“ديفينس نيوز”: البحرية الأمريكية تواجه نقصاً في الإمداد وفشلا في التخطيط الاستراتيجي
كشفت تقارير حديثة أجنبية، من بينها ما نشرته صحيفة “ديفينس نيوز” الأمريكية، التي أشارت إلى أن الأسطول اللوجستي للبحرية الأمريكية يعتمد اليوم على عدد قليل من سفن الإمداد، لايتجاوز 12 سفينة وهو عدد يراه المحللون أقل بكثير مما يلزم لدعم العمليات العسكرية المنتشرة عبر العالم. لكن الصورة تزداد قتامة مع إعلان البحرية أنها تضطر إلى إيقاف 17 سفينة دعم إضافية بسبب نقص الطواقم، وهو ما يعكس ليس فقط أزمة أرقام، بل أيضًا فشلاً في التخطيط الاستراتيجي وسط سياسات عدوانية أثقلت كاهل الموارد الأمريكية.
وأضافت الصحيفة أن ما يفاقم هذا المشهد هو التحديات التي “كشفت عنها هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، والتي أجبرت السفن التجارية على تغيير مساراتها، مما زاد الضغط على قدرات البحرية الأمريكية”.
معهد “واشنطن إنستيتيوت”، في تحليل حديث، لفت الانتباه إلى أن هذه الهجمات أظهرت عجزًا واضحًا في استدامة العمليات الأمريكية بعيدًا عن القواعد الرئيسية، حيث باتت السفن الحربية تعاني من نقص الإمدادات في ظل غياب أسطول لوجستي كافٍ.
جاء الحادث الأخير لسفينة الإمداد “USNS Big Horn” في سبتمبر 2024 ليضع الملح على الجرح. هذه السفينة، التي كانت تدعم مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن”، تعرضت لأضرار بالغة قرب سواحل عُمان، في واقعة لم تكشف البحرية الأمريكية عن تفاصيلها بعد.
تقارير “ديفينس نيوز” أكدت أن السفينة، وهي واحدة من 10 سفن فقط من فئتها، ستحتاج إلى أشهر طويلة لإصلاحها، مما يترك الأسطول الخامس الأمريكي في موقف حرج، لا سيما في منطقة البحر الأحمر التي تشهد تصعيدًا مستمرًا.
حادثة “USNS Big Horn” ليست استثناءً، بل حلقة في سلسلة من الإخفاقات التي بدأت تظهر على السطح، من نقص الطواقم إلى ضعف القدرة على مواجهة تهديدات غير تقليدية مثل تلك التي يمثلها الحوثيون. وفيما تبدو الإدارة الأمريكية منشغلة بتصدير خطاب القوة، تتكشف الحقيقة على الأرض أسطول لوجستي متراجع وهشاشة استراتيجية غير مسبوقة
الصين تعلم ذلك جيدا وهي تستغل هذا الوضع ضمن استراتيجيتها طويلة الأمد لتحدي الهيمنة الأمريكية. تحركاتها البحرية المتزايدة في بحر الصين الجنوبي والمحيط الهادئ، إلى جانب تطويرها لأسطول تجاري ولوجستي ضخم، تشير إلى أنها تدرك جيدًا أن اللوجستيات قد تكون نقطة الضعف الحاسمة لخصمها.