شركات النفط الامريكية تبحث مرحلة ما بعد داعش في ظل صراع روسي امريكي خفي في العراق!
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
نضال حمادة/ العهد الاخباري
قالت مصادر في العاصمة الفرنسية باريس ان شركات النفط الاميركية بدأت في وضع استراتيجيتها للعمل في العراق والشرق الأوسط لمرحلة ما بعد نهاية تنظيم “داعش”. وأضافت المصادر في حديث لـ”موقع العهد” أن “كارتل النفط الامريكي شرع في نقاشات موسعة بين كبرى شركات النفط الاميركية، بعد ان أبلغتهم إدارة ترامب انها تستعد للعودة الى العراق عسكرياً بشكل كبير ومكثف”، كما افادت المصادر أن “واشنطن وضعت خططاً لتواجد عسكري أميركي طويل الأمد في الشمال والشرق السوريين”.
المصادر الفرنسية قالت في حديثها لـ”العهد” إن “الرياح السياسية الداخلية الأميركية والدولية تجري على عكس ارادة الخطط العسكرية الاميركية، خصوصا بعد الزيارة التي قام بها نائب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى موسكو الاسبوع الماضي والتي أذنت بعودة روسيا كشريك كبير للعراق، حيث كانت تصريحات المالكي معبرة وقوية في كشف الواقع السياسي الدولي. ومما قاله المالكي: “من المعروف جيدا العلاقات التاريخية القوية بين روسيا والعراق، ونحن نتمنى ان يكون لروسيا تواجد ملموس في بلادنا على المستويين السياسي والعسكري، وبهذه الطريقة يصبح هناك توازن مفيد للمنطقة، لشعوبها ولبلدانها”.
وقال المالكي في حديثه: “بغداد التي تدخل في مرحلة ما بعد القضاء على التواجد العسكري المباشر لتنظيم داعش، تعتقد ان لروسيا دورا كبيرا في حل غالبية المشاكل والازمات الدولية في منطقتنا وفي العالم”.
وقد وجدت تصريحات المالكي صدىً إيجابيا عند الجانب الروسي، حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله المالكي في الكرملين أن “التعاون العسكري والتقني اصبح فعالا”، واضعاً العلاقة الروسية ـ العراقية في مشهد أوسع مستخدما تعبير “الوضع في المنطقة بشكل شامل”، في إشارة منه الى المحور الايراني العراقي السوري كأساس في مواجهة الإرهاب.
“في الحقيقة ما تريده بغداد هو وقف الاحلام الكردية في الاستقلال عن العراق”، تقول المصادر الفرنسية التي ذكرت أن “المالكي عقد صفقة تسلح مع روسيا عام 2012 بقيمة أربعة مليارات دولار لكنها أوقفت بسبب الضغوط الاميركية”. وتشير المصادر الفرنسية الى أننا “نشهد حالياً تعاوناً إيرانياً روسياً لوقف النفوذ الأميركي في العراق”، وتضيف المصادر أنه “في العمق يتم تحقيق الحسابات العراقية بعدما لعبت قوات الحشد الشعبي دورا حاسما في القضاء على تنظيم داعش في الموصل. ومن المعروف موقف الحشد الرافض للهيمنة الاميركية في العراق”، وتلفت إلى أن “قوات الحشد سوف تُضم مستقبلاً الى قوات الجيش العراقي النظامية، وقد تمدد وجود الحشد الشعبي الى غرب العراق عند تلعفر بعدما وصل الى الحدود العراقية السورية جنوب شرق الحسكة وأصبح يسيطر على طرق الإمداد بين العراق وسوريا”. وتشير المعلومات الرسمية الى ان “عديد الحشد الشعبي يبلغ 120 الف مقاتل، ما يجعله القوة الأكبر في العراق، وهذا الامر يجعل ميزان القوى العسكرية في غير صالح أميركا و”إسرائيل”، حسب المصادر الفرنسية التي أشارت في السياق إلى خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي هدد فيه “إسرائيل”، من أن مئات الاف المقاتلين من العالم الإسلامي سوف يواجهونها في اية حرب مقبلة قد تشنها ضد لبنان”. وقالت المصادر عينها ان “أمريكا وإسرائيل تأخذان بجدية تحركات وتهديدات حزب الله وهذا ما دفع إدارة ترامب الى الاستنجاد بروسيا لتوقيع اتفاق خفض التوتر في الجنوب السوري على الحدود السورية مع كل من الأردن وفلسطين”.
ومن هنا يبدو ان “معركة التنف التي لاحت بوادرها قبل شهرين في طريقها الى الحسم لمصلحة ايران وحلفائها بعدما نجحت ايران وحلفاؤها في نقل المعركة الى “الحدود السورية مع اسرائيل” وهو ما دفع الاميركيين للقبول بالتهدئة في درعا.. وبالتالي هذا سيجعل القوات السورية وحلفاءها أقرب الى الوصول الى الحدود العراقية وحسم معركة التنف لصالحها” تختم المصادر الفرنسية حديثها