جنوب اليمن.. هل يدخُلُ مرحلة الصراع العسكري؟

 

موقع أنصار الله  || مقالات ||بقلم /طالب الحسني

لم يعد هناك ما يمكن إعادة إنتاجه في المحافظات الجنوبية اليمنية، فمثلما استهلكت هذه الحرب كُلّ شيء الثروة والسيادة، والحاضر والمستقبل استهلكت أَيْضاً النخب والقيادات حتى تلك التي تسيّرها السعوديّة والإمَارَات، ودفعت بهم إلى قتال مرير تحت مظلة التحالف، وما يسمى الشرعية، لكن هؤلاء باتوا يقتتلون اليوم ليحكموا المحافظات الجنوبية بدلاً عن الشرعية التي قاتلوا لإعادتها، فبعد أشهر من تشكيل الحراك الجنوبي، مجلسا انتقاليا جنوبيا مستقلاً يدعو إلى فك الارتباط عن الدولة اليمنية والاستقلال في 11 مايو 2017، بقيادة عيدروس الزبيدي والوزير السلفي المقال من حكومة هادي، هاني بن بريك، بدعم من الإمَارَات، وجاء هذا المجلس ردًا على قرارات عَبدربه منصور هادي (قرارات سعوديّة بحتة) بعزل الزبيدي من موقعه كمحافظ لمحافظة عدن، وعزل هاني بن بريك أبرز حلفائها، السعوديّة ترتب لعقد مؤتمر لإعلان كيان من الشخصيات الجنوبية يتم الإعداد والتجهيز له في الرياض، موازي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي دعمته الإمَارَات، هذا الكيان سيعلن دعمه لـ عَبدربه منصور هادي، ويؤيد قراراته التي أطاحت بأبرز القيادات الموالية للإمَارَات.

 

والسؤال الذي يحضر بقوة من هي الشخصيات التي سيتم تجميعها، وماذا يمكن أن يتبع هذه الخطوة من خطوات؟! وهل سنصل إلى صراع عسكري أوسع من الاشتباكات التي تحصل بين الحين والآخر بين هذه الأجندات في عدن وحضرموت وعدد من المحافظات؟!

الشخصيات التي يتم استدعاؤها لهذا المؤتمر هي نفسها الشخصيات التي تعمل مع هادي وتولت عدد من الحقائب الوزارية في الحكومات السابقة والحالية، وقيادات عسكرية شاركت في القتال لصالح هادي والسعوديّة، والجديد أن هناك عمليات فرز بين شخصيات تقف مع السعوديّة، وبالتالي تصطف مع هادي وأُخْـرَى تقف مع الإمَارَات وتنحاز للزبيدي وبن بريك اللذان عادا للتو من الإمَارَات وسط تحضيرات لتظاهرات ستشهدها عدن في السابع من يوليو الجاري، ستعيد هذه التظاهرات تأييدها للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تم تشكيله وتدعمه الإمَارَات وترفض قرارات هادي بما في ذلك القرارات الأخيرة التي أطاحت بثلاثة من المحافظين المحسوبين على الإمَارَات.. السعوديّة استدعت محافظي المحافظات الثلاث (حضرموت وشبوة وسقطرى) الذين تم إقالتهم وسحبت جوزات السفر منهم ويقيمون في فندق في الرياض تحت الإقامة الجبرية، وهذا يعني أن التفاهمات السعوديّة الإمارتية بشأن تسوية الخلاف لم تثمر، وما يمكن استنتاجه ورصده حتى الآن أن الجميع وصلوا إلى نقاط مشتركة تذهب باتجاه الإطاحة بالإخوان وهم حلفاء هادي واستبعاد القيادات الشمالية، وإقامة كيانين جنوبيين خاليين من الاخوان المسلمين ويدعمان استقلال الجنوب وفك الارتباط مع الشمال، كيان مع السعوديّة وهادي والآخر مع الإمَارَات، ومن ثم الانتقال إلى خطوات جديدة، فالدعوة إلى تشكيل مجلس سياسي جنوبي فقط لدعم هادي ومدعوم سعوديّا، يوحي بذهاب السعوديّة إلى اللعب بأوراق جنوبية بحتة داخل الجنوب ومنافسة الإمَارَات في استقطاب الجنوبيين ككيان مستقل عن الشمال بعد أن عزفت طويلاً عن هذه الورقة وحاولت دفع الجميع تحت مظلة شرعية هادي؛ لتحقيق جزء من أهداف عاصفة الحزم والترتيب على الاقل لإعادة هادي وتمكينه من الاستقرار وحكمته في عدن، فما هي تداعيات هذه الخطوة؟!

 

من تابع الأحداث الماضية والاشتباكات بين هذه الفصائل سيدرك تَمَاماً أن الخطوة التالية هي الصدام العسكري، وعلينا أن تستحضرَ تغريدة هاني بن بريك الذي يسيطر على الحزام الأمني (مجاميع مسلحة مدعومة من الإمَارَات وتنتشر في معظم المحافظات الجنوبية)، لوّح خلالها بالحسم العسكري ضد مجاميع عسكرية أُخْـرَى تدعم هادي.

قد يعجبك ايضا