أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
في كلمتنــا في هـذا الأسبـــوع، عن التطورات في العدوان الإجرامي الوحشي الهمجي الإسرائيلي، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، نتحدث عن أبرز التطورات في هذا العدوان خلال هذا الأسبوع.
هذا الأسبوع كان دامياً، وقاتماً بالإجرام وبالمجازر الفظيعة، ومن أشد الأسابيع مأساويةً على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، ومن أقبح أزمنة البشرية، الملطخة بعار التفرُّج على الظلم بحق النفوس الآدمية:
- استُشهِد وجُرِح ما يزيد على (ثلاثة آلاف) من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، معظمهم من النساء والأطفال، خلال هذا الأسبوع هذه الإحصائية، وتعد هذه الحصيلة الأسبوعية أكبر حصيلة منذ نصف عام تقريباً، ولا يزال أعدادٌ من الشهداء تحت الركام، والبعض في الطرقات، ولم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم؛ نتيجةً لهمجية القصف الإسرائيلي على كثيرٍ من المناطق بشكلٍ عشوائي، ولِشُحِّ الإمكانيات لدى تلك الفرق في أماكن أخرى.
- طال القصف المنازل المأهولة، هذا الأسبوع استهدف العدو بشكل مباشر عشرات المنازل، وأباد عائلاتٍ بأكملها بين أنقاض المنازل.
- وطال القصف كذلك بشكلٍ مباشر خيام ومراكز ومدارس الإيواء، والمستشفيات.
- واستهدف بشكلٍ مباشر طواقم الإسعاف، والفرق الطِبِّيَّة، في محاولةٍ ممنهجة لمنع إنقاذ المصابين.
العدو الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع، وضمن الاستهدافات للإبادة الجماعية:
- استهدف مُصَلَّى في (مخيم جباليا) شمالي قطاع غزَّة، واستشهد عددٌ كبيرٌ من الشهداء.
- ركَّز على استهداف النازحين بالقنابل الأمريكية الحارقة إلى خيامهم، كما حدث في شرق مدينة غزَّة، وكذلك في مواصي غرب خان يونس، وفي مخيم جباليا، وفي بيت لاهيا... وفي أماكن متفرقة من القطاع، استهداف مركَّز على النازحين، بالقنابل الأمريكية الحارقة، التي تحرقهم أطفالاً ونساءً، وكباراً وصغاراً في خيام نزوحهم.
العدو الإسرائيلي أيضاً يضغط باستمرار على النزوح القسري من شمال القطاع، وهذا سبَّب معاناةً كبيرة، ولاسيَّما لكبار السن والأطفال، في ظل النزوح القسري والمستمر، وتحت وطأة القصف الوحشي المستمر.
حجم الإجرام الصهيوني، والإبادة الجماعية، جعل أحد الصهاينة المجرمين يُعَلِّق على ما يقوم به العدو الإسرائيلي، في مقابل الصمت والتخاذل العربي، بقوله: ، هذه العبارة التي تكشف واقع الحال لدى أُمَّة الملياري مسلم، تجاه أبشع الجرائم والفظائع، ضد جزءٍ من أبناء هذه الأُمَّة، هي إعلانٌ عمَّا هو مُخزٍ لهذه الأُمَّة، عن حالةٍ مخزية بكل ما تعنيه الكلمة.
الأُمَّة الإسلامية، بعددها الكبير، وإمكاناتها الهائلة، بجيوشها الكثيرة، الجيوش بالملايين، وقدراتها العسكرية، والاقتصادية... وغير ذلك، ثم لا تتحرك، والعدو يُصَعِّد في جرائمه، وفي إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، بشكلٍ بشعٍ للغاية، ثم يبقى دائماً السقف الرسمي لمعظم الأنظمة في العالم الإسلامي- في البلاد العربية وفي غيرها- في أعلى الحالات هو: إصدار بيانات ليس وراءها أي تحرُّك عملي؛ إنما بيانات تتضمن عبارات باردة، باهتة، تناشد الآخرين، وتطالب الآخرين ليفعلوا شيئاً للشعب الفلسطيني، وكأننا أُمَّة بدون مسؤولية، كأننا أُمَّةٌ ليس عليها أي مسؤولية، لا دينية، ولا إنسانية، ولا أخلاقية، وكأننا أُمَّة غير معنية بما يطالها، يطال أبناءها، يطال جزءاً منها، بما يهددها هي في أمنها، وفي مصالحها، هذه حالة مؤسفة جدًّا!
التَّبَجُّح الصهيوني بمدى هذا التخاذل الرهيب جدًّا من جانب العرب، ومن خلفهم أكثر المسلمين في هذه الحالة من التخاذل، هذا شيءٌ مؤسفٌ جدًّا، إلى درجة أن يُعَبِّر بهذا التعبير: ! كأنه أمر غير مهم بالنسبة للآخرين، أن يُقتل هذا العدد الكبير من أبناء الشعب الفلسطيني، في مظلومية رهيبة واضحة، يعرف بها كل العالم.
العدو الإسرائيلي أطلق مجدداً عمليةً بَرِّيَّة؛ بهدف تهجير السكان واحتلال القطاع، وقد أسمى تلك العملية باسم ، وهو اسمٌ مأخوذٌ من المعتقدات اليهودية الخرافية، وقد ارتبط هذا الاسم بجريمة التهجير منذ العام ثمانية وأربعين.
