’هآرتس’: اعتقال 400 فلسطيني خلال عام للاشتباه بنيتهم تنفيذ عمليات‎

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||رأت صحيفة “هآرتس” “الاسرائيلية” أن ما أسمته “القاسم المشترك بين الفلسطيني الذي نفذ هجومًا شرقي القدس المحتلة، وبين معظم الفلسطينيين الذين نفذوا عمليات سابقة (بدايتها كانت في أول تشرين الأول/ نوفمبر 2015، عند قتل الزوجين هنكين قرب نابلس)، هو عدم الانتماء إلى أي تنظيم تقريبًا”، مشيرة الى أن “هؤلاء الاشخاص اتخذوا قرارًا بتنفيذ العمليات على خلفية مقتل فلسطينيين على أيدي الجيش “الإسرائيلي”، أو في أعقاب أحداث تمَّت في محيطهم الاجتماعي أو الجغرافي”.

 

واضافت الصحيفة إن “ذروة تنفيذ العمليات كانت في شتاء العام 2016، حيث كانت محاولات تنفيذ العمليات يومية تقريبًا، أو تتعدى ذلك إلى أكثر من عملية في اليوم نفسه، بشكل متوازٍ”، وتابعت:”منذ الصيف الماضي تحدث عملية واحدة كل بضعة أسابيع. وبالمقارنة مع الأشهر الأولى، توجد الآن محاولة لتشكيل خلايا محلية، لكنها هي أيضًا ليس لها انتماء تنظيمي واضح، حيث يبذل أعضاء الخلايا والمنفذين الأفراد أحيانًا، جهودًا أكبر بهدف الحصول على السلاح لزيادة حجم الضرر، والسلاح الأكثر شهرة هو رشاش الكارلو المحلي الصنع، الذي ارتفع سعره في السوق السوداء في المناطق أضعاف المرات، بسبب جهود “إسرائيل” للوصول إلى مخارط هذا السلاح وتدميرها واعتقال تجار السلاح”، وفق قول الصحيفة.

 

وأشارت الصحيفة، الى أنه “عندما يتم الطلب من قادة الأجهزة الأمنية في “إسرائيل” تفسير سبب انخفاض عدد العمليات والمصابين في السنة الأخيرة، فهم يتحدثون عن أسباب عدة، منها ما يسمونه تحسين جاهزية الجيش “الإسرائيلي” وعملياته في الضفة الغربية، ووضع الشرطة في القدس وزيادة شعور الجمهور الفلسطيني بأن العمليات لم تحقق أي شيء على الصعيد السياسي”،حسب تعبيرهم. فضلاً عن ما وصفوه بـ”قرار السلطة الفلسطينية باستخدام الأجهزة الأمنية لاعتقال الشباب من الضفة الذين كانوا ينوون تنفيذ العمليات، وتغيير طريقة عمل جهاز “الشاباك” الإسرائيلي تجاه ما يحدث في الشبكات الاجتماعية والانترنت في الجانب الفلسطيني، بشكل يُمكّن من الوصول إلى المهاجمين قبل تنفيذ العمليات”، وفق ادعاءات الصحيفة.

 

وفيما تعتبر الصحيفة ان السببين الأخيرين مرتبطان ببعضهما؛ تقول:” إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ألمح إلى ذلك عندما ذكر استخدام المعطيات التي يتم جمعها من مصادر مختلفة في الشبكات الاجتماعية، وكيف أن هذا الأمر يساعد في إحباط العمليات”، تضيف:”ان الشاباك وقسم الاستخبارات في هيئة الأركان والقيادة الوسطى قاموا بتجارب أولية لتحسين استخلاص الدروس من النشاطات في الشبكة منذ 2013 – 2014 عندما ارتفع عدد عمليات الأفراد”، معتبرة أن “إحباط العمليات حقق تقدمًا كبيرًا في نهاية العام 2015 وصاعدًا، عندما تبيّن أن هناك زيادة في عدد العمليات وأن هذه الظاهرة تغذي نفسها: خرج في أعقاب جميع المهاجمين أقرباءهم وأصدقاءهم على هذا الطريق”. وفق الصحيفة.

 

وتكمل الصحيفة “الإسرائيلية”:”إن أغلبية المهاجمين الذين عملوا بصورة منفردة، تركوا علامات تدل على نواياهم، وهذا الأمر تطلب البحث أكثر في حياة عشرات آلاف الفلسطينيين الخاصة، وفي الأصل “إسرائيل” تتدخل في جوانب كثيرة في حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية”، بحسب “هآرتس”.

 

وعن تنوع العلامات الأولية التي تشير إلى قرب تنفيذ عملية معينة، توضح الصحيفة أن “الصعوبة تكمن لدى الاستخبارات في التمييز بين التضامن والفرح مع العمليات على شبكات التواصل الاجتماعي على غرار ما يفعله الكثير من الشباب والشابات، وبين علامات النوايا الحقيقية”. وبحسب الصحيفة، فإنه “على مدى أكثر من عام تم الكشف عن 2200 فلسطيني عبر هذه الطريقة، ممن كانوا في مراحل مختلفة من النوايا والإعداد لتنفيذ العمليات،-وفق زعمها- معظمها عبر الطعن أو الدهس، أكثر من 400 شخص منهم تم اعتقالهم من قبل الجيش “الإسرائيلي” وجهاز “الشباك”. وبعضهم تمت محاكمتهم والبعض الآخر اعتقلوا إداريًا دون توضيح الشبهات، ودون عرض الأمر أمام جهة قضائية. وتم إعطاء أسماء 400 شخص آخر للسلطة الفلسطينية، حيث تم اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وتم تحذيرهم من تنفيذ العمليات ضد “إسرائيليين”. أما الباقين فقد كان يتم التحدث مع آبائهم وتحذيرهم من قبل “الشاباك” والجيش “الاسرائيلي”. وهذا الإجراء حقق -بحسب الصحيفة- نجاحًا كبيرًا، ويبدو أن الخوف من عقاب “إسرائيل” للعائلات عند تنفيذ العملية ساهما بدرجة كبيرة في انخفاض عدد العمليات، وفق زعم الصحيفةة.

 

وتخلص الصحيفة إلى أن “انخفاض عدد العمليات هو تطور مشروط، لأن أية أزمة سياسية مستجدة، أو أي صراع داخلي في السلطة حول وراثة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أو حادثة على خلفية دينية، من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع العنف من جديد وبقوة”.

المصدر : موقع العهد الاخباري

قد يعجبك ايضا