رؤية “إسرائيلية”.. احتمالات شنّ حرب ثالثة على لبنان

موقع أنصار الله  || مقالات ||بقلم / وديع عواودة*

على خلفية الأحاديث عن توتر مع حزب الله بعد الكشف عن مشروع لبناء مصنع صواريخ إيراني في الأراضي اللبنانية، قال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن إسرائيل لا تنوي المبادرة لحرب في لبنان وغزة، لكن محللين إسرائيليين يحذرون من سهولة الانزلاق لحرب ثالثة في لبنان.

 

وتطرق ليبرمان، ولأول مرة، الى النشر عن إقامة مصانع تحت الأرض لإنتاج السلاح لحزب الله في لبنان، برعاية إيران. وقال إن «الجهاز الأمني متيقظ بالتأكيد ويعرف ويفعل كل ما يجب عمله». معتبرا ذلك «ظاهرة مهمة، ولا يمكن تجاهلها بأي شكل من الاشكال».

 

وبرأي ليبرمان فإنه منذ حرب لبنان الثانية في 2006، ازدادت الفجوة من حيث توازن القوى بين اسرائيل وحزب الله. وقال «إنهم لم يجسروا الفجوة، بل ان الفجوة اتسعت». ومع ذلك، أضاف ملمحا لعمل عسكري محتمل»لن تصاب المصانع بالصدأ ولن تصاب الصواريخ بالصدأ». وتطرق الى المساعدات التي تقدمها اسرائيل لجهات سورية، وقال «لقد ساعدنا ونساعد هناك. الناس لا يملكون طعاما. أكثر من 3000 شخص نالوا العلاج الطبي وكلهم من سكان القرى السورية».

 

وعندما سئل عن المصلحة الإسرائيلية بشأن هوية من سيسطر على المنطقة الحدودية السورية، نظام الأسد او المتمردون، قال ليبرمان ما تقوله وتمارسه اسرائيل على مبدأ « فخار يكسر بعضه «،: «هذا كوليرا وذاك طاعون» المتمردون أيضا. ليس المقصود «سلاما الآن». كلهم نسخة من القاعدة».

 

كما قال إن اسرائيل تحاول الحفاظ على التواصل مع القرى السورية التي تعيش هناك منذ أجيال بعدما فهموا أن» أفضل جار لهم هي إسرائيل» وأنا لا أخفي، لقد ساعدنا ونساعد هناك».

 

وتضيف «يسرائيل هيوم» الى هذه التصريحات، قول ليبرمان خلال لقاء مع المراسلين العسكريين إن اسرائيل ليست معنية بالقيام بمواجهة عسكرية في أي منطقة، لا في الشمال ولا في الجنوب». وحسب أقواله فإنه «حتى عندما تنزلق النيران، فإن هذا يبقى انزلاقا وليس إطلاق نار متعمدا. نحن نرد وسنرد في كل مرة بشكل أقوى على كل انزلاق للنيران. لسنا مستعدين لتقبل ذلك». وحول محاولات التوصل الى ترتيب في سوريا، قال ليبرمان انه يؤيد الترتيب والنظام لكن اسرائيل لن تتقبل أي اتفاق تكون إيران ضامنة له، او يسمح بوجود إيران وحزب الله على الحدود». وقال إن اسرائيل مستعدة لتقبل كل اتفاق يشمل استبدال الأسد.

