آلُ خليفة يصعِّدون وشعبٌ أعزل يخــرُجُ بأكفانه: الشيخ قاسم يرفض الخروج من منزله وليس معلوماً هدف السلطة البحرينية “اعتقاله أَمْ إخضاعه للإقامة الجبرية”
موقع أنصار الله || صحافة محلية || محمد الباشا / صدى المسيرة
عمليةُ اقتحام قامت بها قواتُ نظام آل خليفة لمنطقة الدرّاز ومنزل الشيخ عيسى قاسم واعتقال مَن كان بداخله.. تستجرُّ احتجاجاتٍ وتظاهراتٌ غَضَبٍ عمّت أرجاءَ البلاد، وصلت حَدَّ اشتباكاتٍ بين متظاهرين وقوات النظام البحريني في عديد مناطق من البلاد، وإضراباً يعُمُّ المملكة المدعومة عسكرياً من المملكة الأكبر إجراماً، أغلقت خلالَهُ المحالُّ التجارية أبوابها، في حين قام شبّان بقطع العديد من الشوارع، ورفع أعمدة النيران فيها، في بعد.
تظاهراتٌ غَاضَبة خرجت بعد عصر ذات اليوم، شارك فيها الرجال والنساء في معظم قرى ومناطق البحرين، وندّد المتظاهرون عبر لافتاتهم والشعارات التي رفعوها بالهجوم الذي شنته، صباح الثلاثاء، قوات النظام على الدراز، ووصفوه بالبربري.
وعبّر متظاهرون عن احتجاجهم بإشعال الإطارات في منتصف شوارع مهمة من بينها الطرق المؤدية إلى موقع القاعدة الأمريكية بمنطقة الجفير، وقرية العكر، وجدحفص.
شهيد وأكثر من 100 جريح
مصادرُ بحرينيةٌ أفادت باستشهاد الشاب محمد كاظم الدين برصاص قوات النظام بالدراز مُشيراً إلى ارتفاع عدد الإصابات بهجوم قوات النظام على منطقة الدراز إلى أكثر من 100 جريح.
وأضافت المصادر أن القوات الأمنية البحرينية اقتحمت بلدة الدراز من عدة محاور، وسط تحليق مروحيات على علو منخفض في محيط منزل الشيخ عيسى قاسم.
وبدأت القوات البحرينية مدعومة بالمدرعات بالاقتراب من منزل الشيخ قاسم، في وقت اندفعت فيه الحشود الغفيرة لتحيط بالمنزل مرتدية الأكفان.
وخلال عملية الاقتحام أغرقت القوات البحرينية البلدة بقنابل الغاز المسيل للدموع وبرصاص الشوزن، موقعة إصابات في صفوف المواطنين البحرينيين العزل.
وقبل بدء عملية الاقتحام بدقائق، أعلنت السلطات البحرينية عن “عملية أمنية” بدأت بتنفيذها صباح الثلاثاء في بلدة الدراز.
علماء البحرين يطلقون نداءً: لتخرُجْ كُلّ المناطق بالأكفان
وكانت لعلماء البحرين موقفٌ، إذ وجّهوا نداءً عاجلاً تحت عنوان نداء النصرة جاء فيه:
“إن أرادوها كربلاء فنحن أَبْناء كربلاء، فلتخرج كُلّ المناطق بالأكفان رجالاً ونساء وشباباً، ولتفتح ساحات الفداء في كُلّ منطقة، ولا يكتفى بساحة الفداء الكبرى بالدراز.
(وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)
من جهته حذّر رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان، يوسف ربيع، من أنه إذا تم المساس بالشيخ قاسم فسيثار نقاش جدي حول مستقبل ملك البحرين.
