سجن سقطرى كارثة عظمى
عندما تم إعلان أرخبيل سقطرى محافظة من محافظات الجمهورية اليمنية عمت الفرحة أوساط اليمنيين ، ولكن سرعان ما تحولت هذه الفرحة إلى غضب شعبي اتضحت صورته جلياً عندما تداولت بعض الصحف المحلية والمواقع الالكترونية أنباء عن اتفاق يمني أمريكي على إنشاء معتقل سياسي في جزيرة سقطرى, تمهيداً لنقل السجناء اليمنيين وغير اليمنيين المتواجدين في جوانتانامو إليه.
مفارقة عجيبة وقمة السذاجة ففي حين كانت الحكومة والسلطات اليمنية تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم السجناء اليمنيين في سجن جونتناموا ، نجدها في الوقت نفسه تجري مباحثات معها لبناء سجن أمريكي في اليمن ونقل جميع السجناء والمعتقلين إليه اليمنيين وغير اليمنيين !!!
ولعل هذه الخطوة والتصرف الأخرق من الأمريكيين لم يكن ليحدث لولا التهاون في حق الوطن ، وذلك التغاضي وغض الطرف الذي لاحظوه عند كثيرٍ من القوى السياسية إزاء انتهاكهم للسيادة اليمنية براً وبحراً وجواً ، وقتلهم لليمنيين بالطائرات بدون طيار، ناهيك عن تواجد المارينز الأمريكي في اليمن ومداهمتهم لمنازل المواطنين .
"إن هذه الخطوة الرامية إلى بناء سجنٍ جديد تُنتهك فيه شرف وكرامة الشعب اليمني هي خطوة لم يكن ليَقدِم عليها الأمريكيون لولا التغاضي الذي لاحظوه عند كثيرٍ من القوى عن تواجد المارينز في اليمن، وبناء قواعد عسكرية في اليمن، ذلك التغاضي هو الذي شجعهم على التفكير في الإقدام على هذه الخطوة السيئة".
ولعل هذا ما تطرق إليه السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى عاشوراء 10 – محرم – 1435هـ ، حيث ناشدً القوى السياسية أن لا تكون هي المطية التي تمتطيها أمريكا لتفرض هذا على الشعب اليمني وعلى بلدنا اليمن.
وهنا وبلا أدنى شك نجد أن تلك الفرحة ستتحول إلى نقمة وكارثة عظمى تهدد كرامة وإباء وعزة اليمنيين من منطلق أن سقطرى لن تكون المحافظة اليمنية ال 22 بقدر ما ستكون الولاية الأمريكية ال51 ، أو بالأصح " محافظة جونتناموا" التي يبُنى فيها سجن أمريكي يقال له "سجن سقطرى " تتكرر فيه فضائح الجنود الأمريكيين في سجن أبو غريب وسجن جونتناموا ،وتمارس فيه أشنع أشكال الإمتهان والإذلال للشعب اليمني.
إنها لعمري كارثة عظمى فعلاً ستصيب جميع اليمنيين بلا استثناء ، وباختلاف انتمائهم السياسية ، وتعدد مذاهبهم الدينية ، واختلاف مناطقهم الجغرافية سواء كانوا من الجنوب أو من الشمال ، سيحلون ضيوفاً أذلاء على ذلك السجن الأمريكي القمعي في أراضيهم اليمنية.
لن تحميهم حصانة مجلس النواب ، ولا الحصانة القضائية والدبلوماسية ، لا عضوية مجلس الوزراء ، ولا عضوية مؤتمر الحوار الوطني ، لا عضوية مجلس الشورى والمجالس المحلية !
لن يستطيع قادة الأحزاب السياسية ، ولا مشائخ القبائل ، ولا حتى عقال الحارات من إطلاق سراحهم بكفالة أو ضمانه من ذلك السجن ، حتى لو وجدت توجيهات وأوامر من النائب العام!
لن تطلق سراحهم المنظمات الحقوقية المحلية ولا الدولية ، حتى ولو تم تشكيل لجان من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب! .
ولعلنا لا ننسى كل ما ارتكبه الأمريكيون من جرائم بشعة ولا أخلاقية من تعذيب وتنكيل واهانة وإذلال وانتهاك صارخ وواضح لحقوق الإنسان في افغانتسان ،و العراق وبالأخص في سجن أبوغريب الذي يجب علينا كيمنيين شرفاء أن نتخذه عبره وخير شاهد على إجرام الأمريكيين وطغيانهم بحق الأمة العربية الإسلامية .
ان ما جرى على العراقيين في "سجن ابوغريب" بسبب تفريطهم بسيادة بلدهم وتخاذلهم في اتخاذ موقف صارم ومشرف ضد تواجد الأمريكيين في بلادهم ، سيجري بلا شك على اليمنيين في "سجن سقطرى " في حال تفريطهم وتخاذلهم وعدم اتخاذهم لموقف صارم ومشرف ضد تواجد الأمريكيين في اليمن .
يجب على كل أبناء الشعب اليمني ، كل الأحرار، وكل الشرفاء أن يرفضوا رفضاً قاطعاً كل تلك المساعي الرامية إلى بناء سجن أمريكي في اليمن تحت أي مبررات وذرائع واهية ، لما يمثّل ذلك من خطورة كبرى عليهم ، وعلى عزتهم ، وكرامتهم وأمنهم واستقرارهم ، وعلى مستقبلهم ، وان لا يسمحوا للأمريكيين في الاستمرار في خطواتهم الإجرامية ، وان يأخذوا الدروس ويستلهموا العبر من جرائم الجنود الأمريكيين وفضائحهم في سجني ابو غريب وجونتناموا .
- للتذكير يا رئيس الجمهورية :
من أهداف الثورة الشبابية السلمية حل أجهزة القمع الأمني المتمثلة في جهازي الأمن القومي والسياسي التي ارتكبت أسوء الجرائم بحق اليمنيين من تعذيب واهانة وقتل ، فما بالك بسجن للقمع الأمريكي !
فقد خرج الشعب اليمني ثائراً من جميع محافظات الجمهورية مطالباً بإسقاط النظام الفاسد والقمعي ، وحل أجهزة القمع الأمني وفروعها في المحافظات ، وضحى بالدماء الزكية من خيرة أبنائه من اجل الحرية والكرامة والعزة والإباء ، فما بالك بإعلان محافظة يمنية بكاملها لتكون فرعاً ومقراً لممارسة التعذيب والقمع الأمريكي!.