الجنوب ومشاريع الوصاية والاحتلال

موقع أنصار الله  ||مقالات ||بقلم / عبدالفتاح علي البنوس

 

يتحدثون عن سبب تواجدهم في عدن وحضرموت بأنه دعم الشرعية الدنبوعية ومواجهة المد الإيراني الحوثي العفاشي والتصدي لمشروع (حوفشة ) المحافظات الجنوبية والشرقية الذي روجوا له وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها من أجله ، هذا المشروع الوهمي الافتراضي الذي يشبه إلى حد كبير مشروع السلاح الكيماوي العراقي ، ومشروع إسقاط ديكتاتورية الأسد في سورية ، و هي مشاريع وهمية لا أساس لها من الصحة وهي عبارة عن شماعات فقط ، في حين أن لكل طرف منهما أجندة وأهدافا ظاهرة وخفية لا صلة لها ولا علاقة بالأسباب المعلن عنها من قبلهم .

فالغازي والمحتل السعودي جاء إلى الجنوب وفق مخطط يسعى من خلاله لتحقيق أهداف تصب مجملها في خدمته وتخدم مصالحه فالسعودية لديها مصالح إستراتيجية في عدن ، كما لديها مصالح ومطامع في حضرموت ، وفي المقابل الإماراتيون لديهم مصالح ومطامع هامة في عدن كما لديهم مطامع ومصالح في حضرموت ، كما لديها مطامع مشتركة مع قطر في شبوة ، حيث تتقاطع هذه المصالح والمطامع مع بعضها البعض بين السعودية والإمارات الأمر الذي يفرض عليهما الجلوس على طاولة التقاسم لتوزيع غنائم ومصالح الجنوب بينهما ، بحيث يكون لكل طرف محافظة خاصة به ، فمثلا تكون عدن من نصيب الإمارات وحضرموت من نصيب السعودية ، وهذا الطرح وهذا المنطق هو ما يطرحه بعض السعوديين والإماراتيين الذين لا يريدون دخول بلديهما في صراع ثنائي على المصالح في اليمن ، هذا الطرح الأبله ورغم عدم واقعيته واستحالة تحقيقه أو حتى القبول به إلا أنه ما يزال غير مقنع للطرفين ، فكل طرف يريد أن يستأثر بالنصيب الأكبر من الغنائم والمصالح ، هذه الشراهة في التسلط والهيمنة هي من أشعلت جذوة الصراع وصعدت به إلى فوق الطاولة ، وسرعان ما تحول إلى مواجهات مسلحة بين وكلاء الطرفين من الجنوبيين ، فالسعودي يريد السلطة في عدن وحضرموت والجنوب عامة بيد أذنابه وعبيده الموالين له ، والإماراتي يريد السلطة في الجنوب بيد أحذيته وقباقيبه التي ينتعلها من الجنوبيين .

ولكي لا يظهر الغازي السعودي والإماراتي كمشعلين لهذا الصراع المحموم، دفعوا الدنبوع لإقالة عيدروس الزبيدي المحسوب على الإمارات من قيادة محافظة عدن، وعين عبدالعزيز المفلحي المدعوم من السعودية خلفا له وعلى إثر رفض الزبيدي وأنصاره القرار بدأ التوتر في عدن حيث تشهد عمليات تحشيد مسلحة وكأن وكلاء الغزاة والمحتلين يستعدون لتخريب وتدمير محافظتهم بأيديهم من أجل المصالح السعودية والإماراتية .

السعودي يدعم ( خبرته ) ، والإماراتي يدعم ( خبرته ) بالمال والسلاح من أجل تصفيتهم وإزاحتهم عن طريقهم ليسهل عليهم تنفيذ أجندتهم وتحقيق مصالحهم ، وأصحابنا شغالين بإخلاص ضد بعضهم البعض من أجل الريال السعودي والدرهم الإماراتي، وهم لا يدركون بأنهم سيدفعون ثمن هذه الأموال التي يتقاضونها من حياتهم وذويهم وأمنهم واستقرارهم ومعيشتهم وحاضرهم ومستقبلهم .

بالمختصر المفيد، الجنوب اليوم تحت الوصاية السعودية والإماراتية ويتجه نحو الاحتلال ،إذا لم يعي من تبقى من الشرفاء المخلصين خطورة ذلك ويعملوا على تدارك الوضع ، ورفض الوصاية السعودية والإماراتية على محافظاتهم وكبح جماح العملاء والخونة والمرتزقة من أبناء الجنوب الذين يعملون وكلاء ومقاولين للغزاة والمحتلين ، فالوضع خطير جدا ولا بد من تحركات جادة وسريعة للحفاظ على الجنوب الغالي من العودة إلى ماضي الاحتلال والتشرذم الذي سيقضي على كل ما هو جميل وسيحيل حياة أبناء الجنوب كافة وبدون استثناء إلى جحيم .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا