نیویورك تایمز: قَلَق من استنزاف الحملة العسكرية في اليمن الأسلحة اللازمة لردع الصين

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا مطولًا كشفت فيه عن قلق متزايد في أوساط القادة الأميركيين من أن
الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في اليمن ضد الحوثيين باتت تؤثر بشكل كبير على جاهزية البنتاغون واستعداداتشه لمواجهة الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.

ووفقًا لما نقله مسؤولون في الكونغرس، فإن المخاوف تتصاعد من” احتمال اضطرار البنتاغون إلى سحب أسلحة دقيقة بعيدة المدى من المخزونات المخصصة للمحيط الهادئ ونقلها إلى الشرق الأوسط، بسبب الاستهلاك الكبير للذخائر في العمليات العسكرية الجارية ضد الحوثيين، والتي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.

وأكدت الصحيفة أن “التزامات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط ازدادت منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما أعقبها من تصعيد في هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، دعما للفلسطينيين. ونتيجة لذلك، باتت القوات البحرية والجوية الأميركية، ومعها أفراد الخدمة العاملون عليها، يخضعون لضغط عملياتي متواصل، في وقت أصبحت فيه صيانة المعدات الأساسية تمثل تحديا حقيقيا”.

وأشار التقرير إلى أن الأدميرال صامويل بابارو، رئيس قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ في البنتاغون، سيخضع للاستجواب أمام الكونغرس خلال هذا الأسبوع بشأن مستوى الجاهزية والاستعداد. وبيّن عدد من مساعدي ترامب، ومنهم وزير الدفاع بيت هيجسيث وإلبريدج كولبي وكيل وزارة الدفاع للسياسات، أن الأولوية يجب أن تُعطى لتعزيز التواجد العسكري الأميركي في المحيط الهادئ لردع الصين، لا سيما في ظل توسعها السريع في بناء قواتها المسلحة وترسانتها النووية.

وجادل هؤلاء بأن “الموارد العسكرية الأميركية تعرضت للاستنزاف بفعل الدعم المتواصل لأوكرانيا ضد روسيا، إضافة إلى عقود من الحملات العسكرية في الشرق الأوسط وأفغانستان. وإذا ما أقدمت إسرائيل على مهاجمة مواقع التخصيب النووي الإيرانية في الأشهر المقبلة، فقد تجد واشنطن نفسها مضطرة لتوجيه مزيد من مواردها العسكرية إلى الشرق الأوسط، وهو ما قد يزيد من تعقيد الموقف”.

واوضحت الصحيفة أنه ورغم الحملة الجوية المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة في اليمن، “فقد أبلغ مسؤولون في البنتاغون نظراءهم في التحالف ومساعدي الكونغرس خلال اجتماعات مغلقة أن هذه الحملة لم تحقق سوى نجاح محدود في تدمير ترسانة الحوثيين من الصواريخ والطائرات المسيّرة والقاذفات”.

وقدّر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية أن “البنتاغون أنفق ما يقارب 200 مليون دولار في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحملة فقط، مشيرًا إلى أن الكلفة الفعلية تتجاوز مليار دولار عند احتساب النفقات التشغيلية والبشرية”.

ووفقا للصحيفة حذر مسؤولون دفاعيون من أن “الجيش الأميركي يستهلك الذخائر بمعدل مقلق، وأبلغ مسؤول كبير مساعدي الكونغرس بأن البحرية وقيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ “قلقتان للغاية” من هذا التسارع في وتيرة الاستهلاك”.

و”كانت المخزونات البحرية من الذخائر أصلاً دون المستوى المستهدف، حتى قبل أن يأمر الرئيس بايدن قبل أكثر من عام ونصف بمهاجمة الحوثيين”.

ونقل مسؤول في الكونغرس عن مسؤول رفيع في البنتاغون تحذيره من أن الولايات المتحدة “تواجه مشاكل تشغيلية حقيقية” في حال نشوب صراع في آسيا.

وأوضح التقرير أن “الحملة ضد الحوثيين تعتمد على أسلحة بعيدة المدى مثل صواريخ توماهوك كروز، وقنابل الانزلاق AGM-154، وصواريخ AGM-158 الخفية، وهي نفسها التي يرى مخططو الحرب الأميركيون أنها ضرورية لصد أي هجوم محتمل من الصين في بحر الصين الجنوبي أو الشرقي”.

وقال المسؤولون إن هذه “الأسلحة مُخزّنة في قواعد أميركية في غوام وأوكيناوا ومواقع أخرى على طول غرب المحيط الهادئ، مضيفين أن البنتاغون لم يضطر بعد للسحب من تلك المخزونات لاستخدامها ضد الحوثيين، لكنه قد يضطر لذلك قريبًا”.

 

قد يعجبك ايضا