أمريكا وصراعها للسيطرة على الحدود العراقية السورية: الاسباب و النتائج
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي- نشر مركز الأبحاث الاستراتيجي “تبيين” بحثا يدور حول تسابق الأطراف المختلفة للسيطرة على مناطق الحدود بين سوريا والعراق ولقد سعى هذا المركز في بحثه هذا إلى التركيز على الأبعاد المخلفة لهذه العمليات الاستراتيجية وأيضا التعريف بأهمية هذه المنطقة بالنسبة للأطراف الداخلية والخارجية.
لقد صرح مركز الأبحاث الاستراتيجي تبيين بأن الجيش السوري وحلفاؤه يقومون بخطوات استراتيجية وذكية، حيث أنه في وقت سابق قرر القيام ببعض العمليات العسكرية في شرقي مدينة حلب وفي منطقة القابون الواقعة في الغوطة الشرقية لمدينة دمشق وفي ريف السويدا وفي بعض المناطق الأخرى، حيث كان لهذه العمليات نتائج إيجابية على ساحة الصراع في سوريا. ومن اهم هذه العمليات العسكرية التي قام بها الجيش السوري وحلفاؤه أيضآ تطهير بعض المناطق الحدودية الواقعة بين سوريا والعراق وذلك من اجل الاستمرار في محاربة التنظيمات الإرهابية وتأمين الحدود بين البلدين.
وصف الحدث
قامت قوات الطيران الأمريكية في منتصف شهر مايو عام 2017 بشن هجوم على قافلة للجيش السوري مكونه من اربع دبابات واربع عربات عسكرية حامله للجنود واربع عربات مصفحة واربع عربات حاملة للأسلحة الثقيلة، وأجبرتها على التوقف. ولقد استشهد خلال هذا الهجوم 6 جنود من الجيش السوري وتم تدمير بعض أجهزة العربات المصفحة. حيث كانت تريد هذه القافلة التقدم من منطقة السبع أبيار الواقعة في شرق دمشق نحو حدود التنف الواقعة بين سوريا والعراق وقريبة من الحدود الأردنية.
الدلائل التي تشير إلى أهمية المناطق الحدودية الجنوبية لسوريا
إن الصراع القائم بين الولايات المتحدة وحلفائها والجيش السوري وحلفاؤه، هو من اجل السيطرة على المناطق الحدودية الواقعة جنوب سوريا. وهذه المعارك التي تحدث في منطقة التنف تدل على الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة والتي تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة عليها من اجل تقليص قوة محور المقاومة في هذه المنطقة.
ماهي الأهمية الاستراتيجية لمعبر التنف والحدود الجنوبية لسوريا ؟
يقع معبر التنف في المنطقة الجنوبية لسوريا بمحاذاة كلا من العراق والأردن ولهذا تعد منطقة استراتيجية مهمة لهذه الدول. ونظرا لأن هذا المعبر يصل مدينة بغداد العراقية بمدينة دمشق السورية عن طريق المرور من مدينة الرطبة الواقعة غرب مدينة الأنبار إلى مدينة السبع ابيار السورية، فأنه عند تحرير هذا المعبر وتطهير بعض المناطق المجاورة من تنظيم داعش الإرهابي، فأن طهران سوف يكون لها المقدرة للوصول برا إلى مدينة دمشق وإلى أيضا سواحل البحر الأبيض المتوسط عن طريق هذا المعبر وبهذا كله سوف تزداد القدرة الميدانية للجیش السوري و حلفائه ولهذا فأن الولايات المتحدة تسعى جاهدة للسيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية. ومن جهة أخرى إن لتحرير معبر التنف الاستراتيجي أهمية كبيرة، حيث انه سوف يساعد على زيادة تضافر القوات العراقية مع السورية من اجل محاربة والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
وفي سياق أخر نظرا للأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها منطقتي التنف والبوكمال ومناطق الحدود السورية العراقية، فأن الحدود السورية الأردنية تُعد أيضا ذات أهمية كبرى، حيث أن تحرير المناطق الحدودية بين سوريا والأردن سوف يساعد على منع إي تجاوزات تقوم بها أمريكا في تلك المناطق. حيث أنه خلال الأسابيع الأخيرة، نُشرت الكثير من الأخبار حول بدء العمليات العسكرية جنوب سوريا بمشاركة القوات الأمريكية والأردنية. وأيضا من فوائد تحرير هذه المناطق الواقعة بين سوريا والأردن، هو السيطرة ومنع التنظيمات الإرهابية من المرور ونقل المعدات العسكرية. ومن هذا كله يجب القول بأن تأمين الحدود بين سوريا والأردن سوف يكون له تأثيرإيجابي على أمن دمشق.
النتيجة
تشير الدلائل إلى أن واشنطن تسعى إلى تعزيز قبضتها على منطقة التنف، وتميل أيضا إلى السيطرة على المعبرين الحدوديین الواقعين بين سوريا والعراق وذلك من اجل التقدم نحو منطقة البوكمال وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي. إن لسيطرة أمريكا على منطقة البوكمال عواقب سلبية، حيث أنها سوف تشكل تهديدا على كثيرا من مناطق الأنبار ومدينة القائم وسوف تمنع قوات الحشد الشعبي من الوصول إلى الأراضي السورية. ولكن لو تم تحرير مدينة الموصل بالكامل فأن قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي سوف يستطيعون التركيز على تحرير مدينة القائم ومن المحتمل أن تستطيع قوات الحشد الشعبي الدخول إلى الأراضي السورية ومهاجمة قوات تنظيم داعش الإرهابي في منطقة البوكمال. وفقا لهذا كله، يمكننا القول بأنه إذا أرادت أمريكا أن تهزم تنظيم داعش الإرهابي في منطقة البوكمال عن طريق استخدامها لبعض الجماعات المتطرفة التابعة لها، فأنه يجب الانتظار حتي تستطيع قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي أن تحرر مدينة الموصل بالكامل والتقدم نحو مدينة القائم.