“وول ستريت” تواصل خسائرها بسبب “رسوم ترامب” مع تزايد توقعات الركود الأمريكي

استمرت خسائر “وول ستريت” لليوم الثالث على التوالي، بسبب تأثير قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أحادية على جميع دول العالم، ورسوماً إضافية متبادلة على عشرات الدول، الأمر الذي استدعى ردود فعل انتقامية من بعض الدول، ووضع أسواق المال والأعمال في خضم حرب تجارية، ما أدى إلى انهيارات كبيرة للأسهم وسط تحذيرات من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة.

وشهد افتتاح تداولات “وول ستريت” اليوم انخفاضات إضافية للأسهم، حيث هبط مؤشر (ستاندرد آند بورز 500) بنسبة 3.5%، ليدخل لفترة وجيزة منطقة السوق الهابطة لأول مرة منذ عام، والتي تعني الانخفاض بنسبة 20% عن أعلى مستوى قياسي.

ووفقاً لوكالة بلومبرغ فقد انخفض المؤشر بأكثر من 13% في الأيام الثلاثة الماضية فقط، وهي أسوأ فترة منذ مارس 2020.

وأظهرت البيانات التي تابعها موقع “يمن إيكو”، ارتفاع مؤشر الخوف (في آي إكس) في وول ستريت إلى أكثر من 60 نقطة، بعد أن أغلق عند 45 نقطة يوم الجمعة الماضي، متجاوزاً بذلك المتوسط طويل الأجل البالغ 20 نقطة.

ووصل تراجع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات إلى 20% خلال ثلاثة أيام.

وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.8%، مواصلاً تراجعه،

وهبط مؤشر “داو جونز” الصناعي 988 نقطة، أو 2.6%.

وخسرت الأسهم الأمريكية قرابة 6.6 تريليون دولار خلال يومين، بعد أن أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية أحادية بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رسوم “متبادلة” أعلى بكثير على عشرات الدول.

وأدت ردود الفعل الانتقامية على قرار ترامب إلى توسيع نطاق الاضطراب في الأسواق، حيث أعلنت الصين فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الأمريكية اعتباراً من 10 إبريل، الأمر الذي جعل شبح “الحرب التجارية” أكثر حضوراً في الأسواق.

ووفقاً لتقرير نشرته رويترز، ورصده موقع “يمن إيكو”، فقد بدأ موظفو الجمارك الأمريكية يوم السبت تحصيل الرسوم الجمركية الأحادية التي فرضها ترامب بنسبة 10% على جميع الواردات من العديد من الدول، ومن المقرر أن تدخل معدلات الرسوم الجمركية “المتبادلة” التي تتراوح بين 11% و50%، حيز التنفيذ يوم الأربعاء.

ووصف ترامب قرار الرسوم الجمركية بأنه “دواء” لا بد من تناوله، في إشارة إلى الإصرار على المضي في القرار برغم تأثيراته السلبية.

وبسبب تلك التأثيرات، رفع بنك “جولدمان ساكس” الاستثماري العملاق، احتمالات حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة من 35%، إلى 45%، وفقاً لما ذكرت وكالة رويترز، وهي المرة الثانية التي يزيد فيها توقعاته خلال أسبوع.

وأشارت رويترز إلى أن “سبعة بنوك استثمارية كبرى على الأقل رفعت توقعاتها لمخاطر الركود في الولايات المتحدة، حيث قدر بنك (جي بي مورجان) احتمالات حدوث ركود في الولايات المتحدة بنسبة 60% ارتفاعاً من 40%، وسط مخاوف من أن الرسوم الجمركية لن تؤدي فقط إلى إشعال التضخم في الولايات المتحدة، بل ستؤدي أيضاً إلى إشعال فتيل تدابير انتقامية من دول أخرى، كما أعلنت الصين بالفعل”.

ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” فقد صرح ماروس سيفكوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، بأن الاتحاد عرض على الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية “صفر مقابل صفر” على السيارات والسلع الصناعية، وهو ما يعتبر تراجعاً عن الرسوم الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات بنسبة 10%، لكن أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، قالت: “نحن مستعدون أيضاً للرد بإجراءات مضادة، والدفاع عن مصالحنا”.