نيويورك تايمز: “لدى الحوثيين تقنيات تجعل مسيّراتهم قادرة على التخفي وقطع مسافات أطول”
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن باحثين في مجال الأسلحة وجدوا أن الجيش اليمني قد تمكن من الحصول على تقنيات متطورة تجعل طائراته المسيّرة أكثر قدرة على التخفي وقطع مسافات أطول، وهو ما يمنحه عنصر مفاجأة ضد القوات الأمريكية والإسرائيلية.
ونشرت الصحيفة، الخميس، تقريراً جاء فيه أن “الأدلة التي فحصها باحثون في مجال الأسلحة تُظهر أن الحوثيين ربما اكتسبوا تقنيات جديدة تُصعّب اكتشاف الطائرات المسيّرة، وتُساعدها على التحليق لمسافات أبعد”. ووفقاً للتقرير فإن هذه التقنيات تشمل خلايا وقود الهيدروجين، التي “تنتج الكهرباء من خلال تفاعل الأكسجين في الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة، وتُطلق بخار الماء، لكنها تُصدر حرارةً أو ضوضاءً قليلة”.
وأضاف التقرير أن “طائرات الحوثيين المسيّرة، التي تعمل بالطرق التقليدية، كمحركات حرق الغاز أو بطاريات الليثيوم، تستطيع أن تقطع مسافة 750 ميلاً تقريباً، لكن خلايا وقود الهيدروجين ستمكنها من قطع ثلاثة أضعاف هذه المسافة، مما يجعل اكتشافها بواسطة أجهزة الاستشعار الصوتية والأشعة تحت الحمراء أكثر صعوبة”.
ونقل التقرير عن تيمور خان، المحقق في مركز أبحاث التسلح في الصراعات، وهي مجموعة بريطانية تحدد وتتتبع الأسلحة والذخيرة المستخدمة في الحروب في جميع أنحاء العالم، قوله: “إن ذلك قد يمنح الحوثيين عنصر المفاجأة ضد القوات العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية إذا استأنفوا الصراع معها”.
وقال خان: “إذا كان الحوثيون قد حصلوا على هذه الأسلحة من تلقاء أنفسهم، فإن الأدلة التي رأيناها تُشير إلى سلسلة توريد جديدة من الأسواق التجارية، مما يزيد من اكتفائهم الذاتي”، حسب تعبيره.
وبحسب التقرير فإن الطاقة الكهربائية المعتمدة على الهيدروجين باستخدام خلايا الوقود تعود لعقود، وقد استخدمتها (ناسا) خلال مهمات أبولو، وظهر استخدامها لتشغيل الطائرات العسكرية بدون طيار في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خلال الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان”.
ونقل التقرير عن أندي كيلي من شركة (إنتيليجنت إنرجي) البريطانية التي تُصنّع خلايا وقود الهيدروجين المستخدمة في الطائرات بدون طيار، والتي تبيعها الآن العديد من الشركات الأمريكية لوزارة الدفاع، قوله إنه “في السنوات التي تلت ذلك، ازداد استخدام طاقة الهيدروجين في الطائرات العسكرية بدون طيار، وقد جعلتها قدرتها على توسيع مدى الطائرات جذابة للاستخدامات التجارية، مثل فحص خطوط الأنابيب وخطوط الكهرباء ومزارع الرياح البحرية”.
وأضاف كيلي: “كلما طالت مدة بقائها في الجو، زادت قدرتها على جمع البيانات، إنها أساسية للاستطلاع بعيد المدى”.
وقال إن “أنظمة الهيدروجين قادرة على تخزين طاقة أكبر بثلاث مرات من بطاريات الليثيوم ذات الوزن المماثل، مما يسمح لمشغل الطائرة بدون طيار بحمل المزيد من الوزن لمسافة أطول”.
وأوضح أن “خلايا الوقود تنتج أيضاً اهتزازات قليلة لتحريك كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار الأخرى على طائرة بدون طيار للمراقبة، مضيفاً أنه يمكن إعادة استخدامها مرات عديدة أكثر من البطاريات القابلة لإعادة الشحن المستخدمة عادة لدفع الطائرات بدون طيار”.
لا يمكن ردع اليمن
وكان معهد “الأمن القومي” الإسرائيلي، قد قال إن “التهديد الذي يشكله الجيش اليمني على إسرائيل يرتبط مباشرة بالحرب في غزة، وإن الحوثيين يتمتعون باستقلالية ويصعب ردعهم”، مقترحاً أن تقوم “إسرائيل بالتنسيق مع دول الخليج لمواجهتهم”.
وضمن وثيقة بعنوان “المبادئ التوجيهية للعقيدة والسياسات للفترة 2025- 2026″، ذكر المعهد أن “تهديد الحوثيين لإسرائيل يرتبط ارتباطاً مباشراً بالحرب في غزة، ومن المرجح أن تستمر الهجمات الصاروخية من اليمن طالما استمر القتال”. وأشار المعهد إلى أن هذا التهديد يرتكز على سيطرة “الحوثيين” على مضيق باب المندب وكذلك “قدرتهم على فرض قوتهم على إسرائيل من موقع جغرافي ناءٍ”.
وأضاف أن “الحوثيين يتمتعون باستقلالية عالية ويصعب ردعهم، مما يحد من قدرة طهران على السيطرة عليهم، لذلك، يجب على إسرائيل التنسيق مع دول الخليج، التي تواجه أيضاً تهديد الحوثيين، لتطوير رد إقليمي ودولي”. وتابع: “في الوقت نفسه، يجب زيادة التدخل الإسرائيلي المباشر في مواجهة الحوثيين كدليل على القوة والردع”. مشددا على أهمية أن “تسعى إسرائيل لإيجاد الحلول وعدم التسامح مع أي تعطل للتجارية البحرية باعتبارها تعتمد على سلاسل إمداد مفتوحة”.
تهديد اليمن الأكثر أهمية
في ذات السياق قال مسؤول أمني صهيوني رفيع، “هناك تهديد لا نعيره اهتماما ولكنه الأكثر أهمية وهو الحصار البحري اليمني لإسرائيل”. وقال المسؤول الأمني للقناة الـ12 التابعة للعدو: إن “الحوثيين” يهددون وينفذون وهذا رأيناه في الفترة السابقة. وأضاف “إسرائيل عانت اقتصاديًا بشكل كبير من الحصار البحري الذي فرضه الحوثيون عمليًا”، موضحاً أن الحصار اليمني غير مرئي لكنه في الواقع أطبق الخناق على “إسرائيل”.
وأشار المسؤول الأمني إلى أن “الحوثيين” خنقوا التجارة إلى “إسرائيل” وألحقوا ضررا بالغا باقتصاد الكيان ، وتهديدات اليمن أصبحت عاملًا مؤثرًا في مفاوضات إعادة المحتجزين. وأوضح أنه إذا اتخذت “إسرائيل” خطوات أكثر عدوانية فإن “الحوثيين” سيتحركون على الفور بعد ذلك.
في ذات السياق أقرّ ما يسمى وزير خارجية الكيان الإسرائيلي، “جدعون ساعر”، أن قرار صنعاء استئناف الحصار البحري على الملاحة الإسرائيلية يشكل خطراً على الكيان الصهيوني.
وقال ساعر خلال استقبال وزير الخارجية الإثيوبي، إن “الحوثيون” يهددون الآن بمنع السفن الإسرائيلية من المرور عبر البحر الأحمر، وهذا يشكل خطرا علينا”.