سي إن إن: ” الحوثيون لم يخشوا الضربات الأمريكية بل ربما يستمتعون بها”
نشرت قناة “سي إن إن” الأمريكية تقريرا ذكرت فيه أن ” ” الحوثيين بدأوا حملتهم العسكرية تضامنًا مع الفلسطينيين عندما شنت إسرائيل حربًا على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ونفذت الجماعة أكثر من 100 هجوم وأغرقت سفينتين. والنتيجة: 70% من السفن التجارية التي كانت تعبر البحر الأحمر سابقًا، أصبحت الآن تسلك الطريق الطويل حول جنوب أفريقيا”.
وذكرت القناة أن الولايات المتحدة تقول إن “الغارات الجوية على مدى الأسابيع الماضية كانت ناجحة وقد وصرح مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز بمقتل عدد من قادة الحوثيين لكن كل جولة من الإضرابات تثير المزيد من التحدي. وأضافت “الحوثيون هم ما يُطلق عليه أحد مُتابعي الشأن اليمني المُحنّكين اسم غرير العسل المُقاوم، مُشيرًا إلى هذا الحيوان الثديي المُحارب المعروف بموقفه الشجاع تجاه المُفترسين. بعد لدغة كوبرا، ينهضون بعد دقائق ويهاجمون الثعبان”.
وأوضحت أن “كبار قادة الحوثيين العسكرية والسياسية يبدو أنهم لم يُمسّوا. وكذلك بعض مواقع إطلاق الصواريخ على الأقل. فمنذ منتصف مارس/آذار، أطلق الحوثيون عشرات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، وابلًا من الطائرات المسيرة والصواريخ على سفن البحرية الأمريكية. ما يعني أن التهديد لا يزال قائمًا”.
وأضافت الصحيفة : “لم يُخَوِّف الحوثيون، بل هدَّدوا بتوسيع نطاق أهدافهم ليشمل الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم الحكومة المُنافسة لهم في الحرب الأهلية اليمنية. وبالمثل، يُؤكِّد مسؤولون سعوديون أن الدفاعات الجوية للمملكة في حالة تأهب قصوى”.
وأكدت أن “التاريخ يُظهر أن الحوثيين يتمتعون بقدرة فائقة على تحمل الألم. وقد يتطلب تصميم إدارة ترامب على القضاء على التهديد الذي يُشكلونه في نهاية المطاف هجومًا بريًا”. حسب مزاعم الصحيفة.
ونقلت القناة عن ” إليزابيث كيندال”، الخبيرة في الشؤون اليمنية، والتي شككت في مآل الحملة الأمريكية قائلة. “لقد قُصف الحوثيون عشرات الآلاف من المرات على مدار العقد الماضي، وما زالوا صامدين. لذا، يُترك المرء ليُفكّر أن القصف مُجرّد تمثيلية: فلنُظهر للعالم أننا سنفعل ذلك لأننا قادرون”.
وأجرت القناة حوارا مع ” مايكل نايتس”، الزميل البارز في معهد واشنطن لشبكة CNN والذي قال إن “إجبار الحوثيين على الاستسلام أمر صعب للغاية”. أما ما يتعلق بمدى قدرة القوات الموالية لحكومة المرتزقة لمواجهة “الحوثيين” فقد اكد نايتس إن “الحوثيين ” مدربون ومجهزون بالفعل”.
وأشار نايتس إلى ما صرح به المحللون الذين لم يتوقعوا أن “تنشر الولايات المتحدة أي قوات برية، باستثناء عدد قليل من القوات الخاصة للمساعدة في توجيه الضربات الجوية. وربما تُزود الولايات المتحدة [القوات اليمنية] “ببعض الدعم اللوجستي وبعض الذخائر الرئيسية”، ويضيف أن الإمارات ستكون “داعمة بهدوء” كما كانت تدعم الحكومة في عدن منذ فترة طويلة”.
وتطرقت القناة إلى الموقف السعودي الذي وصفته بأنه أقل وضوحًا. فيما يعتقد نايتس أن “الرياض متخوفة من ردّ الحوثيين بطائرات مسيرة بعيدة المدى وصواريخ تستهدف بنيتها التحتية. لكن الولايات المتحدة سرّعت تسليم أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ إلى السعودية في الأشهر الأخيرة”.ويقول نايتس إن الولايات المتحدة ستضطر إلى أن تقول للرياض: “سنحميكم بنفس الطريقة التي حمينا بها إسرائيل في عام 2024 من جولتي الضربات الإيرانية”.
وأشارت القناة إلى أن مصادر دبلوماسية إقليمية أفادت بأن “الاستعدادات جارية لشن عملية برية من الجنوب والشرق، وعلى طول الساحل. وقد يشمل الهجوم المنسق أيضًا دعمًا بحريًا سعوديًا وأمريكيًا في محاولة لاستعادة ميناء الحديدة”. فيما يقول ناجي لشبكة CNN: “ما زال من غير الواضح ما إذا كانت مثل هذه العملية قابلة للتنفيذ، حيث أظهر العقد الماضي نتائج مختلطة، نجاحات في بعض المجالات وإخفاقات في مجالات أخرى”.
وذكرت شبكة “سي إن إن” يوم الجمعة أن ا”لتكلفة الإجمالية لعملية الجيش الأميركي ضد المسلحين الحوثيين في اليمن تقترب من مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على الحملة، لكن الهجمات حتى الآن كان لها تأثير محدود في تدمير قدرات المجموعة”. وقال أحد المسؤولين “إننا نستنزف كل الاستعدادات – الذخائر والوقود ووقت الانتشار” .