السيد الخامنئي: لا ينبغي تكرار خطأ الاتفاق النووي في مفاوضات عمان
موقع أنصار الله – طهران – 17 شوال 1446هـ
استقبل قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، اليوم الثلاثاء، عددا من أعضاء الحكومة وممثلي مجلس الشورى الإسلامي وكبار مسؤولي السلطة القضائية ومسؤولي بعض المؤسسات، بمناسبة بداية العام الجديد.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن قائد الثورة الإسلامية قال خلال هذا اللقاء إن “مفاوضات عمان هي واحدة من عشرات الأعمال التي تقوم بها وزارة الخارجية. لا ينبغي لنا أن نربط مشاكل البلاد بهذه المفاوضات.”
وأضاف: نحن لا ننظر إلى هذه المفاوضات بتفاؤل مفرط ولا بتشاؤم مفرط. هي في نهاية المطاف خطوة تم اتخاذ القرار بشأنها، وقد نُفّذت بشكل جيد في مراحلها الأولى.
وتابع قائد الثورة الإسلامية: نحن بالطبع متشائمون جداً بشأن الطرف الآخر، لكننا متفائلون بقدراتنا الذاتية.
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن “المتابعة” هي الحلقة المفقودة في مسار تحقيق أهداف البلاد، مشدداً على أن السعي لتحقيق شعار العام يجب أن يكون ضمن جدول الأعمال المشترك للسلطات الثلاث.
كما حذّر سماحته من الإفراط في التفاؤل أو التشاؤم بشأن نتائج المحادثات الجارية في عمان، مؤكداً أن مسار عمل الدولة نحو تحقيق الأهداف في جميع المجالات يجب أن يستمر بوتيرة متسارعة، دون أن يُربط أي شيء بنتائج المفاوضات.
واعتبر آية الله الخامنئي، في هذا اللقاء، أن المتابعة أهم من اتخاذ القرار، مضيفاً: “في البلاد هناك قوانين جيدة وخطط ضرورية، ولكن نقص المتابعة هو ما يحول دون تحقيق الأهداف بشكل مرضٍ”.
وأشار إلى قضايا مثل الاستهلاك المرتفع جداً للبنزين، وعدم كفاية العدالة التعليمية، ومشاكل الطبقات الضعيفة، مؤكداً أن حل هذه المشكلات ممكن عبر المتابعة الجادة. وقال: “الحماس والدافع لدى رؤساء السلطات الثلاث ومسؤولي الأجهزة مبارك، لكنه غير كافٍ، فبسبب نقص المتابعة، تضعف القرارات والتأكيدات الصادرة من المسؤولين في المستويات الإدارية، وغالباً لا تُنفذ”.
ووصف قائد الثورة ترشيد استهلاك مصادر الطاقة بـ”الضرورة الأساسية”، وقال: “على الأجهزة الحكومية، بصفتها المستهلك الأكبر لمختلف أنواع الطاقة، أن تبادر قبل غيرها إلى الترشيد، وهذا الأمر أيضاً يتطلب متابعة”.
وأكد سماحته أن دعم تحقيق شعار العام يجب أن يكون ضمن جدول الأعمال المشترك للسلطات الثلاث وسائر المؤسسات هذا العام، وقال: “من خلال الاستثمار في الإنتاج، يمكن إنقاذ البلاد من العديد من المشكلات، لذا يجب على وزارة الاقتصاد، والبنك المركزي، وسائر الجهات المعنية، توجيه رؤوس الأموال والسيولة المتوفرة في المجتمع نحو الاستثمار في مجال الإنتاج”.
واعتبر آية الله الخامنئي الاستثمار في الإنتاج “عملاً مشرفاً”، وأضاف: “يجب كذلك توفير أمن الاستثمارات، وإزالة العقبات التي تعترض طريق الفاعلين الاقتصاديين في مجال الإنتاج”.
وأكد أن جهود السلطات الثلاث، خصوصاً الحكومة، تمهد الطريق لتحقيق شعار العام، وقال: “إذا ازدهر الاستثمار المحلي، فإن المستثمر الأجنبي أيضاً سيتحمس للعمل في إيران”.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية، أن الاستثمار في الإنتاج هو السبيل الأفضل لمواجهة العقوبات، وقال: “رفع العقوبات ليس بأيدينا، لكن إبطال مفعول العقوبات يقع ضمن نطاق قدراتنا، ولدينا في هذا الصدد طرق عديدة وإمكانات داخلية مناسبة، وإذا تحقق هذا الهدف، ستصبح البلاد محصنة ضد العقوبات”.
