موقع “والاه” :حرب أدمغة على جانبي الحدود بين حزب الله و’اسرائيل’

 

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||

موقع “والاه” – المعلق العسكري أمير بوخبوط

 

 

طوال أحد عشر سنة منذ حرب لبنان الثانية، تمّ الحفاظ على الهدوء النسبي على طول الحدود مع لبنان. وبينما تحلّق طائرات تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي بشكل يومي في الأجواء اللبنانية يواصل حزب الله التعاظم. على جانبي الحدود، يجري الاستعداد لحرب لبنان الثالثة، المعنيون بالموضوع يحتملون وقوع خطأ على الرغم من مسألة أن كلا الطرفين لن يصعّدا. عدم فهم ما يحدث على الارض أو تقديم تقدير غير صحيح، ربّما يؤدي الى معركة.

 

حزب الله بنى فوق وتحت الأرض منظومات قتالية كاملة، أغلبها على استعداد في أيّة لحظة لضرب مواقع الجيش الاسرائيلي، والمستوطنات وحتى الدوريات. بحوزة حزب الله صواريخ ضد الدروع من الأكثر تطورًا في العالم. في الثامن عشر من شهر كانون الثاني 2015، كشف الحزب مرة أخرى عن مستوى احتراف مقاتليه، الذي كمنوا لقافلة تابعة لقوة من لواء غفعاتي في منطقة مزارع شبعا. حينها، أُطلقت صواريخ ضدّ الدروع من نوع كورنيت من داخل مجموعة أشجار لمسافة خمسة كيلومترات، وأصابت القافلة.

 

السيناريو الأسوأ بالنسبة للجمهور الإسرائيلي هو إطلاق أكثر من ألف صاروخ يوميًا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. في المؤسسة الأمنية، يقدّر المعنيون بأنه اذا تلقى الجناح العسكري لحزب الله “الضوء الأخضر”، فسيوجّه ضربة واسعة ليس فقط على الحافة الأمامية، بل بشكل خاص الى عمق “اسرائيل” بواسطة صواريخ دقيقة بهدف خلق تأثير على الوعي.

 

السيناريو الأسوأ الآخر الذي يمكن أن يحصل بشكل مفاجئ تمامًا، هو اجتياح موضعي للمستوطنات المحاذية للسياج، التي يرفع مقابلها عناصر حزب الله أعلامهم بشكل مستفز، وخصوصًا تلك المستوطنات التي يمكن الوصول إليها في دقيقة، وتنفيذ عمليات وهجمات داخلها. يُدرك أعداء “اسرائيل” بأنه يكفي خطف جندي من أجل زعزعة دولة بكاملها.

 

الجيش الإسرائيلي يستعدّ لسيناريوهات “متطرفة”، وللغاية أكمل هذه السنة إنشاء منظومة “الدفاع” المتعددة الطبقات، مع استيعاب “العصا السحرية” التي انضمت الى “القبة الحديدة”، بطارية الباتريوت وبطارية الحيتس. في حال التصعيد، يمكن الافتراض أنه يستعد لتنفيذ هجوم على بنك أهداف منوّع وكبير، غير أن الجيش الاسرائيلي سيكون أوّل من سيرد على أيّ تطوّر، وعليه سيُطلب من جنوده تشخيص ما يحدث ومواجهة اختراق المستوطنات أو الهجوم على الدوريات العسكرية والمزارعين. المعركة ستحسم عمليًا في اللحظات الأولى. اذا نجح حزب الله بالتسلّل الى عدة نقاط مع قوات كبيرة، فقد تنجرّ “اسرائيل” الى معركة من نوع آخر، لذلك أجرت قيادة المنطقة الشمالية ورشة عمل في السنتين الأخيرتين حول نقاط الضعف الجغرافية ومحاور التقدم على الحدود. الأعمال الهندسية تتضمن بناء جدران، تجريد جبال وكشف أدغال.

 

في نهاية الأمر، يخوض الجيش الإسرائيلي وحزب الله حرب أدمغة على جانبي الحدود وهما يدرسان بعضهما البعض، وبالتالي يستعدّان للحظة التي ستنقلب فيها الأمور، كما يُقال في الجيش.

المصدر : العهد الاخباري

قد يعجبك ايضا