الكراهية تواجه المسلمين في أمريكا والمسلمون قلقون من تزايد التمييز ضدهم
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
الوقت التحليلي- يمر المسلمون في دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بأصعب مرحلة تاريخية من ناحية التمييز العنصري والقمع الممنهج لأسباب تتعلق بسياسة هذه الدول في هذه المرحلة بالذات.
ويعاني المسلمون من تزايد العداء نحوهم في الولايات المتحدة الامريكية، بحسب المسح الذي أجراه مركز أبحاث “بيو” يوم الأربعاء الماضي، وكشفت الدراسة الجديدة أن ثلاثة أرباع المسلمين الذين شاركوا في الاستطلاع الذي أجراه مركز بيو في أنحاء الولايات المتحدة اتفقوا على أن هناك “الكثير من التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية”، بينما ذكر قرابة الثلثين أنهم غير راضين عن المسلك الذي تنتهجه البلاد.
إلى ذلك قال ما يقرب من نصف المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة إنهم تعرضوا للتمييز خلال العام الماضي، بحسب الدراسة الجديدة، وتحدث 75 في المائة ممن شملتهم الدراسة عن “الكثير” من التمييز ضد المسلمين، بينما رأى 74 في المائة منهم بان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “غير ودود” تجاه المسلمين.
وإذا قارنا نتائج هذه الدراسة مع دراسة مشابهة لها أجريت خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، نجد اختلافاً كبيراً من حيث المعاملة مع المسلمين، إذ كان يعتقد 64 في المائة من المسلمين أن البلاد سارت في الاتجاه السليم خلال فترة تولي أوباما سدة الحكم، حسبما جاء في الاستطلاع.
وصول ترامب لسدة الحكم
لاشك بأن وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة كان له أثر سلبي جدا على المسلمين، ابتداءً من حظر دخول رعايا سبع دول إلى أمريكا وصولا إلى المضايقات والتمييز الذي يعاني منه أغلب المسلمين داخل الولايات المتحدة.
وللتأكيد فقد أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من واحد من بين كل ثلاثة مسلمين أمريكيين يخشون من أن يكونوا عرضة للاستهداف من جانب جماعات عنصرية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، كما أشار الاستطلاع إلى أن 42 في المئة يقولون إن أطفالهم تعرضوا للترهيب في المدارس بسبب ديانتهم.
ومن الأشياء الأخرى التي أثرت على تعامل إدارة ترامب مع المسلمين بهذه الطريقة، أن غالبية المسلمين في أمريكا صوتوا لصالح هيلاري كلينتون، في الانتخابات الرئاسية الماضية، ولذا فإن إظهار عدم الرضا عن الإدارة التي تحكم حاليا أمر غير مفاجئ. لكن تجاربهم مع التمييز ومحاولات الرئيس ترامب لفرض قيود على دخول القادمين من دول إسلامية أكد وجهة النظر هذه.
وفي هذا السياق قال مواطن أمريكي مسلم: “عندما تم فرض الحظر على دخول المسلمين للمرة الأولى، شعرت حرفيا بأن الاضطهاد قد بدأ. لأننا قرأنا تاريخ أوروبا وما حدث لليهود في ألمانيا”.
وقال آخر: “تقريبا نعيش نفس أجواء ما بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، قمع حقيقي للأقليات وأفكار وأصوات الأقليات”.
من ناحية أخرى فقد أشار استطلاع للرأي أن المسلمين “حذرون من ترامب” ويعتقدون أن الأمريكيين لايرون الإسلام جزءا من المجتمع الأمريكي.
نظرة على الحياة داخل أمريكا
كما ذكرنا آنفا فإن معظم المسلمين لايعتقدون بأنهم ينظر إليهم كجزء عموم الأمريكيين، و60 في المائة يعتقدون أن ما يقال عنهم في وسائل الإعلام الرئيسية “غير عادل”.
وبحسب الاستطلاع فقد أقر أكثر من 48% من المستطلع آراؤهم أنهم عانوا من حادثة واحدة على الاقل من التمييز خلال الـ12 شهرا الماضية، حيث ارتفعت النسبة من 40% في 2007. وقد رأى مسلم واحد من كل خمسة مسلمين في الولايات المتحدة شعارات معادية للمسلمين في أماكن إقامتهم في العام الماضي.
ووفقا للدراسة الأخيرة فإن المسلمين في الولايات المتحدة أصبحوا أكثر ليبرالية على الصعيد الاجتماعي.
ويقدر مركز بيو أن هناك 3.35 مليون مسلم من مختلف الأعمار يعيشون في الولايات المتحدة، بزيادة قدرها مليون شخص عما كان في 2007. وغالبية المسلمين البالغين ولدوا خارج الولايات المتحدة، وتعود أصولهم لأكثر من 70 دولة مختلفة.
التمييز والعداء
من أكثر مظاهر التمييز الشائعة المعاملة بنوع من الشك، وتعرض لها 32 في المائة ممن استطلعت آرائهم، بينما تحدث 19 في المائة عن انتقائية التعامل في المطارات من جانب رجال الأمن.
وبسبب ذلك فقد الكثير من المسلمين الشعور بالأمان، وقال أحد المهاجرين: “علينا الاهتمام أكثر بتفحص من يحيطون بنا، ونعرف أين نحن، ومن حولنا، ونوع الأفكار التي يحملونها عن الإسلام”.
ومن اللافت أن الذين يظهرون بمظهر إسلامي مميز، مثل من ترتدي الحجاب، فكانوا أكثر تعبيرا عن تعرضهم للتمييز. وبحسب الاستطلاع فإن المسلمين أكثر إقداما على إدانة الإرهاب من سكان الولايات المتحدة عامة.
يشار إلى أن مركز بيو للأبحاث أجرى الاستطلاع على عينة من 1000 مسلم بالغ في عموم الولايات المتحدة في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.