وشدد سماحته على أهمية توسيع العلاقات مع الدول الجارة، والأقطاب الاقتصادية في آسيا، وأفريقيا، وغيرها من الدول، قائلاً: “هذا الأمر أيضاً يتطلب متابعة خاصة، لاسيما لتغيير بعض الأساليب المتبعة في المستويات الوسطى من الإدارة”.
وأشاد آية الله الخامنئي باتصالات رئيس الجمهورية مع نظرائه من رؤساء الدول، وكذلك بأنشطة وزارة الخارجية، واصفاً إياها بـ”الجيّدة جداً والمؤثرة”.
واعتبر سماحته المفاوضات الجارية في سلطنة عمان واحدة من عشرات المهام التي تقوم بها وزارة الخارجية، وأكد قائلاً: “يجب ألا تُربط قضايا البلاد بهذه المحادثات، ولا ينبغي تكرار الخطأ الذي ارتُكب في الاتفاق النووي، حيث تم ربط مصير البلاد بتقدم المفاوضات؛ لأن ذلك يؤدي إلى جعل البلاد رهينة للظروف، مما يجمّد كل شيء، بما في ذلك الاستثمارات، بانتظار نتائج المفاوضات”.
وأكد قائد الثورة على ضرورة استمرار النشاطات في البلاد في مختلف المجالات الصناعية، والاقتصادية، والإنشائية، والثقافية، وتنفيذ المشاريع الكبرى، قائلاً: “لا علاقة لأيٍّ من هذه الأمور بالمفاوضات التي تجري في عمان”.
وحذّر قائد الثورة الإسلامية من التفاؤل أو التشاؤم المفرطين تجاه المفاوضات الجارية، وقال: “في الخطوات الأولى، كان قرار البلاد بالذهاب إلى التفاوض قراراً جيداً، ومن الآن فصاعداً أيضاً يجب السير بدقة، علماً أن الخطوط الحمراء بالنسبة لنا وللطرف الآخر واضحة تماماً”.
وأضاف سماحته: “المفاوضات قد تنجح وقد لا تنجح، ونحن لسنا متفائلين جداً ولا متشائمين جداً حيال هذه المفاوضات. نعم، نحن متشائمون جداً تجاه الطرف المقابل، لكننا واثقون بقدراتنا الذاتية”.
وشدد آية الله الخامنئي على ضرورة الالتزام الدقيق وغير المنحرف بتنفيذ البرنامج السابع للتنمية، قائلاً: “هذا البرنامج جيد، ومبني على السياسات العامة للبلاد، وينبغي تنفيذه منذ البداية على نحو متين ومحكم”.
وفي ختام كلمته، وجّه سماحته التهنئة بالسنة الجديدة للمسؤولين وعائلاتهم، مثمّناً دور تآزر وتعاضد الزوجات والعائلات مع المسؤولين في تحسين أدائهم وإنجاز مهامهم. كما أعرب عن أمله في أن تتحقق مضامين التقرير الذي قدمه النائب الأول لرئيس الجمهورية خلال فترة زمنية معقولة.
وتناول قائد الثورة في ختام حديثه الجرائم غير المسبوقة التي ارتكبها الكيان الصهيوني المجرم، قائلاً: “الهجمات المتعمدة على المرضى، الصحفيين، سيارات الإسعاف، المستشفيات، الأطفال والنساء الأبرياء في غزة، تتطلب قسوة لا مثيل لها، وهو ما يتمتع به هذا الكيان الإجرامي المحتل”.
وأكد سماحته أن التحرك المنسق للعالم الإسلامي في المجالات الاقتصادية والسياسية، وحتى العملياتية إذا اقتضى الأمر، يمثل حاجة ملحة، وقال: “نحن واثقون بأن الله سيُنزل عذابه على هؤلاء الظالمين، لكن هذا لا يعفي الحكومات والشعوب من مسؤولياتها الجسيمة”.