مع كل ذلك، مع الإبادة الجماعية، والإجرام البشع جدًّا، هناك إدراك لدى الكثير من قادة العدو الإسرائيلي، وشخصيات صهاينة من كبار المجرمين الصهاينة، يدركون أنه على المستوى الفعلي، في مقابل صمود إخوتنا المجاهدين في قطاع غزَّة، فهذه العمليات الإجرامية، وما يترافق معها من تحشيدٍ كبير، هي عمليات فاشلة في تحقيق الأهداف الرئيسية منها؛ ولـذلك تصبح وكأنها عمليات بدون أهداف؛ ولـذلك كانت هناك تصريحات من كبار المجرمين الصهاينة، بعضهم ممن كانوا مسؤولين سابقين للكيان الصهيوني، يعترفون بفشل هذه العمليات؛ إنما هي تُرَاكِم المزيد من الرصيد الإجرامي للعدو:
- هناك إقرار من (إيهود أولمرت)، وهو رئيس الحكومة السابق في كيان العدو، يقول: ، وهذا من كبار الصهاينة، أصبح يقول: ، مع أنها فوق مستوى أن تكون جريمة حرب، جريمة وأكبر من جريمة.
- هناك تصريحات لغيره أيضاً، أحد الصهاينة (يائير غولان) تصريحاته معروفة، أثارت ضجةً في وسط الكيان الإسرائيلي، عندما اعترف فيها بالـ ، إجرام فظيع جدًّا! إلى درجة أن مجرمين صهاينة أصبحت لهم تعليقاتهم على هذه الجرائم، التي تتضمن اعترافات صريحة وواضحة بحجم الإجرام الرهيب.
- هناك أيضاً تصريحات لمثل رئيس الوزراء البريطاني، مع دور بريطانيا الداعم والشريك دائماً، منذ بداية الجريمة الكبرى ضد الشعب الفلسطيني، باحتلال فلسطين منذ البداية، له تصريحات أيضاً بأنه: ، اعترافات تامَّة بهذا الإجرام البشع، والوحشي، والفظيع.
مع القتل بالقنابل الأمريكية، والقذائف الأمريكية، والقذائف الغربية، والإبادة بالسلاح، بالغارات الجوية، بالقصف المدفعي، بإطلاق النار المباشر، مع ذلك هناك الإبادة اليومية بالتجويع والتعطيش، والمأساة فيما يتعلَّق بالتجويع وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة في قطاع غزَّة، مجاعة كبيرة جدًّا، وحالة مأساوية ورهيبة للغاية، وتعتبر فضيحةً كبرى لما يسمَّى بالمجتمع الدولي والمنظمات الدولية، وللغرب في المقدِّمة، وأيضاً عاراً على العالم الإسلامي في البلاد العربية وغيرها.
تتصاعد معدلات الجوع بشكلٍ كبير في قطاع غزَّة، معظم العائلات باتت تتناول وجبة كل يومٍ ونصف، والبعض كل يومين، يعني: لا يتوفر لهم الوجبات بشكلٍ منتظم، قليلٌ من الطعام، يحصل على مدى يومين وجبة، أو بعضهم يوم ونصف، ووجبة ليست وجبة من الطعام المتوفر، والطعام المغذي الكافي، مما يشاهد في التلفزيون، يسيرٌ من الطعام، أو من الحساء، يسيرٌ جدًّا يُقدَّم لهم، يتناولون منه ما يَسُدُّ الرمق، وتحصل مع ذلك وفيات، وفيات للأطفال، وحالات مرض منتشرة من سوء التغذية الحاد، والمعاناة كبيرة جدًّا.
المشاهد مأساوية ومؤلمة للغاية، التي تُنشر حتى في وسائل الإعلام، للناس في غزَّة وقد أنهكهم الجوع، والقصف، والتشريد، والنزوح المستمر، ضمن سياسة عدوانية إسرائيلية ممنهجة، يستخدمها العدو للتنكيل بالفلسطينيين، وظهر بعضهم وهو يسقط على الأرض، غير قادرٍ على المشي من شدة الجوع، ظهرت بعض النساء أيضاً في حالةٍ من الضعف الشديد، بات حتى الصراخ يجهدها، وهي تطلق مناشدات ونداءات الاستغاثة بصوتٍ شاحب، وتُذَكِّر البشرية بإنسانيتها، استغاثة من امرأةٍ مقهورةٍ مظلومة، كان يفترض بها أن تكون كفيلةً بتحريك الحمية في الملايين من أبناء هذه الأُمَّة، لو بقي هناك ذرةٌ الإنسانية، والرجولة، والإحساس بالمسؤولية.
ومع الجوع الشديد، هناك أيضاً العطش، مع استهداف العدو لآبار المياه، ومنعه من حفر آبار المياه، أو من إصلاح أي مشروع للمياه، أو توصيل المياه، استهداف مُكَثَّف، وهناك شهداء وجرحى، ممن يستهدفهم العدو أثناء محاولاتهم الحصول على المياه، فالعدو الإسرائيلي يستخدم كل وسائل الإبادة.
