جيروزاليم بوست: العرب وإسرائيل.. حاجة الحكام وكراهية الشعوب
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||رأى مقال نشرته صحيفة الجيروزاليم بوست الصهيونية، أن “الحكومات المجاورة – أو بعضها على الأقل – تحتاج إلى إسرائيل، وتريد تعاونها الأمني والاستخباراتي، بل وتقدّر ما تقدمه في مكافحة التهديدات الكبرى التي تواجهها في المنطقة: إيران والإرهاب الإسلامي المتعصب، إلا أن الشعوب، من ناحية أخرى، تكره الدولة اليهودية”.
ويوضح الكاتب هيرب كينون، أن “الجزء الأول من المعادلة المذكورة أعلاه تبين لماذا سمح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لحارس أمن السفارة بالعودة إلى إسرائيل بعد طعنه ليلة الأحد، وإطلاقه طلقتين قتلتا المهاجم ورجلاً آخر تواجد في مكان الحادث”.
ويتابع: “بينما يوضح الجزء الثاني من المعادلة رد فعل الجمهور الأردني الغاضب على إطلاق سراح الحارس. وفي حين أن رد الفعل العام الغاضب يمكن تفسيره جزئياً بأن الحارس قتل اثنين من الأردنيين – من الواضح أن أحدهما لا علاقة له بعملية الطعن – إلا أن الغضب تجاوز مجرد كونه رد فعل على هذا الحادث، وأنه يعكس العداء الشديد والعميق تجاه إسرائيل الذي يشعر به الكثير من الأردنيين”.
ويتابع كاتب المقال الذي نشر اليوم الجمعة: “سمح عبد الله للحارس بالعودة الى إسرائيل لأنه يدرك فائدة أي أهمية التعاون الجيد مع إسرائيل: التعاون العسكري، والتعاون الاستخباراتي، والتعاون على هيئة شراء الحاجات الماسة من الغاز والمياه من إسرائيل”.
ويقول كينون: “تلعب إسرائيل دوراً حاسماً في بقاء المملكة الهاشمية. يدرك الملك ذلك، ودائرته الداخلية تعرف ذلك، إلا أن الناس أقل إدراكاً. يعتمد بقاء المملكة الهاشمية على الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل – نعم، إسرائيل، على الرغم من أن ذلك لن يكون شيئاً يقوله عبد الله لشعبه”.
ويضيف: “بالطبع، للأردن أيضاً أهمية استراتيجية حاسمة لإسرائيل – فهو يوفر حاجزاً رئيسياً في الشرق؛ إلا أن العلاقة ليست متناظرة. فإذا أطيح بعبد الله، فإن إسرائيل ستبقى على قيد الحياة، ولو بصداع إضافي يأتي من الشرق”.
ويتابع: “لكن، إذا انتهت إسرائيل من الوجود، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت المملكة الهاشمية – التي يوجد فيها أكثر من مليون لاجئ تسربوا من سوريا، وقوات شيعية معادية على حدودها الشرقية مع العراق، ودوائر الإخوان المسلمين الأصولية في الداخل – ستتحمل ذلك”.
وفي المقلب الآخر، يرى كينون: “فإن الناس في مكان مختلف: تغذوا طوال عقود على فكرة أن إسرائيل ظالمة، وقمعية، وأداة للغرب الاستعماري، وحلقة تاريخية عابرة. وحتى في البلدان التي أبرمت معها إسرائيل معاهدات سلام، مثل مصر والأردن، لم يتم التخلي أبداً عن هذا السرد”.
ويشير إلى “وجود تعاون أمني وثيق بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وفقاً لحسابات مختلفة لكل منهما، بسبب التهديد المشترك لإيران والإرهاب الأصولي الجهادي، سواء أكان ذلك من الشيعة أو من جماعات من السنة”.
ويتابع: “لكن السعوديين غير قادرين على جعل هذا التعاون علنياً، وغير راغبين بالاعتراف بهذه العلاقات. بدلاً من ذلك، يقوم السعوديون بإزالة الفواكه التي تزرعها إسرائيل من على رفوف المتاجر الكبرى، ومنع الوصول إلى المواقع الإلكترونية التي تحتوي على قصص عن الخطط السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
ويزعم كاتب المقال أن السبب في ذلك يعود إلى أنه “بعد 70 عاماً من تثقيف الناس على الاعتقاد بأن إسرائيل هي الشر المتجسد، ومجرد كابوس عابر للعالم الإسلامي، لا يستطيع حكام البلاد الاستيقاظ صباحاً، وصفع جباههم بالنخيل، والقول: يا لحظنا السيء، إسرائيل ليست بتلك الدرجة من الفظاعة حقاً، دعونا نعقد صفقة”.
ويستنتج كينون أن “كل هذا يظهر محدودية فكرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول تعزيز التعاون مع الدول السنية – مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت والأردن ومصر – وأنه توافق إقليمي يمكن من تحقيق السلام مع الفلسطينيين بطريقة أسهل”.
ويختم بالقول: “لم تظهر الجماهير العربية أي ميل أو رغبة في قبول أو تحقيق السلام مع إسرائيل، على الأقل ما لم يتم حل القضية الفلسطينية. وحكوماتهم لن تبث رسالة بشرعية إسرائيل إلى شعوبها، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى التشكيك بشرعيتها هي”.
المصدر :وكالة القدس للأنباء