دروس ترامب في “الإسلام” و”الايدولوجيات المتشددة”

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||وكالة القدس للأنباء

كشفت الإدارة الأميركية عن أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم خلال زيارته للسعودية التي يصلها السبت المقبل 20 أيار/ مايو، إلقاء خطاب بالرياض يوم الأحد (21 ألجاري) أمام قادة 50 دولة عربية ومسلمة “حول ضرورة مواجهة الإيديولوجيات المتشددة”، وحول “تطلعاته برؤية سلمية للإسلام”.

ويستهدف ترامب من وراء خطابه “تجميع العالم الإسلامي ضد الأعداء المشتركين للحضارة وإبراز التزام الولايات المتحدة تجاه شركائنا المسلمين”، كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال هربرت ريموند ماكماستر… وسوف يشارك ترامب قبل مغادرته السعودية بافتتاح مركز يهدف إلى “محاربة التشدد وللترويج للاعتدال”.

فعن أية رؤية “سلمية للإسلام” يتحدث الرئيس الأميركي؟.. واية “ايديولوجية متشددة” يريد أن يواجه؟.. ومن هم “الاعداء المشتركين” الذين يستهدفهم ترامب من خلال “تجميع العالم الاسلامي” في قمم الرياض الثلاث؟.. وفي تشكيل “الناتو” الإقليمي؟..

لا تبدو الاجابة على هذه التساؤلات مستعصية حتى على السذج، إذ أن مواقف ترامب كما الإدارات الاميركية المتعاقبة، ليست غريبة، أو خارج السياق العام للثقافة السائدة في الغرب، التي أعلنت في ثمانينيات القرن الماضي الحرب على الاسلام، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتلاشي منظومة الدول الاشتراكية… وهو الآتي إلى البيت الأبيض محمولا على كم هائل من الخطابات والتصريحات والمواقف التي حصد العداء لـ”الإسلام” و”المسلمين” قسطا وافرا منها، ووصلت الى درجة إعلانه القيام بمنع المسلمين من الهجرة الى بلاده، بل وحتى عزل ووضع المسلمين الاميركيين فيما يشبه المعسكرات المغلقة تماما.. داعيا إلى إخراج “جميع المسلمين من البلاد، ولنبنِ حاجزاً بيننا وبينهم”…

لذلك لم تكن الولايات المتحدة وحليفها الغربي تتوجه يوماً في حربها ضد أنظمة “عربية” إو “إسلامية” تدور بفلكها، وتمدها بكل مقومات القوة والبقاء، وتسعى اليوم لحشدها في معركتها، وإنما كانت وجهتها وما تزال مثبتة على الدول والقوى الإسلامية الجهادية المقاومة التي تواجه العدو الصهيوني، وتصوب سلاحها لصدره. والمتمثلة اليوم بالجمهورية الاسلامية الايرانية والدول والقوى والحركات المقاومة التي توجه سلاحها لصدر العدو الصهيوني.

لذلك ليس غريبا أو مستغربا أن يحمل ترامب معه الى المنطقة رؤية محددة عن “الايديوليوجيات المتشددة”، و”رؤية سلمية للإسلام” ومشروعا سياسيا يقوم على قاعدة “توفير كل مقومات الأمن والأمان والاستقرار” لكيان العدو الصهيوني العنصري الفاشي حليف الولايات المتحدة الأميركية والغرب الاستعماري الثابت والدائم، وآخر قواعد الاستعمار الغربي في العالم…

لكن الغريب أن تتحول منابر العرب والمسلمين، كما بعض الأراضي العربية الى منصات لقصف الدول والقوى المناهضة والمقاومة ل”إسرائيل”، والدعوة لتسريع خطوات تطبيع العلاقات معه، وفق مقولة: الآن الآن وليس غدا. وقد بدأت ملامح هذا الأمر بالظهور في غير بلد “عربي”!..

ووفق هذا التوجه، سيواصل ترامب العمل على تشكيل حلف أمني على غرار “الناتو”، يضم دول “الاعتدال العربية” وبعض الدول الاسلامية و”إسرائيل”، متابعا بذلك ما بدأته إدارة الرئيس الأميريكي السابق باراك أوباما، الذي افتتح عهده في العام 2009 بخطاب القاهرة الشهير.

وبالرغم من مواقفه من الإسلام والمسلمين، وقبل أن ينتقل ترامب الى كيان العدو ويلتقي قادته، حاملا “هدايا” القمم الثلاث، سوف يلقن قادة الدول الخمسين الذين سيلتقيهم في الرياض دروسا في الاسلام، و”الايديولوجيات المتشددة” و”الإرهاب”، ويحضهم على ضرورة فحص برامجهم التربوية والدعوية والاعلامية وازالة كل أشكال العداء والمقاطعة للكيان الصهيوني، وكل ما من شأنه الحض على مقاومة “إسرائيل”، وصولا لكل الآيات القرآنية التي تدعو إلى الجهاد وتحض على مقاومة العدوان وتحرير الأرض والمقدسات وفي المقدمة منها المسجد الأقصى المبارك… كما سبق وجرى إبان التوقيع على اتفاقيات “كامب ديفيد” و”اوسلو” و”وادي عربة”. وإضافة لذلك سوف يقدم ترامب الى قادة تل أبيب، هدية من العيار الثقيل، وهي تطبيع العلاقات، من خلال دعوته الأنظمة العربية لترجمة مبادرتهم “السلمية” بالمقلوب.

وبدلا من مبادلة التطبيع بالانسحاب “الاسرائيلي” من الاراضي العربية المحتلة وإقرار حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، كما تنص مبادرة قمة بيروت العربية في العام 2002، تسعى الادارة الاميركية وتعمل بكل قواها لمبادلة تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، بالحماية الامنية الموعودة للأنظمة “العربية المعتدلة”!..

قد يعجبك ايضا