السلوك المتناقض والعجيب للأمريكيين تجاه الأزمة القطرية

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||الوقت التحليلي- ينتظر الكثير من المحللين السياسيين ردة فعل الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب بعدما قررت كلا من السعودية والبحرين والإمارات ومصر والحكومة  اليمنية المستقيلة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر ومحاصرتها برا وجوا وبحرا.

 

ونظرا إلى أن دولة قطر تستضيف أكبر قاعدة جوية  أمريكية (العيديد) في الشرق الأوسط، فلقد اعتقد الكثير من  المحللين السياسيين بأن تقوم الولايات المتحدة بثني المملكة العربية السعودية وحلفائها من الاستمرار في مقاطعة الدوحة، ولكن  مرة أخرى كان رد الرئيس الأمريكي غير متوقع ومفاجئ، فلقد قام  بنشر تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يتهم فيها قطر بدعم الإرهاب.

 

لقد انحاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء للسعودية في أول ردة فعل له حول آلأزمة القائمة بينها وبين قطر ولقد كتب ترامب تغريده في تويتر، حيث جاء فيها: “في رحلتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، أعلنت بأنه لا ينبغي تمويل الفكر المتطرف والمتشدد”. وأضاف قائلا: ” لقد أشار حكام وقادة الدول التي شاركت في تلك الجلسة إلى دولة قطر. وقالوا انظر!”

 

وبعد مرور ساعة قام الرئيس الأمريكي ترامب بكتابة تغريده أُخرى، جاء فيها : ” لقد كان لزيارتي للسعودية ولقائي بملكها وبخمسين رئيسا لدول مختلفة نتائج جيدة ولقد  صرحوا بأنهم سوف يتخذون مواقف صارمة حيال الداعمين للأفكار المتطرفة والمتشددة”. واستمر قائلا: ” كانت كل الأدلة ضد قطر. وربما هذا هو بداية نهاية كابوس الإرهاب”.

 

لقد اتخذ ترامب موقفه هذا في الوقت الذي كانت تسعى فيه  وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكيتين لاتخاذ موقف محايد حول الأزمة الأخيرة بين السعودية وقطر.

 

ووفقا لما صرح به بعض المحللين السياسيين مثل كريستل جوناثان عضو معهد السياسة العالمية فلقد كان المعيار الأول لترامب في موقفه هذا، هو المال. ومن المحتمل بأن يكون لمعيار المال هذا ولبيع الأسلحة أثرا كبيرا على السياسة الأمريكية، فنرى بأنهم يقومون بتقديم شخص ووضعه في الصفوف الأمامية التي تقوم بمحاربة الإرهاب وبعد ذلك يقومون بتقديمه كإرهابي وبأنه يقدم الدعم للإرهابيين.

 

وفي هذا السياق يجب المقارنة بين البيان الصادر عن السفارة الأمريكية في قطر و التغريدات التي قام ترامب بنشرها اليوم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. يمكننا أن نرى هنا بأن السفارة الأمريكية في قطر أشادت في بيانها الصادر في 26 من شهر أكتوبر بالجهود التي تبذلها الحكومة القطرية في مكافحة الإرهاب. ولكن تغريدات ترامب اليوم تصرح وتؤكد بأن قطر دولة راعية للإرهاب.

 

بدون شك إن وجهات النظر المتناقضة هذه للولايات المتحدة، هي نتيجة لازدواجية المعايير عندهم في ما يخص قضية مكافحة الإرهاب. فأينما تتواجد مصالحهم، فأنهم سوف يستفيدون من قضية الإرهاب لتحسين سياساتهم بالآخرين وعلى وجه الخصوص كما هو الحال في حكومة ترامب التي  ترجح وتفضل المصالح التجارية والعسكرية على المعايير السياسية والأخلاقية.

 

وفي هذا الصدد أيضا، صرح بعض السياسيين والمحللين الأمريكيين بأن هذا النوع من الانحياز الذي يقوم به الرئيس الأمريكي ترامب تجاه السعودية والإمارات يعد خطأ فادحا.  وكتب ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية على تويتر: ” إن دعم سياسة السعودية والإمارات ضد قطر، ودعم سياستهما القائمة على أتهام إيران بأنها السبب الرئيسي للصراع في اليمن، من المحتمل أن يؤدي إلى تحمل الولايات المتحدة الأمريكية مبالغ مالية كبيرة”.

 

ومن جهة أُخرى قال ماكس فيشر الكاتب الكبير في صحيفة نيويورك تايمز على تويتر في ردة فعل له على تغريدات ترامب :”ترامب تخلى ببساطة عن قطر ولم يحاول حل المشكلة. ولقد كان الغرض الرئيسي من استضافة قطر للقاعدة الأمريكية  على أراضيها، هو استقطاب الدعم من واشنطن، ولكن الأن ترى  الدوحة بأنة لا جدوى من هذه الاستضافة “.

 

وفي سياق متصل صُدم السيناتور كوركر المنتمي للحزب الجمهوري والذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي عند سماعة من الصحفيين بأن تغريدات ترامب كانت ضد قطر.

 

وقال للصحفيين متسائلا: من؟ الرئيس؟  متى صرح بهذا الكلام ؟

 

وأكد السيناتور كوركر على أهمية القواعد العسكرية الأمريكية في قطر، وقال يجب أن نرى ماذا كتب ترامب على تويتر.

 

وحول هذا الموضوع صرح أيضا السيناتور بن كاردين عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حول تغريدات دونالد ترامب وقال : ” حسنا، أنتم تعرفون رئيسكم!

 

وأضاف قائلا بأن السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر وقطر قامت بأعمال سيئة خلال الفترة السابقة، ولكن وحدتهم مهمة بالنسبة لنا.

 

وأخيرا، يجدر الإشارة هنا بأن السلوك الغريب الذي اتخذه ترامب اليوم تجاه قطر هو بمثابة تحذير لجميع الدول العربية  الواقعة على ضفاف الخليج الفارسي، حتى لا تصورون بأنه حتى ولو وُجدت قواعد عسكرية أمريكية في بلدانهم، بأن أمريكا سوف تستمر في تقديم الدعم لهم  في جميع الظروف وتكون لهم  مؤيدا. وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لديها قواعد عسكرية في جميع البلدان العربية المجاورة للخليج الفارسي.

قد يعجبك ايضا