمريكي- إلى المنطقة يرافقه في ذلك العديد من القطع الحربية البريطانية، فوجئ العدو ببسالة القوات المسلحة اليمنية وصمودها وحنكتها وقدرتها التي استطاعت بفضل الله تعالى تحييد القطع الحربية الأمريكية والبريطانية وجعلتها هدفا دائما للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية.

تلك العمليات العسكرية المشرفة والعظيمة والتي تزامنت بالثبات الجماهيري الأسبوعي في الساحات، عكست التوافق والانسجام بين كافة الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية وكذا قواته المسلحة في القرار اليمني الأسطوري المساند لغزة.

وفي هذه الجزئية يؤكد العميد العلوي أن احتشاد الملايين في الساحات تجديد شعبي للتفويض المطلق والكامل للسيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله تعالى، كما أنها رسالة سياسية لكل العالم  بأن اليمن أصبح  يتصدر  الصراع مع العدو الصهيوني والامريكي كرقم عسكري وسياسي ينبغي أن يحسب حسابه في أي تحرك من الأعداء وعملائهم من العرب.

ويشير إلى أن اليمن وضع خارطة جيوسياسية للمنطقة، وستظل القدس وفلسطين في قلب تلك الخارطة برموزها و بحقوقها التاريخية والإيمانية.

 

استجابة شعبية للسيد القائد

 

وتعكس الجماهير الحاشدة في ساحات التظاهرات بمختلف المحافظات اليمنية مدى الاصطفاف الشعبي وراء القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.

ويؤكد  عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صنعاء الدكتور عبد الملك عيسى، أن  الجماهير الشعبية الهادرة أظهرت ولاءها وتقديرها لقائدها السيد القائد عبد الملك الحوثي بكونه رمزاً للحكمة اليمانية والإيمان اليمني الذي شهد له النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ما يؤكد متانة العلاقة بين القيادة والشعب.

ويضيف -في حديث خاص لموقع أنصار الله-  “التجمهر في الساحات يجسد الإصرار على التمسك بالحق والمبادئ”.

ورغم التكالب العدواني الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني على الشعب اليمني، واستهدافه لمقدرات اليمنيين، لم يتراجع الشعب اليمني عن موقفه الإيماني المساند لغزة وإنما استمر في خروجه المليوني المتصاعد من أسبوع لآخر.

ويشير عيسى إلى أن الغارات العدوانية الظالمة على البلد أسهمت بشكل فاعل وقوي في حماس اليمنيين وزيادة صلابتهم في الدفاع عن قضاياه العادلة.

ويرى أن المشاركة الشعبية الكبرى والواسعة  في ساحات التظاهرات اليمنية تأتي  تأكيدا على أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للشعب اليمني، وتعكس عمق الإيمان بوجوب نصرة الشعب الفلسطيني مهما كانت التحديات.

التجمهر في ساحات التظاهر بالملايين له أهمية بالغة ودلالات عديدة أبرزها تجسيد اللحمة الوطنية وتوحيد الموقف اليمني المساند لغزة، كما أن الخروج في ساحات التظاهر يبعث رسائل تحدٍّ للعدوان الصهيوني والأمريكي والبريطاني، وهو ما يخشاه العدو.

في الجمعة قبل الماضية استهدف العدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني محيط ميدان السبعين بعدد من الغارات العدوانية أثناء التوافد الشعبي الكبير إلى ساحة ميدان السبعين للتظاهر مع غزة، ما يوحي المساعي الصهيونية الرامية لوقف المظاهرات الشعبية المساندة لغزة.

ويحكي عيسى أن التظاهر الأسبوعي في الساحات يجدد الدعم الشعبي لمحور الجهاد والمقاومة، كما أنه يظهر  القوة الشعبية في تبني موقف القوات المسلحة اليمنية في تصعيدها ضد العدو الإسرائيلي، وبنفس الوقت إعلان الانتصار على الحرب النفسية التي حاول العدو شنها عليه عبر القصف الأخير على ميدان السبعين.

 

زخم شعبي لا نظير له

 

وبالرغم من الاحتشاد الأسبوعي الكبير المتواصل منذ عام وبضعة أشهر في ساحات التظاهر نصرة لغزة إلا أن حشد  الأمس كان لافتاً وكبيراً وليس له نظير، حيث مثل كما دعا له السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله تتويجا للمسيرات الشعبية السابقة.

ويؤكد الناشط الثقافي إبراهيم أحمد غالب أن الجماهير الغفيرة في ساحات التظاهر رسمت لوحة فنية يمنية جميلة للاحتفال بالنصر لإخواننا في غزة، كما أنها توجت المسيرات الأسبوعية السابقة التي شهدتها الساحات في كل جمعة منذ بدء طوفان الأقصى.

ويؤكد -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة يُعَدّ فرصة لشعبنا اليمني لإعداد القوة العسكرية ولتصحيح الوضع الداخلي وتصفية حسابنا مع تحالف العدوان واستعادة كافة الأراضي اليمنية من المرتزقة الذين هم الأداة التي تقاتل لخدمة قوى الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل”.

في خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله الأخير أكد أن القضية الفلسطينية ستظل حاضرة حتى تتحرر من الاحتلال الصهيوني ويتحقق الوعد الإلهي المتمثل في زوال الكيان الصهيوني المؤقت.

واعتبر سماحة السيد عبد الملك الحوثي يحفظه الله وقف إطلاق النار بغزة أنه وقف لجولة من جولات الصراع العربي الإسرائيلي مؤكدا أن الصراع سيستمر حتى زوال الكيان بأذن الله تعالى.

ويحكي غالب أن إيمان الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية قضيةً أولوية للمسلمين جميعاً دفعه لعمل ما بوسعه في مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها حيث أعلن النفير العام على مختلف الأصعدة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وشعبيا، وبما يفوق الموقف اليمني المتبنى في الفترة الماضية ضد العدو السعودي والإماراتي

قد يعجبك ايضا