تصعيد العدوان الأمريكي على البلد يقابله زخم جماهيري منقطع النظير”استطلاع”

العلامة فؤاد ناجي: الوعي والبصيرة لدى الشعب اليمني كفيلان بإفشال مخططات الأعداء ومؤامراتهم.
 العلامة خالد موسى: ثبات اليمنيين في الساحات ثمرة من ثمار المشروع القرآني.
الناشط الثقافي النصرة: التجمهر في الساحات يغيض الأعداء والمنافقين ويحجّم مؤامراتهم.

 

موقع أنصار الله – محمد المطري

 

تشهد مئات الساحات اليمنية أسبوعياً زخماً جماهيرياً متصاعداً منذ بدء أحداث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023م وحتى اللحظة، إسنادا لغزة وانتصارا لمظلوميتها، في مشهد أسطوري لا مثيل له في العالم.

وفي حين يمارس العدو الأمريكي والإسرائيلي ضغوطا عديدة على الشعب اليمني لثنيه عن موقفه الإيماني المؤازر لغزة، تخرج الجموع الغفيرة في ساحات التظاهرات نهاية كل أسبوع تجديداً لتأكيد الموقف المناهض للعدوان الأمريكي والإسرائيلي، وتفويضاً للقيادة السياسية والثورية والقوات المسلحة اليمنية.

وأمام كل تصعيد أمريكي يمعن فيه العدو على قتل وجرح مئات المدنيين، يزداد الزخم الجماهيري في الساحات ليؤكد الشعب اليمني أن غارات العدوان لن تثنيهم عن موقفهم المناصر لغزة، وإنما تزيدهم عزما وإصرارا على الثبات على الموقف ومواجهة التصعيد بالتصعيد.

الإسناد اليمني لغزة حجة على الأمة

ويؤكد نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة فؤاد ناجي أن الشعب اليمني يخرج أسبوعيا في ساحات التظاهرات، وذلك لتأكيد المؤكد المتمثل في ثبات الموقف المناصر لغزة، والتسليم المطلق للسيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، وكذا التفويض المتجدد للقيادة والقوات المسلحة اليمنية للمضي في الخيارات المناسبة لإرغام العدو الصهيوني على وقف إطلاق النار ورفع الحصار على قطاع غزة، وكذا ردع العدو الأمريكي.

وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله يؤكد ناجي أن تجمهر الشعب اليمني في ساحات التظاهرات رغم القصف الأمريكي الهستيري على المنشآت الخدمية والأعيان السكنية دليل على ثبات اليمنيين وصلابتهم على موقفهم الإيماني والأخلاقي المؤازر لغزة.

ويبين أن الشعب اليمني أثبت قولاً وفعلاً نصرته للقضية الفلسطينية وإسناده لها، مقدما دروسا كبيرة في التضحية والفداء، معمدا تلك الدروس بدمائه الزكية الطاهرة.

 ويشير إلى أن التجمهر الشعبي الأسبوعي في الساحات يمثل حجة دامغة على الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم أجمع المتخاذلين عن نصرة غزة.

ويلفت إلى أن الشعب اليمني العظيم منذ فجر الإسلام وإلى اليوم وهو يقف مع الحق ضد الباطل، وأنه كما ناصر الأجداد اليمنيون رسول الله ها هم الأحفاد يدافعون على المقدسات الإسلامية، ويناصرون المستضعفين، في الوقت الذي جمدت فيه العديد من دول العالم.

ويتطرق إلى أنه كلما صعد العدو الأمريكي في غاراته العدوانية ضد اليمن، زاد عنفوان وصلابة الشعب اليمني وإصراره على موقفه المناصر لغزة، وهو ما يثبته اليمنيون في مئات الساحات أسبوعياً، لافتاً إلى أن مشاهد العظمة والشموخ والثبات لذوي الشهداء والمصابين الذين تعرضوا لعدوان أمريكي يثبت -بما لا يدع مجالاً للشك- البصيرة والوعي للشعب اليمني، وهذه البصيرة كفيلة بإفشال مخططات الأعداء وإحباط مؤامراتهم.

 

اليمن يعيد الدور الحقيقي للأمة الإسلامية

 

في حين تنشغل العديد من شعوب العالم العربي والإسلامي بثقافات وأنشطة لا تمت للدين الإسلامي بصلة كالرياضة والغناء والموسيقى وغيرها من الأنشطة الترفيهية التي يتابعها الملايين، يخرج الشعب اليمني أسبوعيا في مشهد جماهيري مهيب يجسد الدور الحقيقي للأمة الإسلامية ويعيدها لقضاياها الجوهرية.

وبالرغم من نفاذ المخططات الغربية والأمريكية الرامية لتدجين الأمة الإسلامية وانصياع العديد من الدول العربية والإسلامية للعدو الأمريكي والإسرائيلي، إلا أن بعض أحرار العالم ما يزال متمسكاً بالقضية الفلسطينية ومناصراً لها بالكلمة والموقف وبكل ما هو متاح، فنلحظ العديد من أحرار العالم يتجمهرون في الساحات، وأيضا يواكبون أحداث غزة أولا بأول في مختلف وسائل الإعلام الرقمي والتقليدي.

