الاتحاد الأوروبي يزوّد موظفيه المتجهين إلى أمريكا بهواتف مؤقتة خوفاً من التجسس
موقع أنصار الله – متابعات – 18 شوال 1446هـ
بدأت المفوضية الأوروبية بتزويد بعض موظفيها المتوجهين إلى الولايات المتحدة بهواتف مؤقتة (burner phones) وأجهزة كمبيوتر محمولة أساسية، لـ”تجنّب مخاطر التجسس”، وهو إجراء كان يُستخدم تقليدياً فقط في الرحلات إلى الصين.
وبحسب أربعة مصادر مطلعة على هذا الأمر، فقد تمّ إصدار هذه التوجيهات للمفوضين وكبار المسؤولين الذين سيسافرون لحضور اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الأسبوع المقبل.
وقالت المصادر إنّ “هذه الإجراءات تشبه تلك المتبعة في الرحلات إلى أوكرانيا والصين”، حيث لا يُسمح باستخدام الأجهزة التكنولوجية القياسية خوفاً من المراقبة الروسية أو الصينية.
وقال أحد المسؤولين: “هم قلقون من أنّ الولايات المتحدة قد تتسلل إلى أنظمة المفوضية”.
ويعكس التعامل مع الولايات المتحدة كـ”خطر أمني محتمل”، مدى تدهور العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة في كانون الثاني/يناير الماضي. فقد اتهم ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه أُنشئ لـ”الإضرار بالولايات المتحدة”. كذلك أعلن ترامب فرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 20% على صادرات دول لاتحاد، قبل أن يخفضها لاحقاً إلى النصف لفترة مؤقتة مدتها 90 يوماً.
وفي الوقت ذاته، أبدى ترامب تقارباً مع روسيا، وضغط على أوكرانيا للتخلّي عن السيطرة على أصولها من خلال تعليق المساعدات العسكرية مؤقتاً،. كما هدد بتقليص الحضور العسكري الأميركي في أوروبا، مما دفع القارة بأكملها إلى بدء جهود تسليح واسعة النطاق.
وقال مسؤول خامس في الاتحاد الأوروبي: “التحالف عبر الأطلسي انتهى”.
وتخوض كل من بروكسل وواشنطن مفاوضات حساسة في عدد من المجالات، حيث سيكون من مصلحة كل طرف جمع معلومات عن الآخر.
ومن المقرر أن يجري ماروش شيفتشوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، محادثات في واشنطن، الاثنين المقبل، مع وزير التجارة هوارد لوتنيك، في محاولة لحل النزاع التجاري المتصاعد بينهما.
وكان الاتحاد الأوروبي أجّل تنفيذ تدابير انتقامية ضد صادرات أميركية بقيمة 21 مليار يورو، تمّت الموافقة عليها ردّاً على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصلب والألمنيوم.
كما هاجمت الولايات المتحدة تنظيم الاتحاد الأوروبي لشركات التكنولوجيا، وادعت بأنّ “بروكسل تخنق حرية التعبير وتتلاعب بالانتخابات”، في إشارة إلى استبعاد مرشح رئاسي روماني مثير للجدل، بسبب تلقيه “دعماً متزايداً عبر حسابات على منصة تيك توك”.
هذا وسيسافر ثلاثة مسؤولين من المفوضية الأوروبية إلى واشنطن لحضور اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في الفترة ما بين 21 إلى 26 نيسان/أبريل الجاري، وهم: فالديس دومبروفسكيس، مفوض الاقتصاد؛ ماريا لويس ألبوكيركي، رئيسة الخدمات المالية؛ ويوزيف سيكيلا، المسؤول عن المساعدات الإنمائية.
وأكّدت المفوضية الأوروبية أنها قامت مؤخراً بـ”تحديث إرشاداتها الأمنية”، المتعلّقة بالسفر إلى الولايات المتحدة، لكنها قالت إنه “لم يتم إصدار تعليمات مكتوبة بشأن استخدام الهواتف المؤقتة”.
وأضافت أنّ “الجهاز الدبلوماسي التابع للاتحاد كان مشاركاً في هذه التحديثات”، كما هو معتاد في مثل هذه الحالات.
كذلك قال مسؤولون إنّ الإرشادات الموجهة لجميع الموظفين المسافرين إلى الولايات المتحدة شملت “توصية بإيقاف تشغيل الهواتف عند الوصول إلى الحدود، ووضعها في أغطية خاصة تحمي من التجسس في حال تُركت من دون رقابة”.
ووفق المفوضية، فهناك خطر إضافي عند السفر إلى الولايات المتحدة، حيث يمتلك موظفو الحدود الحق في مصادرة هواتف الزائرين وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم وتفتيش محتواها.
وكان قد تمّ رفض دخول عدد من السياح والأكاديميين القادمين من أوروبا إلى الولايات المتحدة بسبب تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي أو مستندات على أجهزتهم تنتقد سياسات إدارة ترامب.