للنصر ألف أب.. أما الهزيمة فيتيمة
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||وكالة القدس للأنباء
باللحم الحي والصدور العارية، وبإرادة جبارة، كعملية الجبارين، وبـ7 شهداء ومئات الجرحى، وبرباط مقدس دام 10 أيام، وباشتباكات يومية ودعم المرابطات وثقافة المقاومة والصمود، وحدهم المقدسيون من انتصروا. فأزالوا برباطة جأشهم كل اجراءات العدو الصهيوني الأمنية، وافشلوا مخططه بالسيطرة على القدس المحتلة وأقصاها المبارك، وفتحوا أبواب المسجد أما جموع المصلين.
وفي الوقت الذي كانت تدور فيه المواجهة على أرض القدس وفي جوار الأقصى المبارك، كان الصمت يخيم على الغالبية العظمى من العواصم العربية، ولم تنطق ألسنتهم ولو بكلمة تبرد قلوب المقدسيين وتشد أزرهم في المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني، ولم تصدر عنهم أية بيانات، تدين ممارسات الاحتلال ضد الاقصى والمقدسيين.
أما وقد تحقق النصر، وأجبر العدو على إزالة كل إجراءاته الأمنية من بوابات الكترونية، وكاميرات ذكية، وعوائق جديدة، ودخل المقدسيون إلى أقصاهم بدون قيد أو شرط، سارعت بعض الدول وبعض الملوك والرؤساء لتبني هذا الانتصار، ترجمة منهم للمثل العربي القائل: “للنصر ألف أب، أما الهزيمة فيتيمة”!..
في هذا السياق، أكدت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن الفلسطينيين انتصروا، بعد مضيّ أسبوعين على اعتصامهم في محيط المسجد الأقصى، في القدس المحتلة، وخاصة المقدسيون، على الإجراءات “الإسرائيلية” القمعية”. وأضافت الصحيفة: “انتصر «المرابطون» الذين أمضوا ١٤ يوماً في الطرقات المؤدية إلى المسجد. فَهُم من واجهوا قمع الشرطة “الإسرائيلية”، وسقط منهم سبعة شهداء خلال أسبوعين. الانتصار على إجراءات العدو جاء بيد الفلسطينيين، ولا علاقة للمملكتين السعودية أو الأردنية به”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الديوان الملكي السعودي طبق أمس الخميس مقولة الرئيس الأميركي جون كنيدي: «للنصر ألف أب، أما الهزيمة فيتيمة». حيث نشرت الصحيفة بيان الديوان الملكي، الذي قال إن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان… أجرى خلال الأيام الماضية الاتصالات اللازمة بالعديد من زعماء دول العالم… وحكومة الولايات المتحدة لبذل مساعيهم لعدم إغلاق المسجد الأقصى، وهذه الجهود تكللت بالنجاح»”.
أما المملكة الاردنية، فقد “نسبت الانتصار إلى جهود عبدالله الثاني، واتفاقه مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، على إطلاق سراح طاقم السفارة الإسرائيلية في عمان، مقابل نزع البوابات الإلكترونية، وذلك بعد قتل حارس في السفارة مواطنين أردنيين”.
وعلقت صحيفة الأخبار على مواقف السلطة الفلسطينية قائلة: “لحقت السلطة الفلسطينية أيضاً بالركب، معلنة قطع الاتصالات مع حكومة العدو ووقف التنسيق الأمني، إذ استفاد رئيس السلطة محمود عباس، من هذه الخطوة، ما رفع رصيده في الشارع. أما «تلفزيون فلسطين» (القناة الرسمية)، ففتح الهواء ليلة أول من أمس لبث الأناشيد الثورية، في خطوة لم تحدث حتى خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام ٢٠١٤”.
أما صحيفة “القدس العربي” فقد نشرت بدورها خبراً بعنوان: “سخرية من هاشتاغ «الأقصى في قلب سلمان»، قالت فيه: “ما إن أعلن عن الانتصار في معركة المسجد الأقصى الحالية، حتى انتشر في تويتر هاشتاغ « #الأقصى في قلب سلمان»، وحصد موقعًا متقدمًا في كل من (الأراضي الفلسطينية المحتلة) والأردن والسعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين. وحسب نشطاء في عالم الشبكات الاجتماعية، فإن نشطاء سعوديين قاموا بإطلاقه في دول الخليج تأييدًا للملك السعودي، وما فعله لأجل المسجد الأقصى، حسب تغريداتهم”.
وأضافت الصحيفة: “لكن الأمر ليس هكذا بالنسبة لباقي الدول التي انتشر فيها هذا الهاشتاغ. ففي (الأراضي الفلسطينية المحتلة) كان العدد الأكبر من المغردين يستخدم الهاشتاغ بطريقة ساخرة، خاصة بعدما كشفت الصحافة العبرية في بداية الأزمة أن الملك سلمان أبدى تفهمه لتركيب البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، حتى أن الديوان الملكي السعودي قال إن «خادم الحرمين أجرى اتصالات لمنع إغلاق الأقصى في وجه المسلمين».