المنظمــات في قطــاع غـزَّة تطلـق أيضــاً نـــداءات الاستغـاثـة، وتُصَرِّح عن مستوى المجاعة هناك:
- (الأونروا) تقول: ، فالمستوى الآن من المجاعة وصل إلى مستوى خطير جدًّا، إلى مستوى المرحلة الحرجة.
- المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء يقول: ، فعلاً يعني ما يجري هو تجويع وتعطيش مليوني إنسان في قطاع غزَّة، قضية رهيبة جدًّا! عشرات الآلاف من الأطفال مهددون بالموت جوعاً؛ لأنهم من الأكثر تضرراً مع التجويع: الأطفال، الطاعنين في السن، والمرضى كذلك، من الأكثر تضرراً بالمجاعة.
كـذلـك الاستهــداف للجــانـب الصحــي، العدو الإسرائيلي بشكلٍ مستمر في كل الأشهر الماضية، ونحن الآن- تقريباً- في الشهر العشرين وهو مستمرٌ، كلما حاول الجانب الصحي من جديد أن يرمم نفسه بعض الترميم؛ ليؤدِّي الحد الأدنى من الخدمات الصِحِّيَّة، يستهدفه العدو الإسرائيلي بكل وحشية وإجرام، استهدافات مستمرة للمستشفى الإندونيسي، ولمستشفى العودة، ولمستشفى كمال عدوان، ولمستشفى شهداء الأقصى، من المستشفيات التي حاولت أن ترمم نفسها من جديد إلى حدٍ ما؛ لِتُقَدِّم أدنى مستوى ممكن من الخدمات الصِحِّيَّة والطِبِّيَّة، إلَّا أن العدو يستهدفها بشكلٍ مستمر.
وهكذا هو الحال بالنسبة لقطاع غزَّة: حال مأساوي، وهذا الأسبوع- كما قلنا- هو من أكثر الأسابيع مأساويةً، ومظلوميةً، ومعاناةً للشعب الفلسطيني، والمسؤولية في مقابل ذلك كبيرةٌ جدًّا على أُمَّتنا الإسلامية.
مـا يحــدث، تتحمل أُمَّتنا الإسلامية مسؤوليةً كبيرةً، في أن يكون لها موقفٌ، مناصرٌ للشعب الفلسطيني في هذه المظلومية الكبيرة الواضحة، التي لا مثيل لها ولا نظير لها، والتَّنَصُّل والتفريط في هذه المسؤولية المهمة له عواقبه، عواقبه الخطيرة جدًّا؛ لأنها مسؤولية أمام الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والأُمَّة بوسعها أن تعمل الكثير، لكنَّ مسألة التَّفَرُّج مهما فعل العدو الإسرائيلي، مهما كان حجم الإجرام والتصعيد، مهما كان مستوى الإبادة، إلى المستوى الذي بات يعترف فيه صهاينة، من كبار الصهاينة إجراماً، بفظاعته ووحشيته وسوئه، وأصبح أيضاً البعض من المسؤولين في الغرب يعترفون بسوئه ووحشيته، ثم يبقى الحال كما هو في الواقع العربي، ومن حوله بقية العالم الإسلامي في معظمه، هذه حالة خطيرة جدًّا على الأُمَّة!
الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" يعاقب، والأُمَّة عليها مسؤولية كبيرة؛ لأن سكوتها إسهام في جرأة العدو الإسرائيلي لأن يعمل ما يعمل، فيتحول هذا التخاذل، وهذا الصمت، وهذا التفريط الكبير في المسؤولية، إلى إسهامٍ في صناعة تلك المأساة، وفي حدوث تلك المظلومية، وفي إتاحة الفرصة للعدو الإسرائيلي لارتكاب الجرائم بكل جرأة، مع اطمئنانٍ تام، من ردة الفعل على مستوى هذه الأُمَّة بشكلٍ واسع.
في الضِّفَّــــة الغـربيــة كـذلك، يواصل العدو الإسرائيلي كل أشكال الاعتداءات، بدءاً فيما يتعلَّق بالمسجد الأقصى والقدس:
- اقتحامات مستمرة من قطعان المغتصبين- الذين يُعبَّر عنهم بـ- في المسجد الأقصى، بحراسةٍ من قوات العدو، يدنسون باحات المسجد الأقصى، ويؤدون طقوسهم الخرافية والباطلة في باحاته.
- اعتداءات أيضاً من قوات العدو على المصلِّين، أثناء خروجهم من المسجد الأقصى، بعد احتجازهم في ساحاته وإغلاق أبوابه.
- كذلك في المسجد الإبراهيمي (في الخليل) اعتداءات مستمرة، وفي بعض الحالات: المنع للمصلِّين من أداء الصلاة.
- أيضاً في القدس نفسها، العدو الإسرائيلي يستمر في مساعيه لتهويد المدينة، وكان هناك إعلان عن قرب افتتاح نادٍ رياضيٍ في (حي رأس العمود - ببلدة السلوان - جنوب المسجد الأقصى المبارك).
حالات الاعتداءات الأخرى في القدس المحتلة، وكذلك في بقية الضِّفَّة الغربية، في مختلف المناطق فيها، مستمرة: اعتداءات بالتجريف، والتدمير، والاختطاف، وكذلك أيضاً بالاعتداء على النساء، وإحراق سيارات الفلسطينيين، والاستهداف للمزارع... وهكذا هو الحال.