 

في هذا السياق يوضح المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» اليكس فيشمان ان حزب الله صعد في الأسابيع الأخيرة من حالة التأهب على الحدود الاسرائيلية ـ اللبنانية، وقام بتكثيف قواته هناك الى حد معين. وبرأيه لا يقف وراء هذه الخطوة تغيير ما في المصالح والسياسة كما لم يحدث أي استفزاز عسكري. معتبرا أن ما يجعل حزب الله يقفز هي المنشورات في اسرائيل حول حرب قريبة في الصيف. ويضيف «هذا هو سبب التأهب وتعبئة القوات، وبشكل خاص، جمع الاستخبارات المكثف على امتداد الحدود. في حزب الله يقدرون بأنه على خلفية التصريحات في اسرائيل بأن الجيش سيستغل الانتشار الواسع للتنظيم في سوريا – الذي الزمه بتقليص قواته في جنوب لبنان – من أجل شن هجوم. ويقول فيشمان إنه حتى عندما يعلن وزير الأمن، كما فعل أمس أمام المراسلين العسكريين، أن اسرائيل لا تنوي الخروج للحرب – لا في لبنان ولا في غزة – فإنهم لا يصدقونه.

 

لافتا الى ان زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي يعتبر نفسه خبيرا في المزاج الاسرائيلي، يفضل الإصغاء الى التيارات الباطنية في الجهاز الأمني والحكومة، التي تدفع نحو التبكير في توجيه الضربة الآن وعدم انتظار الاتفاق في سوريا. وبرأي فيشمان فإنه كي تندلع الحرب في الشمال، في المدى المنظور، يجب ان يحدث تحول دراماتيكي: إذا تسببت اسرائيل بضرر غير قابل للتحول للمصالح الإيرانية – فإن ايران ستأمر حزب الله بالهجوم. كما ان تسلح حزب الله الذي سيحطم «الخطوط الحمراء» الإسرائيلية – مثلا في السلاح الكيميائي – سيعتبر دعوة للحرب. ووفق تقديراته فإن كل المعايير الأخرى، بما في ذلك مصانع الأسلحة لحزب الله في لبنان، ليست سببا للحرب، ويمكن معالجتها بشكل سري وعلى مستوى إعلامي منخفض. كذلك يعتقد فيشمان أن خوف الطرفين على حياة ملايين المدنيين يشكل عاملا كابحا رادعا لحرب جديدة.

 

ويخلص الى القول «صحيح ان استعدادات اسرائيل لمعالجة الجمهور خلال الحرب تفوق بما لا يمكن تصوره ما يحدث في لبنان، ولكن لدينا، أيضا، يفهمون أن إخلاء مئات آلاف السكان الى الجبهة الداخلية البعيدة، هو عملية لوجستية معقدة، ستترك الكثير من المدنيين في الشمال تحت وطأة النيران».

 

ويستذكر فيشمان أن إسرائيل بنت خلال عملية «تصفية الحساب» في 1993، «خطة تخويف» هدفت الى طرد الجمهور من جنوب لبنان الى بيروت، من أجل ممارسة الضغط على الحكومة اللبنانية. لكن اسرائيل اليوم برأيه غير منشغلة في رافعات كهذه، وانما بتدمير الأهداف، وبسرعة موضحا انه لن يكون لدى السكان وقت للهرب وسيصاب آلاف المدنيين في الجانب اللبناني. ويعتبر فيشمان أن حزب الله يأخذ محاسبة اللبنانيين له بالحسبان، مشيرا إلى أن الطرفين غير راغبين في البدء، ولكن نفخ العضلات يعتبر قصة أخرى. ويضيف محذرا من سهولة الانزلاق لحرب جديدة متفقا بذلك مع معلقين عسكريين إسرائيليين آخرين كثر «هنا يكمن الخطر: المسدس المشحون يطرح على الطاولة منذ عشر سنوات. الانتقال من خطأ في قراءة الخريطة وحتى استلال السلاح غير المراقب – سريع جدا. انظروا الى حرب لبنان الثانية والجرف الصامد كمثال».

 

يشار الى أن مجموعة كبيرة من المسؤولين والمحللين العسكريين في إسرائيل يهددون بتدمير لبنان وإعادته للعصر الحجري في حال نشبت حرب جديدة. ويؤكدون أن جيش الاحتلال سيبادر منذ اليوم الأول للحرب مع حزب الله لاستهداف كل المنشآت والبنى والمرافق الحيوية في لبنان.

 

*القدس العربي

قد يعجبك ايضا