أبرز ملامح تهويد فلسطين
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || وكالة القدس للأنباء
عمدت “إسرائيل” منذ تأسيسها عام 1948م على تغيير كل الملامح الفلسطينية للأرض وركزت بشكل أكبر على تهويد مدينة القدس لطمس الهوية الفلسطينية وأي معالم عربية لفلسطين، وأمس الخميس، خصصت الحكومة الإسرائيلية، 700 مليون شيكل (قرابة 190 مليون دولار) لتهويد القدس.
البداية
في البداية استولت العصابات في شهر مايو 1948 على الشطر الغربي من القدس وعلى جميع الأحياء العربية فيه ومنها: حي الطوري، حي النبي داوود، حي القطمون، حي شنلر، حي الشيخ بدر، والبقعة التحتا والفوقا، وشردت نحو (60) ألفا من سكان القدس الغربية العرب، وضمت إسرائيل بعد تأسيسها في 15 مايو 1948 العديد من القرى العربية إلى الشطر الغربي المحتل من القدس، ومنها قرى بيت صفافا، والمالحة، وشرفات، وعين الكرم وبتسير.
وقام المشروع الصهيوني في فلسطين على ادعاء “يهودية البلاد وعودة اليهود إلى وطنهم”، لذا كان تهويد فلسطين ضرورة لإضفاء شرعية للدولة المزعومة.
خارطة فلسطينية
ويعود التفكير بتهويد أسماء المعالم الفلسطينية إلى “صندوق استكشاف فلسطين” الذي نفذ عملية مسح للبلاد قبل قيام الدولة بين 1871_ 1877، وجمع أسماء المواقع القديمة والخرائب والقرى، وأعدّ قوائم للأسماء تحوي أكثر من 10 آلاف اسم نقلت بحروف إنجليزية، بعد ذلك طبع الصندوق خارطة لفلسطين الغربية على أربعة أشكال: الأولى، عليها الأسماء العربية الحديثة، الثانية، عليها أسماء العهد القديم ( التناخ )، الثالثة، عليها أسماء العهد الجديد ( الأناجيل )، الرابعة، عليها أسماء مصادر المياه وتوزيعها.
وأعلن أول رئيس وزراء إسرائيل ومؤسسها، ديفيد بن جوريون «أنه لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل».
تهويد الأسماء
غداة قيام الدولة، أثيرت قضية أسماء المعالم عندما تقرر أن يُعهد إلى بلدية تل أبيب بالمسئولية البلدية عن مدينة يافا، آنذاك جرى نقاش بشأن الاسم الذي يطلق عليهما، فاقترح البعض اسم يافو، وزعموا أن هذا هو الاسم التوراتي، وكان بن جوريون بينهم، واقترح آخرون اسم تل أبيب بصفته الاسم الصهيوني، وبعد نقاش عكس الارتباك، انتصر الصهيونيون في النهاية وصار الاسم تل أبيب ـ
يافا
لم تحدث عملية تهويد أسماء المعالم الفلسطينية دفعة واحدة، حتى أنه في السنوات الأولى لقيام إسرائيل كانت بعض المؤسسات والوزارات الإسرائيلية تستخدم التسميات الفلسطينية العربية. فمثلًا، تضمن الكتاب السنوي الهيدرولوجي الصادر عن وزارة الزراعة أسماء غير مهوّدة لأنهار ووديان ( مثل: الزرقاء ـ العوجا ـ الحاصباني ـ بانياس ـ القرن ـ الحلزون ـ إسكندرونة ـ الحنداج ـ وقاص.. إلخ) وينابيع (مثل: عين المشرفة ـ عين التينة ـ عين الفوارـ عين عسل..الخ ). لكن هذه المرحلة لم تدم طويلًا، إذ سرعان ما شنَّت إسرائيل حملة تهويدية استهدفت طمس الأسماء الفلسطينية العربية للمناطق والمواقع والمعالم الجغرافية في البلاد، وإحلال أسماء عبري تهويدية مكانها.
الأبراج الاستيطانية
تسعى بلدية الاحتلال في مدينة القدس، على قدم وساق في تغيير ملامح المدينة عبر تنفيذ مخططات تهويدية جديدة تتضمن إقامة الأبنية والأبراج الاستيطانية العالية.
وأوضحت صحيفة “هاآرتس” العبرية أن المخطط الاستيطاني يتضمن إقامة أبراج بـ ٣٦ طابقا على مداخل مدينة القدس المحتلة، فيما ستبنى أخرى على ارتفاع ٣٠ طابقا.
منع الترميم
توجد مئات المقابر والمساجد والمقامات المتداعية التي تحظر إسرائيل بوسائل “قانونية” إقامة الشعائر الدينية فيها أو مجرد ترميمها، فحسب تقارير نشرت كثيرًا في الصحافة الفلسطينية، كانت هناك محاولات متكررة من قبل فلسطينيي الداخل لترميم هذه المقدسات، لكن أفشلتها السلطات الإسرائيلية بدعوى أنها أملاك إسرائيلية تتبع لما يعرف بـ”حارس أملاك الغائبين”.
تحويل المساجد لكنس يهودي
وثقت دراسة مؤخرا الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية في فلسطين، حيث أشارت الدراسة إلى أن هناك متعاونين هربوا من فلسطين المحتلة أو قتلوا بعدما أقدموا على بيع أوقاف إسلامية في يافا وحيفا واللد لما يعرف بـ”دائرة أراضي إسرائيل” أو جهات خاصة، وحولت بعض المساجد أو المقامات إلى كنس يهودي.