أمَّـا في جنــين، فالعدوان الإسرائيلي مستمرٌ على جنين ومخيمها، نحن على مدى أربعة أشهر نتابع ما يجري على جنين، أربعة أشهر من العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها:
- أعداد كبيرة من النازحين، أكثر من (اثنين وعشرين ألف نازح).
- تدمير مئات المنازل بشكلٍ كامل، يسعى العدو الإسرائيلي إلى تغيير المعالم هناك.
- والاختطافات- كما قلنا- مستمرَّة من معظم المدن في الضِّفَّة الغربية.
فيمــا يتعلَّــق بالصمــود الفلسطينـي في قطـــاع غــزَّة، فالعدو الإسرائيلي يعتمد بشكلٍ أساسي، في محاولته لفرض سيطرته الكاملة على القطاع، يعتمد على الإبادة الجماعية والإجرام، موقفه العسكري، مع أنه حشد حشداً كبيراً وهائلاً من فرقه العسكرية، واستدعى جنود الاحتياط، ويحشدهم بالعدد الكبير من الآليات العسكرية، وبالغطاء الناري الكثيف جدًّا، لكنه ضعيفٌ في موقفه العسكري؛ ولـذلك هو يُعَوِّض الهزائم بالجرائم، بالإبادة الجماعية، بالقتل للأطفال والنساء، بالاستهداف للأهالي، العُزَّل من السلاح، وما يحدث من فشلٍ في أدائه العسكري، وما يلجأ فيه، بدلاً عن محاولة الحسم العسكري بطريقة يتجنب فيها الاستهداف للأهالي، هو شاهدٌ على ضعف الروح المعنوية لجنوده.
وفعلاً الجيش الإسرائيلي هو أجبن جيش في العالم، أجبن وأذل جيش في العالم، هو يعتمد بالدرجة الأولى على الإجرام، على الإبادة الجماعية، الغطاء الناري الذي يقوم به ضد قطاع غزَّة، يحاول أن يستهدف كل شيء، أن يُدَمِّر كل شيء، أن يقضي على كل الأحياء قبل أن يتقدم مسافة محدودة، يحاول أن يدمِّر ويهلك الحرث والنسل، في مقابل أن يجرؤ جنوده على التَّقَدُّم في بعض الجهات، يعمد إلى التجريف الكامل لما قبلهم، حتى في كثيرٍ من الحالات، لا يتقدمون إلا في الحالة التي قد وصلوا فيها إلى اطمئنانٍ تام أنه ليس هناك أحدٌ قبلهم، وإذا فوجئوا في بعض الحالات بخروج الإخوة المجاهدين من الأنفاق، أو من تحت الأنقاض، لمواجهتهم؛ سرعان ما ينهزمون، وهناك مشاهد كثيرة لذلك.
هذا يدل على الفاعلية العالية لأداء إخوتنا المجاهدين في قطاع غزَّة، وما منحهم الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" من العون، والرعاية، والتثبيت، والتأييد، فبالرغم من إمكاناتهم المادية المحدودة جدًّا جدًّا، في مقابل ما بحوزة العدو من الترسانة العسكرية الهائلة، ومن مئات الآلاف من الجنود، إلَّا أننا نرى فاعلية هذا الصمود لإخوتنا المجاهدين، مدى تَخَوُّف العدو الإسرائيلي من الاقتراب والمواجهة معهم، ومدى سعيه للخلاص والقضاء عليهم أولاً، قبل أن يدخل في مواجهة مباشرة معهم.
هذا درسٌ مهمٌ جدًّا، يُبَيِّن واقع الحال: أن العدو الإسرائيلي الذي يلجأ إلى ارتكاب الإبادة الجماعية، والإجرام، والتدمير لكل شيء؛ لكي يجرؤ جنوده على أن يتقدموا شيئاً ما، هو في واقع الحال في حالة انكسار، في حالة ضعف؛ إنما يحاول أن يعوِّض ما يخسره، وما هو فاقدٌ له على مستوى الروح المعنوية، من خلال ارتكاب تلك الجرائم.
الإخوة المجاهدون في قطاع غزَّة في (كتائب القسام) يقاتلون بثباتٍ عالٍ، وبمرونةٍ عالية، وفق متطلبات الميدان، ويستنزفون العدو، ونفَّذت (كتائب القسام) مجموعةً من الكمائن المنكِّلة بالعدو في (خان يونس، وغزَّة)، ومنعت تموضع العدو بشكلٍ دائم في أماكن متعددة، من تلك الكمائن: كمينٌ مُرَكَّب يوم الجمعة الماضية (غرب بيت لاهيا - شمال القطاع)، وكذلك كمائن في أماكن أخرى.
(سرايا القدس) أيضاً تصدَّت لقوةٍ صهيونية، حاولت التَّوَغُّل في (منطقة خزاعة - شرق خان يونس)، كما تمكَّنت من تفجير حقلٍ من العبوات البرميلية المزروعة مسبقاً، في رتلٍ عسكريٍ صهيوني، توغَّل في أحد أحياء (منطقة القرارة - شمال شرق خان يونس).
هناك أيضاً عملية مشتركة بين (القسام، وسرايا القدس) شرق غزَّة.
العمليات الفاعلة والمؤثِّرة، تجعل البعض من قادة العدو يعترفون بواقعهم الضعيف والمهزوز، تجاه هذا الصمود والاستبسال الفلسطيني:
- هناك تصريحات مما يسمَّى بوزير الدفاع الإسرائيلي السابق (المجرم غالانت)، قال فيها: .
