حصار هادي
بدأ مسلسل حصار هادي بتنصله عن الاستحقاقات السياسية المتوافق عليها وإصراره على مخالفة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومن بعدها تجاوزه لنصوص ومضامين اتفاقية السلم والشراكة هذا بالإضافة إلى دخوله في خلافات حادة مع أغلب المكونات السياسية و على رأسها المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه هادي وكذلك حزب الاصلاح الذي اتهمه مرارا بالتآمر عليه في أحداث عمران وصنعاء وكذلك أبناء الجنوب الذين يصبون عليه سيلا من التهم لعل أبسطها اتهامه بعرقلة تنفيذ النقاط العشرين والنقاط الإحدى عشر المتعلقة بالقضية الجنوبية.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد فقد تداعت الأحداث حتى انتهت باستقالة هادي والحكومة في وقت واحد محدثا فراغا في السلطة وبعدها بفترة وجيزة غادر صنعاء إلى عدن في ظروف غامضة وفور وصوله الى عدن بدأ بفرض حصار جديد على نفسه حيث أعلن في بيانه الذي بثته قناة الجزيرة عن رفضه لاتفاقية السلم والشراكة وهي الاتفاقية التي حظيت بإجماع محلي وعربي ودولي غير مسبوق كونها جاءت لتصحيح الانحراف في العملية السياسية وأعادت الاعتبار لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني كما اعتبر هادي أن كل الخطوات التي جاءت بعد 21 سبتمبر باطلة بما فيها الحكومة المستقيلة وكذلك التعيينات والتي تشمل بكل تأكيد المحافظين الذين يساندونه ويقفون إلى جانبه اليوم وأبرزهم محافظ عدن وحضرموت.
هذا بالاضافة إلى كونه يتبنى مشروع الاقاليم الستة وهو مشروع مستورد خارجي ترفضه أغلب المكونات السياسية والاجتماعية في الجنوب.
وليس هذا فحسب فأغلب المكونات السياسية أصبحت على قناعة تامة بالتخلي عن هادي ولذلك فقد رحبت بالمجلس الرئاسي عوضا عن هادي.
وإذا ما اقتربنا من محيط هادي فإننا سندرك إلى أي مستوى من الضعف والخوف والعزلة وصل إليها هادي وندرك ذلك جليا من قيام هادي بطرد حراسته الرسمية على القصر وإحلال اللجان الشعبية القادمة من أبين بديلا عنها بالاضافة إلى أنه ومنذ وصوله إلى عدن والى اليوم لم يستطع التنقل او التحرك بحرية داخل عدن فضلا عن بقية مناطق الجنوب وإذا ما أضفنا إلى ذلك رفض العميد عبدالحافظ السقاف قرار هادي القاضي بعزله وعجز هادي عن عزله حتى بالقوة فإن ذلك كله يكشف مدى الضعف الذي وصل إليه هادي وأن وضع هادي في عدن ليس أحسن حالا من وضعه في صنعاء قبل مغادرتها.
صحيح أن هناك محاولات مستميتة لاعادة الشرعية لهادي تمثلت في نقل بعض السفارات الخليجية مقراتها الى عدن الا ان مثل هذه الخطوات لم تثمر شيئا على الصعيد المحلي والدولي خاصة ان الدول الكبرى رفضت الاقدام على مثل هذه الخطوة وعلى رأسها روسيا والصين وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وغيرها.
اصطفاف هادي مع الاصلاح وقياداته التي اجتاحت الجنوب ونزول بعض تلك القيادات إلى عدن عزز من عزلة هادي في الجنوب وأفقدته أي أمل في تعاطف أبناء الجنوب.
وأخيرا :
في الوقت الذي يتواجد هادي في معتقله أقصد قصره بعدن ويدعو الجنوبيين لمساندته والوقوف إلى جانبه لاستعادة شرعيته يجب أن لاننسى أن الجنوبيين كانوا هم أول الرافضين لشرعية هادي ولرئاسة هادي وهم أنفسهم من قاطعوا قبل سنوات الانتخابات الهزلية التي أوصلت هادي الى الرئاسة.