’يديعوت أحرونوت’: بناء مستوطنة ’يتسهار’ مقابل العلاقات مع الرياض
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
كتب المعلق السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ألياكيم هاعتسني مقالا رأى فيه أن “الوقت حان لغرس دبوس في الفقاعة التي يعدنا أو لا يعدنا بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والسفير الأميركي لدينا دايفيد فريدمان ورئيس وزرائنا بنيامين نتنياهو، فبدلا من أن تكون المعادلة من عهد الرئيس الأميركي السابق أوباما “بوشهر مقابل يتسهار”-أي وقف العمل في محطة بوشهر النووية في إيران مقابل تجميد مستوطنة يتسهار؛ باتت المعادلة اليوم هي “الرياض-مقابل يتسهار”، فعاصمة السعودية هي الحجر الأساس في “الحلف الإقليمي” الذي يُفترض أن تكون “إسرائيل” فيه علنًا- مع التشديد على عبارة “علنًا”- والتعاون الإقليمي موجود منذ زمن بعيد، إلا أننا غير مطالبين بدفع ثمن العلاقات السرية مع المملكة، بل المطلوب أن يكون مكتوبا على الرزمة “إسرائيل” حتى نستطيع القول “انظروا أني أسير معهم يدا بيد تحت الشمس”، وفق ما كتب هاعتسني.
ويكمل المعلق الصهيوني مقاله بالقول أن “المضمون الحقيقي للعلاقات الاستراتيجية العسكرية والتكنولوجية والتجارية مع مصر، والسعودية وإمارات الخليج، فيه منفعة متبادلة، ولا حاجة لنا بأن نعطي مقابلا فلسطينيا، المشكلة هي في علنية العلاقة، إذ أن العرب يستسهلون علاقات الأخذ والرد في السر، فيما يجدون صعوبة في الاعتراف الرسمي بالعلاقات معنا في العلن. وأعداء “الحلف الإقليمي” سيستغلون كل مظهر علني للعلاقات مع “إسرائيل” لعرض أعضائه من العرب كخونة. وعليه، إذا ما جعلنا الأميركيين يصرون على المطالبة بعلنية العلاقات مع العرب، فسنجبرهم على أن يطالبوا بوقف قرار تجميد بناء مستوطنة “يتسهار” مثلا”، وفق قول الكتاب.
ويتابع المعلق في الصحيفة بالقول أنه “من أجل تفجير الفقاعة يجدر بنا أن نتذكر بأن علاقة الشعوب العربية بالقضية الفلسطينية تكمن منذ البداية في احتياجات الحرب ضد “إسرائيل”، فلم يسبق أن كان الفلسطينيون شعبيين في البلدان العربية، وكل قوتهم كانت تكمن في استخدامهم كحصان هاجموا على ظهره “إسرائيل”. وعليه، فإن أصحاب النشوة الإقليمية ملزمون لنا بتفسير، إذا كانت تسود اليوم حالة مثلى كهذه بيننا وبينهم، فلماذا يحتاجون إلى حصان الحرب الفلسطيني؟ وبتعبير آخر”إذا كانت “فلسطين” مجرد دبق لكراهيتهم لنا، فقد انتهت الكراهية، وانتهت بالتالي الحاجة لفلسطين. ولكن العكس صحيح أيضًا”إذا كانوا لا يزالون يصرون على هذا الدبق، فماذا تساوي هذه “الصداقة””؟
إلى ذلك، يخلص الكاتب إلى أن “”إسرائيل” هي التي ينبغي لها أن تطلب من البلدان العربية مقابلا لخدماتها، والتي لا بأس بها بحسب كل المؤشرات، وهو انقطاع هذه البلدان عن العائق الفلسطيني، فالنزول عن الحصان الفلسطيني كان يمكنه أن يشكل لها دليلا على أن التعاون هو حلف حقيقي، من جهة أخرى، طلب العرب بتجميد الاستيطان، مثلا، يثبت أنهم لم ينزلوا عن الحصان الفلسطيني. وإذا كان كذلك، فإن كل هذه القصة الغرامية الإقليمية لا تستحق ذرة واحدة من التضحية بـ”مستوطنة يتسهار”، حتى لمن هو مستعد لأن يتاجر ببلاده”، بحسب المعلق.
وفي ختام مقاله يقول هاعتسني”ما بالكم إذا كانت علاقات دبلوماسية كاملة مع الدول العربية ليست لُقية كبيرة، فمن جهة، وبمعقولية كبيرة، كان يمكن أن نقيم علاقات مفيدة مع مصر والأردن حتى من دون سلام طقوسي؛ ومن جهة أخرى، في الشارع، وفي الأكاديمية، وفي الجمعيات المهنية، وفي الإعلام، وفي الثقافة، فإن الكراهية لـ”إسرائيل” تتأجج هناك والمقاطعة كاملة، رغم العلاقات الدبلوماسية. لذا، ينبغي القول لمن يطالبون بتجميد “يتسهار” كي ينالوا إعجاب الرياض: لا تخادعونا”، يختم المعلق في صحيفة”يديعوت أحرونوت”.
المصدر : العهد الاخباري