- وتصريحات لضابطٍ إسرائيلي، يقول فيها: .
يعني: أنَّ الكثير من الجيش الإسرائيلي أصبحوا من المرضى النفسانيين، مصابون بمرض نفسي، الحالة النفسية لهم حالة متدهورة؛ ولـذلك العدو هو يستخدم الإجرام، والقصف الوحشي، مستفيداً من المخازن الأمريكية، المخازن الأمريكية التي توفِّر له الكمية الهائلة من القذائف والقنابل، والتي يأتي التمويل لها من أين؟ من الأموال العربية، من التريليونات العربية.
الأمريكي، لو أنَّ كل ما قدَّمه من القذائف والقنابل، مما يصبّ فوق رؤوس الأطفال والنساء في قطاع غزَّة، ولإبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، لو أنَّه بكله فقط من أموال الضرائب الأمريكية؛ لكان لذلك تأثيرات بالغة جدًّا جدًّا جدًّا على الاقتصاد الأمريكي، ولكن للأسف الشديد، وهذا أيضاً مما يبيّن حجم المسؤولية الكبيرة على العرب قبل غيرهم من المسلمين، ثم على بقية المسلمين، ما هو يعتبر- في واقع الحال- من الإسهام والتعاون الذي يدعم العدو الإسرائيلي.
هناك- كما قلنا- حتى على المستوى الاقتصادي، ونبَّهنا في كلمة سابقة: أنَّ هناك دولة إسلامية، ودولة عربية، أكثر السفن التي تُزَوِّد العدو الإسرائيلي والصهاينة بالمواد الغذائية والبضائع هي تابعة لتلك الدولتين، هذا مستمر، مستمرٌ من خلال البحر الأبيض المتوسط، وهذا مؤسفٌ جدًّا! الوزر كبير، هذه الحالة التي تمثِّل دعماً للعدو الإسرائيلي، هي- بلا شك- في المسؤولية الأخلاقية والدينية والإنسانية، هي مشاركة مع العدو الإسرائيلي، هي دعمٌ للعدو الإسرائيلي، وهو يفعل ما يفعل، ويطمئن، ويجرؤ على أن يرتكب أفظع الجرائم؛ استناداً إلى ذلك، وهذا شيءٌ مؤسف جدًّا!
اعتــداءات العـدو الإسـرائيـلي مستمـرةٌ على لبنـان بكـل أشكـال الاعتـداءات، تنوعت الاعتداءات هذا الأسبوع على مستوى:
- الغارات الجوية.
- الاستباحة الدائمة للأجواء.
- الطلعات الجوية المكثَّفة للطائرات المسيَّرة والمسلحة.
- والقصف المدفعي.
- وإطلاق النار المباشر باتجاه المناطق السكنية، ولاسيَّما في قرى الجنوب.
- كذلك الاستهداف للمدنيين، وتكثيف الاستهداف للمنازل الجاهزة؛ لأن العدو الإسرائيلي يسعى إلى منع الأهالي من العودة إلى قراهم.
في ســوريــا كـذلـك، العـدو الإسـرائيـلي يستمـر في كـل الانتهـاكات:
- من توغل، كما يفعل في (القنيطرة).
- من إحراقٍ للأراضي الزراعية.
- وإحراق لبعض المناطق؛ لمنع الرعي فيها.
كل أشكــال الانتهــاكات يستمـر العـدو الإســرائيـلي فيهـا هنـاك.
هذه الحالة في الواقع العربي، من التفريط العظيم في المسؤولية الكبرى، التي عليهم فيما بينهم وبين الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، هي تستوجب أن يكون هناك اهتمام كبير لاستنهاض هذه الأُمَّة، هذه الحالة لا يجوز التفرُّج عليها، والسكوت عنها، والتغاضي، والتجاهل تجاهها؛ لأنها حالة خطيرة- بكل ما تعنيه الكلمة- على الأُمَّة، خطيرةٌ في الدنيا، وخطيرةٌ عليها في الآخرة؛ ولـذلك هناك مسؤولية دينية، وينبغي أن يكون هناك جهدٌ مكثَّف في النشاط التثقيفي، والتوجيهي، والخطاب الديني، والنشاط الإعلامي؛ لاستنهاض الأُمَّة، لتبصيرها، لمعالجة هذه الحالة، التي هي حالة تعبِّر عن نقص كبير على مستوى الوعي، وعلى تراجع على المستوى الأخلاقي والقيمي، ليست مُجَرَّد حالة تعبِّر عن موقفٍ مُعَيَّن، أو ظاهرة مُعَيَّنة تقف عند هذا الحد، ما خلف هذه الحالة من التخاذل الرهيب تجاه هذه المظلومية الرهيبة:
- هو نقصٌ كبيرٌ في الوعي.
- هو تراجعٌ كبيرٌ جدًّا في القيم والأخلاق.
- هو نقصٌ حادٌ في الإيمان بكل ما تعنيه الكلمة.
- هو من مفاعيل الحرب الناعمة، المفسدة، المضلة، التي أثَّرت على هذه الأُمَّة، أثَّرت عليها في أخلاقها، في قيمها، في إنسانيتها.
