الإسرائيليون يقرون بعجز منظومة “مقلاع داود”عن مواجهة صواريخ حزب الله
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||الوقت التحليلي
أعرب رئيس وزراء الكيان الصهيوني، يوم الأحد الماضي، عن فخره لاستكمال منظومة الدفاع الصاروخي، لكن الأحداث التاريخية والحروب التي شنها الكيان الغصب ضد حزب الله وحماس في غزة تشير إلى أن هذه المنظومة لن تستطيع أن تفعل شيء أما إطلاق مئات الصواريخ في اليوم.
بيت العنكبوت
ربما وصف ” اسرائيل بأنها أوهن من بيت العنكبوت” من قبل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، هذا الوصف الذي أعلنه السيد في خطبته الشهيرة بعد حرب الثلاثين يوم من العام 2006، أصبح اليوم أكثر واقعية من أي وقت مضى.
وهذا ما يظهر جليا في تصريحات المسؤولين الصهاينة ولو بشكل غير مباشر، هذا ولم يكد الكيان الصهيوني يعلن عن إطلاق منظومة صواريخ جديدة تحمل اسم ” مقلاع داود” بهدف اعتراض صواريخ حزب الله، يوم الأحد الماضي، حتى شكك الخبراء الاستراتيجيين الصهاينة بمدى فعالية هذه المنظومة.
من جانبه صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن اكتمال المنظومة الدفاعية لمواجهة حزب الله، لكن المحللين الإسرائليين يعتقدون بأن هذه المنظومة لن يكتب لها النجاح في اعتراض مئات الصواريخ الدقيقة التي سيطلقها حزب الله إلى العمق الإسرائيلي.
وقال نتنياهو في تصريحه إن هذا النظام قادر على “حماية إسرائيل وحماية مواطنينا ومدننا”، وأضاف: “من يسعى الى ضربنا سنضربه، ومن يحاول تهديد وجودنا سيضع وجوده بعينه بخطر”.
فعالية “مقلاع داود”
من جانبه قال، يفتاح شابير، أحد أبرز الباحثين في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس برنامج الميزان العسكري في الشرق الأوسط “INSS”، قال: “إنّ مقلاع داوود يعدّ إضافة جيّدة لترسانة الدفاع الإسرائيلية. لكن لا يوجد أي أمر محسوم بنسبة 100%، فكلّ نظام دفاع قابل للإختراق”.
شابير في حديث إلى صحيفة”جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أضاف ” من المحتمل أن يوجّه “حزب الله” ضربات صاروخيّة للمناطق الإستراتيجية وللقاعدات العسكرية، ولكن إذا قرّر ضرب هذه المنشآت إضافةً إلى مراكز مدنية، فعلى القيادة الإسرائيلية اتخاذ قرار يحدّد ما هي الأماكن التي على إسرائيل إعطاءها الأولوية”.
وحذر المحللون العسكريون الاسرائيليون منذ فترة طويلة مجلس الوزراء الإسرائيلي من خطر آلاف الصواريخ التي من المرجح أن يطلقها حزب الله يوميا على الأراضي الفلسطينية المحتلة في حال اندلاع حرب جديدة.
الصحيفة الإسرائيلة أكدت أنه حتى ولو أطلق سلاح الجو الإسرائيلي عدد كبير من الصواريخ، إلا أن الكثير من صواريخ حزب الله ستخترق القبة الحديدية في أماكن مختلفة محققة أهدافها. وأشارت الصحيفة أن هذا الخطر سيتصاعد عندما تنضم “حماس” في غزة إلى حزب الله ويقومون بشن هجوم مشترك من الجبهتين الشمالية والجنوبية.
تكلفة باهظة
وتكلم شابير عن تكلفة مالية باهظة لهذه المنظومة، حيث أن كل صاروخ من صواريخ المنظومة الجديدة “مقلاع داود” تبلغ تكلفته حوالي مليون دولار، وكل صاروخ في منظومة “آرو” وصلت تكلفته إلى 3 مليون دولار، أما تكلفة الصاروخ الواحد في المنظومة الحديدية فقد وصلت إلى 100 ألف دولار، وإذا أراد الكيان الصهيوني اعتراض آلاف الصواريخ التي ستطلق يومياً، سوف يشكل عليه ذلك عبئا ماليا ثقيلا جدا والتكلفة ستكون باهظة جداً بالنسبة لهم.
وأعلن سلاح الجو الإسرائيلي يوم الأحد الماضي أن النظام الصاروخي الجديد ” مقلاع داود” دخل مرحلة العمل.
هذه المنظومة وكما يدعي الكيان الإسرائيلي فإنها مصممة لإسقاط صواريخ يتراوح مداها من 40 إلى 300 كيلومتر، أو طائرات أو صواريخ كروز على ارتفاعات منخفضة. كما إن هذه المنظومة هي إنتاج مشترك بين شركة “رايثيون” الأمريكية و “رافائيل” الصهيونية.
مهمة المنظومة الجديدة
وقال مسؤولين صهاينة أن “مقلاع داود” سيقوم بسد الفجوة التشغيلية بين منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى المنشورة بالفعل، ومنظومة “آرو” لاعتراض الصواريخ الباليستية وكلتاهما في الخدمة، إلا إن تهديد السيد حسن نصرالله باستهداف بقص خزانات الأمونيا في حيفا، أدخل الحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني مرحلة جديدة لن تستطع تل أبيب تحمل نتائجها.
ويدعي الكيان الإسرائيلي بأن حزب الله اللبناني يمتلك ترسانة صاروخية ضخمة مكونة من أكثر من 100 ألف صاروخ متوسط وقصير المدى، إضافة الى مئات الصواريخ الطويلة المدى القادرة على تغطية جمية الأهداف الإسرائيلية واختراق المنظومة الدفاعية لها.
يذكر أن جميع التجارب على منظومة “آرو 2 و3” لم تكن نتائجها مرضية وفشلت في أغلب الأحيان، على الرغم من أنها تعتبر في طليعة أنظمة الدرع الصاروخي الإسرائيلي، حيث نجحت صواريخ حزب الله اللبناني باختراق هذه المنظومة في الكثير من الأحيان أثناء حرب الثلاثين يوم في العام 2006.