ويصف أحرار العالم الموقف اليمني بالاستثنائي والبطولي والتاريخي والمشرف، مشيدين بالموقف اليمني قيادة وشعبا، داعين أنظمتم الحاكمة التي خذلت شعوبها للاقتداء بالموقف اليمني والكف عن إيذاء وقمع الشعوب الحرة المناصرة لغزة.

وفي هذا السياق يقول عضو رابطة علما اليمن العلامة خالد موسى: انطلاقا من قوله تعالى “للَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمِهَادُ” صدق الله العظيم ومن قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” صدق الله العظيم، يخرج ملايين اليمنيين في ساحات التظاهر أسبوعيا إسنادا لغزة وانتصارا لها، ليؤكد لهم أننا معهم ولن نتخلى عنهم مهما كانت التحديات والصعاب.

ويضيف -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- “التجمهر المليوني في الساحات يجسد الأخوة الإيمانية والروابط الإسلامية والدينية بين اليمن والشام وهو خروج مشرف يعبر عن اصالة اليمنيين”.

ويعتبر موسى تميز الموقف اليمني في إسناد غزة وانفراده عالمياً ثمرة من ثمار المشروع القرآني والثقافة القرآنية التي عكست الهوية الإيمانية للشعب اليمني.

ويرى أن نصرة اليمنيين لإخوانهم الفلسطينيين يترجم مصاديق قول الرسول الأكرم في اليمن ومدحه الكبير لليمن منها قوله صلوات الله عليه وعلى آله (الإيمان يمان والحكمة يمانية- إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن).

ويؤكد موسى أن الخروج المليوني في الساحات رغم القصف والحصار الأمريكي على البلد يحمل رسائل ودلالات بالغة الأهمية للدول العربية “المطبعة” مع الكيان الصهيوني، مفادها تطبيعكم مع الكيان الصهيوني وخذلانكم لغزة سيعود سلبا عليكم، وسينزل عليكم السخط والعقوبة الإلهية في الدنيا والأخرة.

ويختتم موسى حديثه بالقول “من الرسائل التي تبعثها الجماهير الحاشدة لدول التطبيع والخيانة: تخاذلكم عن نصرة دين الله لن يحقق نصرا للصهاينة، فالسنن الإلهية قائمة على التبديل، تبديل قوم بقوم، ينصرون دين الله ويواجهون أعداءه، مستدلا بقول الله تعالى “وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم” صدق الله العظيم”.

 

التجمهر في الساحات جهاد في سبيل الله

 

ويعتبر التجّمهر الشعبي في ساحات التظاهرات جهاداً في سبيل الله، كونه يغيض أعداء الله ويرهبهم، وهو ما يؤكد عليه السيد القائد يحفظه الله في خطابه الأسبوعي حول آخر مستجدات العدوان على قطاع غزة والمستجدات الإقليمية والمحلية.

وحول هذا يؤكد الناشط الثقافي محمد صالح النصرة أن خروج اليمنيين في ساحات التظاهرات يأتي استجابة لقول الله تعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” صدق الله العظيم.

ويعتبر النصرة الخروج في ساحات التظاهرات نوعا من الإعداد النفسي لتهيئة النفس للجهاد في سبيل الله ضد الطغاة والمستكبرين، موضحا أن الجهاد في سبيل الله يحتاج إرادة ذاتية يبدأ الإنسان ترويضها من خلال الخروج الجماهيري التفاعلي وترديد شعارات العداء لليهود وحلفائهم.

ويشير النصرة إلى أن المنافقين يخافون من خروج الشعب اليمني في الساحات، وذلك كون الخروج يحبط مخططاتهم التآمرية ويفضحها، مؤكدا أن التجّمهر المليوني في الساحات يدحض دعايات الأعداء وعملائهم التضليلية، التي تروج أن إسناد غزة لا يمثل الشعب اليمني وإنما يمثل فئة محددة من الشعب، ليأتي الطوفان البشري الأسبوعي مفندا تلك الدعايات، وليؤكد أيضا تكامل الموقف اليمني على المستوى الرسمي والشعبي.

ويلفت إلى أن الحملات الإعلامية التابعة للعدو الأمريكي وحلفائه من الخونة والمطبعين على المستوى المحلي والدولي التي تحاول تشويه الخروج المليوني في الساحات يعكس غيظ وحقد تلك الجماعات، وهو ما يوضح لنا أهمية وأثر المسيرات الشعبية وضرورة استمرارها.

ويبقى الزخم الجماهيري في ساحات التظاهرات الأسبوعية برلماناً شعبياً متجدداً لتفويض القيادة في اتخاذ الإجراءات المناسبة لإسناد غزة ومواجهة التصعيد الأمريكي

قد يعجبك ايضا