ولهذا يجب أن يكون هناك نشاط كبير على المستوى التثقيفي، والتوجيهي، وفي الخطاب الديني، وفي دور المساجد، ومنابر المساجد، وفي النشاط الإعلامي بشكلٍ واسع.
في هذا الظرف، تجاه هذا الواقع المرير المؤسف والمخزي، من أهمِّ ما في الجهاد، ومن أهم أنواع الجهاد في سبيل الله تعالى، ومن أهم الإسهام الجهادي، والتَّقَرُّب إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، هو: العمل على استنهاض هذه الأُمَّة، على تبصيرها، على توعيتها، توعيتها عن أعدائها، وتوعيتها عن مسؤوليتها، وتذكيرها بالمسؤولية، وما يترتب على ذلك، هو: السعي لإعادة الربط لهذه الأُمَّة على المستوى الإيماني، في شدها إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، في علاقتها بالقرآن الكريم، في علاقتها بالمبادئ الدينية والإيمانية، والقيم والأخلاق.
لا شك أنَّ هناك تراجعاً كبيراً على مستوى التربية الإيمانية، وعلى مستوى البناء الإيماني والأخلاقي والقيمي، أوصل الأُمَّة إلى ما وصلت إليه، هذه الحالة من التخاذل الرهيب، المخزي، الفاضح، المسيء، والمؤلم، والمؤسف، هي- فعلاً- مؤشر مهم، يُبيِّن الحالة المَرَضِيَّة وغير الصِحِّيَّة إطلاقاً، على المستوى الأخلاقي والقيمي والإنساني، وعلى مستوى الوعي بالمخاطر الكبرى التي تهدد هذه الأُمَّة في الدنيا وفي الآخرة؛ لأنه يترتب على ذلك مخاطر في عاجل الدنيا، ومخاطر حتميَّة في إطار الوعيد الإلهي في الدنيا والآخرة، فالمسألة مهمة جدًّا، فهناك مسؤولية، مسؤولية على أن يكون هناك نشاط كبير للاستنهاض العام.
كان من ضمن المسؤوليات الكبرى، التي يُؤَدِّيها رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وهو يُعَلِّم ويُزَكِّي، وهو يهدي، ويقدِّم دين الله، ويسعى لهداية عباد الله، حتى في واقع الأُمَّة المسلمة، هي: التحريض، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}، يقول الله له: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}.
ولـذلك من واجب كل إنسان يمتلك الخلفية الثقافية، ويمتلك القدرة على التعبئة، والإسهام في التعبئة العامة، أن يؤدِّي هذا الدور، كجزءٍ من مسؤولياته، وكجهاد في سبيل الله تعالى: التحريض، التعبئة، الاستنهاض، التذكير بالمسؤولية، التوعية عن الواقع، عن المخاطر، عن التحديات؛ لأن هذه الحالة- كما قلنا- هي خطيرةٌ جدًّا، تجعل هذه الأُمَّة تعيش حالة المؤاخذة من الله، وتهيِّئ نفسها للضربات الإلهية، والتي قد يكون من ضمنها (التسليط): أن يسلِّط الله على هذه الأُمَّة أعداءها، فتكون الحالة مضاعفةً عليها، أعداؤها بأحقادهم، وأطماعهم، وعداوتهم، وسوئهم، وإجرامهم، ووحشيتهم المعروفة، والتسليط لهم حينما يكونون في حالة تسليط على هذه الأُمَّة، التي تصل إلى هذا المستوى من التفريط والتخاذل.
فيمــا يتعلَّـق بالنشــاط الواســع في كثــيرٍ مـن الـــدُّوَل:
على المستـوى الشعبـي: كان هناك تظاهرات خرجت في بلدان كثيرة، مظاهرات (في أستراليا، في السويد، في سويسرا، في كوريا الجنوبية، في كندا، في الدنمارك، في النرويج، في هولندا)، والمظاهرات التي في (هولندا) كانت مظاهرات كبيرة، مظاهرات وفيها حضورٌ شعبيٌ واسع، المشاهد التلفزيونية لتلك المظاهرات تبيِّن حجمها الكبير جدًّا، ونتمنى أنَّ نرى مثلها في البلدان العربية والإسلامية، أن يكون هناك خروج بذلك المستوى؛ في اليمن الخروج كبير جدًّا، لا يقارن، لكن فيما يتعلَّق ببقية البلدان العربية، (في بولندا، في ألمانيا، في فرنسا، في اليونان، في بريطانيا، في النمسا... في دول أوروبية ودول أمريكا اللاتينية وغيرها)، مظاهرات واسعة، لكن من أبرزها المظاهرات التي خرجت في (هولندا)، وأيضاً في (بريطانيا) كان هناك مظاهرة كبيرة.
كـان هنـاك- فيمـا يتعلَّـق بالموقـف الرسمـي الأوروبي لبعض الحكومات الأوروبية- تصريحات، مع الحراك الشعبي الواسع، في مستوى فوق المعتاد من جانبهم، يعني: بعض من الإدانة، بعض من الاستنكار، الاحتجاج، تجاه الجرائم الإسرائيلية الفظيعة جدًّا، لكنها لا ترقى إلى مستوى الموقف الفعلي.
