ذكرى الثورة في صالح مَنْ؟
الذي تابع وتأمل معظم محافظات الجمهورية يوم الحادي عشر من فبراير لن يرى سوى لهب يشتعل داخل أجواف الناس حرقة وألماً من ظلم وقع عليهم ومن فساد استشرى في جميع مفاصل الدولة كأخطبوط شل حركتهم سالباً لهم حريتهم، وهذا ما جعلهم يخرجون بدءاً في التاريخ المحتفى به، حينما انتفض الناس وانفجر الوضع، أملاً في التغيير وتوقاً للحرية والتي فيها ضحى الكثير منهم بأرواحهم، بغية التغيير، ولم شمل أبناء اليمن من جميع المحافظات، إلا إنها استغلت من قبل القوى المتنفذة التي لبست ثوب الثورة، والتفت على أحلام الشباب وسرقت أهدافهم وطموحاتهم بحجة حماية ثورتهم، وتم صياغة مبادرة خدمةً للخائن والعميل وحصنت القاتل والمجرم، فتسلقوا على أرواح الشهداء وجروح الثوار، وهذا ما جعلهم يخرجون الآن ضد الظلم والاستبداد، وفي وجه النظام الآخر.
خرج الكل في مسيرة الحادي عشر؛ شباب وشابات، أطفال وشيوخ، أدركتُ خلالها أن كل الشعب يعاني من حكومة الوفاق التي لم نعلم إلى حد الآن ماذا كان دورها؟!!!! ولكن رغم ذلك فهي قد أوجدت من معاناتهم وعياً لكيفية أخذ حقوقهم ومعرفتهم بما يجب أن يقوموا به، طبعاً مش بالقانون، ولا بالنظام، بل بوطأةٍ أكثر، وتجبرٍ أعتى، وانتهاك أبشع، توضحه هذه الصرخات، وتترجمه تلك الأنّات، وتشرحه دموع المفجوعين والمفجوعات، لكن تُرى هل هذا الشعب المنتفض الآن له رؤية صحيحة واستراتيجية جيدة، مستفيداً من الدرس الماضي، أم إنه ينتفض وحسب، ليهيئ الوضع للمفسدين والفاسدين بشكل أكبر، وبأسلوبٍ أبشع، ينتج عنه من ينتهب المال العام، ويبيع ثروات الوطن، ويجزئه إلى أقاليم عديدة تصنع الخير والرفاه لكل الحالمين بسيطرةٍ أكثر، ونفوذ أكبر.