Daily Mail البريطانية: “لماذا البحرية الأمريكية تخسر أمام الحوثيين؟”

 

في تقرير بعنوان “لماذا تخسر البحرية الأمريكية أمام الحوثيين في الشرق الأوسط”؟ نشرت صحيفة Daily Mail البريطانية تقريرا حاولت فيها الإجابة على هذا التساؤل المطروح، حيث كشفت عن أزمة تواجهها البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، حيث عجزت عن مواجهة هجمات أنصار الله اليمنيين، رغم شنها غارات جوية مكثفة هذا الأسبوع أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا.

وأبرز التقرير أن هذه الحملة، التي بدأت منذ 16 شهرا “فشلت في وقف تعطيل الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر، مما يكشف عن أسباب رئيسية لعجز أمريكا في هذا الصراع”.

ونقل التقرير تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” باستخدام “القوة المميتة الساحقة” ضد الحوثيين…لكن الرد اليمني جاء سريعاً باستهداف حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” و أن “هجمات الحوثيين، التي بدأت في نوفمبر 2023 رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة، شلت قناة السويس، التي كانت تنقل 30% من حركة الحاويات العالمية، مما أجبر السفن على الالتفاف حول إفريقيا، مضيفاً أسبوعين للرحلات ومضاعفاً تكاليف الشحن بنسبة 300%”.

وأشار التقرير إلى أن أحد أبرز أسباب فشل أمريكا “يكمن في عدم نجاح عملية “حارس الرخاء”، التي أطلقتها واشنطن في ديسمبر 2023 بالتعاون مع بريطانيا ودول غربية أخرى، في استعادة الأمن بالممرات البحرية. وبعد غارات جوية مباشرة بدأت في يناير 2024، ظلت حركة الشحن عبر قناة السويس منخفضة بنسبة 50% مقارنة بما قبل نوفمبر 2023، ولم تعد السفن الأمريكية قادرة على العبور بسلام منذ أكثر من عام وأن هذا الفشل يعود إلى صمود الحوثيين وقدرتهم على استمرار الهجمات رغم القوة العسكرية الأمريكية الهائلة”.

ولفت التقرير إلى سبب آخر لعجز أمريكا، وهو “التكلفة الباهظة للتصدي لهجمات الحوثيين، حيث تتراوح تكلفة اعتراض طائرة مسيرة بـ50 ألف دولار بين مئات الآلاف و3 ملايين دولار لكل صاروخ أمريكي، فيما ترتفع تكاليف نشر حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة إلى مليارات الدولارات”.

ونقلت الصحيفة عن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق ويليام لابلانت قوله أمام مجلس الشيوخ في مايو الماضي: “إذا كنا نسقط طائرة مسيرة بـ50 ألف دولار بصاروخ بـ3 ملايين دولار، فهذه ليست معادلة تكلفة جيدة”، “مما يبرز اختلال الموازين الاقتصادية والعسكرية في مواجهة تكتيكات الحوثيين الفعالة”.

 

وأضاف التقرير أن “الغارات الأخيرة، التي وصفت بأكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه، لم تغير المعادلة، حيث أكد وزير الدفاع بيت هيجسيث استمرار الحملة حتى يوقف الحوثيون هجماتهم، بينما رد السيد عبد الملك الحوثي بتعهد التصعيد طالما استمر العدوان”.

وأشار التقرير إلى “توقف الهجمات بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لكنها استؤنفت في 12 مارس 2025 عقب تعليق المساعدات لغزة، ما يؤكد أن القوات اليمنية تقاتل لأجل فلسطين، وليست مجرد أداة بيد إيران كما تدعي واشنطن”.

وخلص التقرير إلى أن فشل أمريكا “يعود إلى مزيج من التكلفة العالية، عجز الردع العسكري، وصمود الحوثيين المدعوم بإرادة شعبية وقضية عادلة، مما جعل البحر الأحمر ساحة تكشف هشاشة الهيمنة الأمريكية وتؤثر على الاقتصاد العالمي بارتفاع تكاليف الشحن وتهديد التضخم”.

قد يعجبك ايضا