الجيش الباكستاني يوجه انتقاد شديد اللهجة للإدارة الأمريكية
موقع أنصار الله || أخبار عربية ودولية ||وجه القائد العام للقوات الباكستانية انتقادات لاذعة لازدواجية الإدارة الأمريكية في تعاملها مع الإرهاب وذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوترات في العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وإسلام أباد. ولقد اكد الجنرال قمر جاويد باجوا القائد العام للقوات الباكستانية في لقاء جمعه في مدينة روالبندي الباكستانية مع الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية المستقرة في أفغانستان، على أن الاتهامات المتكررة التي توجهها الإدارة الأمريكية للحكومة الباكستانية، تهدف إلى التشكيك في الجهود التي تبذلها أسلام أباد في مكافحة الإرهاب واردف قائلا أن الحكومة الباكستانية تسعى جاهدة للقضاء على جميع فلول هذه الآفة الخبية واكد أيضا بأن باكستان لا ترى بأنه يوجد هنالك تمايز وفرق بين أنواع المجموعات الإرهابية.
من الملاحظ هنا أنه بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان الذي حدث بالتعاون مع باكستان في عام 2001، أعلنت الولايات المتحدة بأن باكستان تُعد من اهم شركائها الإقليميين في المنطقة ويجب الإشارة هنا أيضا بأن أمريكا قدمت في ذلك الوقت الكثير من المساعدات العسكرية والمالية لهذا البلد ولكن مع مرور الوقت ووقوع أمريكا في مستنقع أفغانستان وعدم استطاعتها الخروج منه، قام عدد من المسؤولين الأمريكيين بإلقاء اللوم على حكومة أسلام أباد لتبرير فشلهم في أفغانستان وقاموا أيضا بفرض ضغوط عسكرية وسياسية شديدة على هذه الحكومة.
وفي سياق متصل قامت القوات الأمريكية بتوجيه هجمات صاروخية باستخدام طائرات بدون طيار على المناطق القبلية وإضافة إلى ذلك قامت أيضا الإدارة الأمريكية بخفض المساعدات المالية والعسكرية لهذا البلد وخفض الاجتماعات الرسمية للمسؤولين الأمريكيين مع السلطات الباكستانية.
وفي مثل هذه الظروف، كان للنهج الذي اتبعته باكستان بفتح مجالات التعاون مع الصين وروسيا، أثرا بالغا على الولايات المتحدة، فلقد رأت واشنطن أن هذا التعاون سوف يفتح لتلك الدول المجال للدخول إلى أفغانستان. ولهذا فلقد سعى المسؤولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين للسفر إلى باكستان لتهدئة الأوضاع هناك من جهة ومن جهة أُخرى لزيادة الضغوط على حكومة أسلام أباد كطرد باكستان من التحالف الأمريكي ووقف المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها الإدارة الأمريكية لإسلام أباد والجدير بالذكر هنا أن بعض المحللين يرون بأن هذه الضغوط لن يكون لها أي تأثيرات ملموسة على حكومة أسلام أباد.
وحول هذا السياق يعتقد الخبراء المختصون بقضايا أفغانستان، بأن أمريكا قامت خلال السنوات القليلة الماضية بفرض ضغوطات مختلفة تحت مسميات عدة على حكومة باكستان ولكن لم تكن تلك الضغوطات بشكل مستمر وثابت ولم يكن لها أي تأثير على سياسة باكستان فيما يخص حربها ضد الإرهاب. ولكن كان لواشنطن أهداف لقيامها بتلك الضغوطات، فمن اهم أهدافها هو إسكات أصوات المعارضين من الشعب الأمريكي وأعضاءمجلس الشيوخ في هذا البلد.
ومن وجهة نظر المحافل السياسية، فإن خلافات أمريكا مع باكستان حول تعريف مفهوم الإرهاب، يُعد أمرا خطيرا وهذا يعني بأن الجماعات التي تُعدها أمريكا إرهابية، هي جماعات معتدلة وغير إرهابية من وجهة نظر الباكستانيين كمجموعة حقاني. وبالإضافة إلى ذلك، تعتقد أمريكا بأن باكستان تقوم بالاستفادة من قضية الإرهاب لابتزازها وبأنها لم تتعاون معها في هذا الصدد. ومع هذا كله، فإن الحقيقة هي أن المحافل والأوساط السياسية لديها رؤية مترددة حول الدور الذي تلعبه باكستان في المنطقة، فهل تقوم حقا بدعم الإرهاب أم أنها تتساهل في القضاء عليه واجتثاثه من جذوره من المنطقة.
ومن جهة أُخرى صرح محمد يوسف زازي الخبير السياسي والعسكري الأفغاني، قائلا: يوجد الكثير من المراكز والقواعد التابعة للمجموعات الإرهابية في باكستان ووكالة الاستخبارات الباكستانية والمنطقة وأمريكا وبريطانيا كلهم لديهم معلومات مفصلة حول هذا الصدد. ومع ذلك، نرى بأن المسؤولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين يقومون بعدة زيارات لباكستان، في حین إلى الأن لم تُعلن فيه واشنطن عن خطة واضحة تجاه أفغانستان ومن جهة أُخرى اكد محمد يوسف بأن التعاون مع باكستان ضروري من اجل استمرار التواجد العسكري في أفغانستان لفترة طويلة، لان هذا الأمر يُعد صفقة مربحة لكلا الطرفين.
المصدر : الوقت التحليلي