المهاجرون الأفارقة آخر ضحايا «العمى»: أمريكا تكثّف مجازرها
|| صحافة ||
كثّفت الولايات المتحدة، خلال الساعات الماضية، جرائمها في محافظتي صنعاء وصعدة، متعمّدة قتل المزيد من المدنيين العزّل، في خضمّ فشل الإدارة الأميركية في تحقيق أي إنجاز عسكري في حربها على اليمن. وعلى الرغم من تسليط وسائل الإعلام الضوء على تبعات الغارات الدامية التي طاولت أحياء سكنية في العاصمة اليمنية مساء الأحد، إلا أن واشنطن تتعمّد ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين، والتي بلغت خلال الساعات الماضية مستويات قياسية.
ووسط صمت دولي تام، استهدفت عدة غارات جوية مركز إيواء للاجئين في صعدة. وأكّدت مصادر محلية لـ»الأخبار»، أنّ «الهنغر» الخاص بإيواء المهاجرين الأفارقة الذين استهدفهم الطيران الأميركي، فجر أمس، كان يضم 115 مهاجراً غير شرعي من جنسيات أفريقية مختلفة، ما أدّى إلى مقتل 68 منهم وإصابة 47 آخرين. وأردف المصدر أن معظم الضحايا هم من الجنسية الإثيوبية، لافتاً إلى أن كل مراكز الإيواء الخاصة بالمهاجرين والسجون الأخرى محمية بالقانون الدولي، وأن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي» على دراية بها، ما يجعل الاستهداف المشار إليه يرقى إلى مستوى «الإبادة الجماعية»، طبقاً للمصدر نفسه.
وجاءت مجزرة صعدة بعد ساعات من استهداف الطيران الأميركي، في وقت متأخر الأحد، ثلاثة منازل سكنية في منطقة ثقبان الواقعة في نطاق مديرية بني الحارث شرقي العاصمة، بسلسلة غارات عنيفة، ما أدّى إلى سقوط نحو 8 قتلى من الأطفال والنساء وإصابة عشرة آخرين. أما خلال الساعات الماضية، فتركّزت العمليات على الأحياء السكنية في صنعاء وصعدة، جنباً إلى جنب استهدافات طاولت بنى تحتية تتعلق بالاتصالات المدنية في عدد من جبال محافظة عمران، في محاولة لقطع الاتصالات عن صعدة، ما يعكس، على الأرجح، نية أميركية في توسيع الجرائم هناك. وفي ردّ أولي على تلك التطورات، دانت «منظمة الهجرة الدولية» قصف مركز إيواء المهاجرين، معبّرة عن حزنها العميق إزاء الحادثة. وأكّدت المنظمة مقتل وإصابة العديد من المهاجرين الأفارقة في صعدة، داعية إلى حماية المدنيين وتجنّب إلحاق الأذى به وضمان احترام القوانين الدولية.
شهد الحراك القبلي المسلّح تصاعداً في عدة محافظات يمنية
ووسط إدانات محلية واسعة لتصاعد جرائم العدوان الأميركي، ردّت قوات صنعاء بشن هجوم جديد على حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان». وأكّد المتحدث العسكري باسم الحركة، العميد يحيى سريع، حصول الهجوم، الذي نفّذته القوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المُسيّر، باستخدام عدد من الصواريخ البالستية والطائرات المُسيّرة. وتابع سريع، في بيان مساء أمس، أن القوات اليمنية أجبرت «هاري ترومان»، والقطع العسكرية التابعة لها، على الابتعاد إلى أقصى نقطة شمال البحر الأحمر، متوعّداً باستمرار ملاحقة حاملات الطائرات الأميركية والسفن الحربية التابعة لها في البحريْن الأحمر والعربي، إلى حين وقف العدوان على اليمن.
وعلى المستوى السياسي، رأى المتحدّث الرسمي لحركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، أنّ ارتفاع وتيرة المجازر الأميركية ضد المدنيين، هو محاولة للتغطية على الإخفاق العسكري الذي تعاني منه القوات الأميركية في عدوانها المستمر على اليمن، مؤكداً أن التمادي في المجازر «لن يجلب لها أي إنجاز». كما انتقد عبد السلام، في منشور على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، صمت المجتمع الدولي تجاه الأحداث الأخيرة، معتبراً أن ذلك الصمت يشجّع واشنطن على مواصلة عملياتها الدموية، عبر استهداف التجمعات السكنية وتضليل المجتمع الدولي.
وقوبلت الهجمات الجوية على المدنيين بموجة استياء واسعة في أوساط القوى القبلية اليمنية، والتي تتهم الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي بالتحريض على قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية والمقدرات الوطنية. وبالتزامن مع إعلانها النفير العام، عقدت قبائل سنحان، في محافظة صنعاء، لقاء مسلحاً، أعلنت فيه استعدادها لمواجهة أي طرف يحاول المساس بأمن اليمن واستقراره لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. كذلك، شهدت مديرية كشر في حجة، لقاء مماثلاً لقبائل بني داوود، فيما عقدت قبائل شرعب الرونة والمربعين الأوسط والغربي في التعزية في محافظة تعز، لقاءات مشابهة، معلنةً النفير وجهوزيتها الكاملة لمواجهة «أي تصعيد وحماية الجبهة الداخلية».
في المقابل، وبالتزامن مع شنّ الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي حملة تحريض على موانئ الحديدة، ومطالبتها تجار الوقود بوقف التعامل مع سلطات صنعاء، بذريعة أن الموانئ تندرج تحت قرار التصنيف الأميركي الخاص بحركة «أنصار الله»، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، مساء أمس، فرض عقوبات على ثلاث سفن قالت إنها تنقل مشتقات نفطية إلى مناطق حكومة صنعاء، إضافةً إلى مشغّلي السفن. وجاء القرار الأميركي على الرغم من أن السفن الثلاث دخلت الميناء بعد مثولها لآلية التفتيش الأممية، وحصولها على تصاريح مرور من فريق الأمم المتحدة في جيبوتي.
رشيد الحداد: الاخبار اللبنانية