الدول الأوروبية هي تدعم العدو الإسرائيلي بالسلاح، إذا كانت جادَّة في أن تقف المواقف الإنسانية، وأن تخرج نفسها من الخزي والعار في مشاركتها في جرائم العدو الصهيوني الإسرائيلي، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة؛ فليكن لها موقفٌ حاسم بوقف التسليح للعدو الإسرائيلي، وبقرارات حاسمة، عقوبات حقيقية، وقف وقطع للعلاقات الاقتصادية... وغير ذلك، لا يكفي ما يقدمونه من تصريحات: استنكار، استهجان، احتجاج... وغير ذلك؛ لأن ما قدَّموه هم لدعم العدو الإسرائيلي هو الكثير، قدَّموا المال، قدَّموا الدعم السياسي، وقدَّموا مع ذلك أيضاً فيما يتعلَّق بالذخائر والتسليح الشيء الكثير.
هنـاك أيضـاً مـن الأشيـاء المؤسفـة والملفتـة للنظـر، هـو: اشتراك المغرب في تدريبات جوية في (الطيران الجوي)، وبلدان عربية أخرى أيضاً، مع العدو الإسرائيلي، هذا شيءٌ مؤسفٌ جدًّا! النظام المغربي من الأنظمة التي تورَّطت في التطبيع، تنكَّرت للإرادة الشعبية لشعوبها ولقضايا أُمَّتِها، وورَّطت نفسها، أساءت إلى نفسها، إلى شعوبها، إلى هذه الأُمَّة، تورَّطت فيما هو خيانة لهذه الأُمَّة، وهذا شيءٌ مؤسف، أن يشارك طيَّارون إسرائيليون، وهم من أكثر من يرتكبوا الجرائم في قطاع غزَّة، سلاح الجو الإسرائيلي له دور أساس في الإجرام ضد الشعب الفلسطيني، فهذا شيءٌ مؤسفٌ جدًّا!
في الأحــداث أيضــاً البــارزة، هـو: مقتل عنصرين من الصهاينة الموظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وهذا الحدث تسعى أمريكا إلى أن تجعل منه قضية القرن الحادي والعشرين، والمشكلة الكبرى.
عندما تقاس ردة الفعل، سواءً من جهة الأمريكي أولاً، ومن جهة البعض في الغرب وفي أوروبا، كيف هي ردة فعلهم تجاه هذه الحادثة، في مقابل موقفهم من الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة؛ يتبيَّن كيف أنهم بعيدون كل البعد عن العدل، وأنهم دائماً يقفون مواقف منحازة للظالم، وللمجرم، وللإجرام، فهذه الحادثة تُضَخَّم، تُكَبَّر، تُوَظَّف لمواجهة أي اعتراض ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزَّة، في أمريكا يأتون دائماً بالتصنيف العام ، ثم ينطلقون من خلال ذلك إلى التصدي لأي نشاط شعبي، أو طلابي، يطالب بوقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لكن مسألة أن يُقتل عنصرين من الصهاينة، يجعلون منها قضيةً كبيرة، يُسْتَنفر لها كل جهودهم الأمنية، والعسكرية، والإعلامية، والسياسية، ويتبعها الكثير من الإجراءات والمواقف الشديدة جدًّا، لكن أن يقوم العدو الإسرائيلي بقتل وجرح أكثر من (مائة وستة وثمانين ألف إنسان) في قطاع غزَّة، هذا شيءٌ عاديٌ بالنسبة لهم، لم يصل بعد إلى أن يوصِّفه الأمريكي بالإجرام، أو بالجريمة، أو بالإرهاب.
فيمــا يتعلَّــق بجبهــة الإسنــــاد اليمنيـــة، في (معـركـة الفتـح الموعـود والجهـاد المقـدَّس): نُفِّذت عمليات هذا الأسبوع بثمانية صواريخ فرط صوتية، وبالِسْتِيَّة، وطائرات مُسَيَّرة، منها: ثلاثة صواريخ كانت باتجاه (مطار اللد)، في هـذه العمليــات المهمـة:
- دوَّت صفارات الإنذار في معظم المدن والبلدات المحتلة.
- العديد من شركات الطيران مدَّدت تعليق رحلاتها الجوية إلى فلسطين المحتلة، وهذا تأثير مهم لهذه العمليات..
- الملايين هربوا إلى الملاجئ، ملايين من الصهاينة هربوا إلى الملاجئ.
تصريحات الصهاينة، ووسائل إعلامهم، تكشف مدى الإحباط واليأس الإسرائيلي تجاه جبهة الإسناد اليمني، وتبيِّن مدى تأثير هذه العمليات، وتبيِّن أيضاً عجز العدو الإسرائيلي عن ردع الموقف اليمني، أو التأثير عليه.
فيمـا يتعلَّـق بهـذا السيـاق، هناك حادثة تكشف مدى الذعر أثناء دوي صفارات الإنذار في فلسطين المحتلة: ، هذا وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.
العدو الإسرائيلي مع انزعاجه الشديد حاول من خلال عدوانه على الموانئ في الحديدة بـ(اثنين وعشرين غارة)، أن يُقدِّم حالة ردع، أو أن يفرض حالة ردع؛ لإيقاف العمليات اليمنية، لكنه فاشلٌ تماماً في التأثير على الموقف اليمني، وفاشلٌ في ردع الموقف اليمني، الموقف اليمني منطلق من منطلق إيماني، وقيمي، وأخلاقي، ولا يمكن التراجع عن هذا الموقف أبداً.
