إنها .. نفس سلطة العنجهية الصماء

 ( لكم الحرية ان تكتبوا ما شئتم ، و تقولوا ما تشاءون ، و لي ان افعل ما أشاء )
عندما يصل الحاكم او السلطة الى هذا المستوى من " التطنيش " للإعلام و النقد و عضب الرأي العام .. تصبح الثورة استحقاقا تاريخيا و خيارا وحيدا لإنقاذ البلد .. علي عبد الله صالح وصل الى هذا المستوى و بدأ يتعاطى مع الشعب بهذا المنطق بعد ما يقارب الثلاثة عقود من الزمن في الحكم ، فوجد نفسه امام منطق آخر ارغمه على السقوط أو تسليم الحكم .. الثورة وحدها من جعلته يسمع و يرى و يبصر و يطلب العفو و المغفرة و يبدي استعدادة لتنفيذ مطالب كثيرة كان الوقت قد فاته ليفعل . أما خلفاء صالح ( سلطة الحاكم الفعلي اليوم علي محسن ) فوصلوا الى هذا المستوى من العنجهية الصماء باكرا ، و بدأوا باستخدام هذا المنطق " التطنيشي " بشكل " أوقح " من سلفهم صالح ، بمجرد ان استلموا السلطة .. و لم يعد يهمهم من يكتب و لا من يتكلم و لا من ينتقد و لا من يصرخ و لا من يبكي و يتوسل و لا من يناشد و يترجى ، بل إنهم يمضون في فعل ما يشاءون بنفس طريقة صالح – إلَّم يكن استكمالا لما بدأه – و كأنهم لا يسمعون و لا يقرأون و لا يبصرون .. و لهذا فإن الخيار الوحيد لإنقاذ البلد منهم هو اللجوء لنفس المنطق الذي جعل صالح من قبل يسلم السلطة و هو الثورة .. وحدها الثورة من سيجعلهم يصرخون بصوت عال : امنحونا فرصة لنفعل و نحقق و ننفذ … فلا يمنحون .. إنهم من نفس فصيلة صالح لا يتفاهمون الا بالصميل . فهل تفهمون يا أصحاب موفمبيك و يا ثوار الفيسبوك و يا منظري التغيير في المقايل و يا موزعي الالقاب و الأوسمة الوطنية و يا ……… الخ – و أنا واحد منكم طبعا – ؟! و هل هناك طريقة أخرى لإيقاف سلطة اليوم برئاسة علي محسن و اجبارها على الاستماع الى ما تكتبون و ما تقولون و ما تطرحون و التأثر به و لو على الاقل مناقشته أو في ادنى الحالات الاستياء مما يقال و يكتب و نفيه و ابداء الاعتراض عليه؟!! ليتهم على الاقل يعتقلون اصحاب الرأي و الكلمة ليشعر الناس ان رسالتهم وصلت و ان ما يكتبون يؤثر و يحرك هذه السلطة .. الشيء الوحيد الذي بدأنا نشعر انهم ينزعجون من الكلمة و النقد هي ردود فعل السلطة الغير مباشرة التي ظهرت من خلال حوادث محاولات الاغتيال التي شاهدناها مؤخرا استهدفت بعض الصحفيين ( محمد العماد – ابنة الخيواني – عبد الله بن عامر ) ، و اغتيال الدكتور عبد الكريم جدبان .. سلطة علي محسن يجب ان تسقط و يجب ان يسلم علي محسن الجيش الذي يعبث به و يسيطر على القرار و على الرئاسة و الحكومة و كل شيء بسيطرته عليه و على قواته و آلياته .. و هذا لن يأتي الا بثورة حقيقية تقتلع كل هذا الشر و كل هذا الفشل من جذوره .. و ابناء اليمن قادرون على بناء بلدهم بدون مبدعي الفشل و الاستبداء سواء السابقين أو الاحقين ..

قد يعجبك ايضا