تعهُّدٌ باستمرار الاحتجاج و”تسطير معاني الفداء والتضحية”
بعد ساعات من بدء الاجتياح قال أهالي الدراز بأن الوضع في البلدة “وعلى الخصوص في ساحة الفداء، وعلى الأخص (..) منزل الشيخ عيسى قاسم؛ خطير جدا”، مشيراً إلى مداهمة “الميليشيات” الخليفية لمنزل الشيخ، واعتقال المتواجدين فيه من الشبان، كما أوضح البيان تعريض المعتقلين للتعذيب والضرب، حيث سُمعت أصوات التعذيب في أرجاء المنزل.
وأضاف البيان بأن القوات المهاجمة قامت “بتفتيش المنزل والمقيمين فيه”، وأعلن بأنه تم “الاستفراد” بالشيخ قاسم وأن “مصيره مجهول” وهناك “خوف جدي على سلامته” بعد أن أصبح محاطاً بالقوات الغازية، وبعد أن تحولت البلدة إلى “ثكنة عسكرية إرهابية تصول وتجول (القوات) بإرهاب رسمي معلن، وبتغطية أميركية سعودية” بحسب البيان الذي توجه إلى “الأحرار” و”الشرفاء” في العالم لتحمُّل المسؤولية والتحرُّك للدفاع “عن مقام الفقيه المجاهد”، كما تعهد البيان في الوقت نفسه باستمرار الاحتجاج و”تسطير معاني الفداء والتضحية، حتى يأذن الله تعالى بالنصر أَوْ الشهادة” بحسب البيان.
الشيخ قاسم يرفض الخروج من البيت وَالآن في قبضة المقتحمين
وتعليقاً على الهجوم الهمجي لسلطات آل خليفة على منزل الشيخ قاسم ومنطقة الدراز قال الشيخ عبد الله الدقاق: “نحمّل ملك البحرين مسؤولية حياة الشيخ وعائلته وأبنائه الموجودين في المنزل، ولفت ان الشيخ يرفض جملة وتفصيلا الخروج من البيت وانه يريد العيش مع المعتصمين حتى آخر رمق في حياته، وليس معلوماً إن كانت السلطة تريد اعتقاله أَوْ اخضاعه للإقامة الجبرية.
وحول تبعات التصعيد الخليفي الأخير على مستقبل البحرين، أكد الدقاق ان الحركة سلمية وان الشعب أعزل و”لا يمكن لأي أحد بأن يتكهّن بعواقب هذه الأمور ولكن من الواضح أنها أحدثت شرخاَ بليغاً بين النظام الحاكم والشعب في البحرين، وستكون لهذه الخطوة ارتداداتها وانعكاسها على النظام الحاكم وربما تؤول الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه”.
أنصار الله: تصعيدُ نظام آل خليفة لن تكونَ عواقبُه حميدة
من جهته أدان الناطقُ الرسميُّ لأنصار الله، الأستاذُ محمد عبدالسلام، إقدامَ النظام البحريني على تصعيد عدوانه ضد مواطنيه العزل في منطقة الدراز، مؤكداً أن أية عملية أمنية تستهدفُ الشيخ عيسى قاسم لن تكونَ عواقبُها حميدة.
وإذ اعتبر ناطقُ أنصار الله، رهانَ نظام آل خليفة على زيارة ترامب والدعم السعودي هو رهان خاسر ستدفعُ البحرينُ ثمنَه من أمنها واستقرارها.. أكّد على حق الشعب البحريني في الدفاع عن كرامته بكافة الوسائل الكفيلة بتوفير الحماية له ولعلمائه.
أدواتٌ لشرعنة القمع والاستبداد وخدمة الأجنبي
كما انتقد عبدالسلام، الصمتَ المطبقَ داخل أروقة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسْلَامي والأمم المتحدة والتي تتكشفُ حقيقتَها كمؤسسات لا علاقة لها بالشعوب، وعدَّها جزءً من الأدوات الموكول إليها شرعنة القمع والاستبداد وخدمة الأجنبي على حساب كرامة الشعوب وسيادة الدول.