في هـذا السيـاق نفسـه، أُشيد بالإخوة العاملين والمرابطين في الموانئ، الذين ثبتوا لأداء مهامهم وأعمالهم في هذه الموانئ، بالرغم من الاعتداءات المتكررة من الأمريكي ومن الإسرائيلي، الأمريكي أثناء مشاركته في التصعيد على البلد، في إسناده للعدو الإسرائيلي، وكذلك العدوان من العدو الإسرائيلي، الدور الذي يقوم به الإخوة الثابتون، المرابطون والعاملون في الموانئ، وهم قدَّموا الكثير من الشهداء، هو جهادٌ في سبيل الله تعالى، هو مرابطةٌ في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ثباتهم العظيم، واستمرارهم في القيام بمهامهم لخدمة شعبهم العزيز، هذا إسهامٌ مهمٌ جدًّا، وهو جزءٌ من جهادهم في سبيل الله تعالى، أنا أقدِّم لهم التحيَّة، وأشيد بجهودهم، وصبرهم، وتضحياتهم، وثباتهم.
ممـا حصــل أيضــاً هـو: مغادرة حاملة الطائرات (ترومان) الأمريكية، بخسارة ثلاث مقاتلات من أهم المقاتلات في سلاح الجو الأمريكي، غادرت وهي تحمل عنوان الفشل.
الخروج المليوني في الأسبوع الماضي كان خروجاً عظيماً، وكبيراً، ومهماً، (ألف ومائة وإحدى وعشرين مسيرة) ما بين كبيرة وصغيرة، في العاصمة صنعاء في (ميدان السبعين)، الحضور المليوني الحاشد، والعظيم، والكبير في المحافظات، في المديريات، في الأرياف، على مستوى واسع جدًّا، الوقفات القبلية مستمرة، مختلف الأنشطة مستمرة، وهذا هو المفروض، هو الذي ينبغي.
نحن في هذه المرحلة في ظروف هامة جدًّا، العدو الإسرائيلي في ذروة التصعيد في إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، المأساة والمظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني تستـدعي:
- حالة النفير العام المستمر.
- التكثيف لكل الأنشطة.
- التصعيد في العمل والإسناد.
- الاهتمام المكثَّف.
هذه المرحلة لا ينبغي أبداً فيها أن تتسلل حالة الوهن، أو الضعف، أو الملل، إلى نفس أي إنسان يحمل ذرةً من الإنسانية والإيمان، المقام مقام اهتمام أكثر، تصعيد أكثر، جد أكثر، والمشاهد المأساوية للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وحجم المظلومية والمعاناة، هي كافية لأن تحيي ضمير الإنسان، وأن تمثِّل دافعاً كبيراً جدًّا للإحساس بالمسؤولية، وأبلغ من كلِّ المحاضرات، ومن كلِّ الكلمات، وتفوق كل وصفٍ في التعبير عنها؛ ولـذلك أنا أحث الجميع على مشاهدة ما يحدث في قطاع غزَّة، حينما يشاهد الإنسان المشاهد التلفزيونية لتلك المآسي والآلام، لتلك المظلومية الرهيبة؛ يستحي من الله في أن يكون منه أي تراجع، أو إهمال، أو تقصير.
قد يكون الجهد الذي يقدِّمه البعض هو: الحضور في هذه المظاهرات المليونية، والمقاطعة للبضائع الأمريكية، هو أن يخرج في هذا الخروج المليوني يوماً في الأسبوع، في ساعات معينة، عملٌ مهم، لا ينبغي أن يتسلل إلى هذا المستوى من الجهد الأسبوعي حالة كسل، أو ملل، أو فتور؛ بل ينبغي أن يكون هناك نشاط كبير، حرص على ما هو أكبر، وهذا ما نشاهده لدى الكثير من الإخوة الذين يحضرون إلى الساحات، نحن نسمع من تعبيراتهم، من كلامهم، ما يحرصون على أن يكون لهم جهدٌ أكبر:
- البعض يقول: .
- البعض يقول: .
هذا المستوى العالي من الحماس، والتفاعل، والإحساس العالي بالمسؤولية، يعبِّر عن حالة الإيمان، عن الضمير الإنساني.
ولـذلك نأمل- إن شاء الله- أن يكون الحضور يوم الغد، ونحن في هذا الأسبوع الذي هو من أكبر الأسابيع دمويةً، ومأساةً، وجوعاً، وتعطيشاً، ومعاناة للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، أن يكون الحضور المليوني يوم الغد- إن شاء الله- كذلك حاشداً وكبيراً جدًّا، يُعبِّر عن الغضب، عن الوفاء، عن الثبات على الموقف، عن المساندة للشعب الفلسطيني، عن التأييد الكامل للاستمرار في العمليات بأعلى مستوى ممكن ومتاح.
أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني الحاشد، الكبير، العظيم، يوم الغد إن شاء الله، في العاصمة صنعاء، وفي مختلف المحافظات والساحات، وآمل- إن شاء الله- أن يكون حضوراً مميزاً، يليق بقيم هذا الشعب، بإيمانه، بثباته، بوفائه، بجهاده.
نَسْألُ اللَّهَ "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ المَظْلُوم، وَمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