حل “التحالف الدولي”؛ ضرورة مُلّحة بعد تواصل مسلسل جرائمه
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
الوقت التحليلي- بالتوازي مع استمرار المجازر التي يرتكبها ما يسمى ب”التحالف الدولي” بقيادة أمريكا بحق البشر والحجر في سوريا والعراق، بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، طالبت وزارة الخارجية من مجلس الأمن الدولي بإدانة “مجازر التحالف في محافظات الرقة والحسكة وحلب ودير الزور”، داعية المجلس إلى حل هذا التحالف الغير شرعي.
وقالت الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما، أمس الأحد، إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي: “يواصل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوري عبر الغارات الجوية التي يقوم بها بشكل يومي وخاصة في محافظات الرقة والحسكة وحلب ودير الزور وذلك بطريقة منهجية ومستمرة ونمطية منذ بدء تدخله غير المشروع بهدف دعم المجموعات الإرهابية المسلحة في الجمهورية العربية السورية بتاريخ 23 أيلول 2014″، مؤكدة أن ما يسمى بالتحالف الدولي ارتكب مجازر بحق المدنيين في قرى وبلدات ومدن كشكش جبور وكشكش زيانات في محافظة الحسكة والكشكية والميادين والطيبة والصور وقرية الدبلان والبوكمال في محافظة دير الزور، ذاكرة بالتفصيل تواريخ تلك المجازر مؤكدة أن مئات السوريين استشهدوا نتيجة جرائم التحالف الأمريكي المتكررة، ومشيرة الى أن التحالف الدولي استخدم في هذه الاعتداءات قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا، مطالبة مجلس الأمن “بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين ووقف جرائم هذا التحالف بحق الشعب السوري وإلزام كل الدول بتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب ولاسيما القرار 2253″، داعية إلى حل التحالف الدولي غير المشروع.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت منذ شهر كانون الثاني عام 2014 قيامه بالهجوم على داعش في الأراضي السورية باستخدام المقاتلات الحربية وراجمات الصواريخ وصواريخ توماهوك بدون موافقة الحكومة السورية أو الحصول على تفويض رسمي من الأمم المتحدة مما شكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتدخلاً سافراً في شؤون دولة ذات سيادة دون أي طلب رسمي.
فشل التحالف الأمريكي في محاربة الارهاب وغاراته عديمة الجدوى
ويشير عدد من المحللين السياسيين الى أن واشنطن غير صادقة في تحالفها الذي شكلته بذريعة محاربة الارهاب في سوريا والعراق، باعتبار امريكا الداعم والراعي الاساسي لهذا الارهاب الذي تدعي محاربته، وفي هذا السياق حذر الكاتب والمحلل السياسي في الشؤون الدولية، سليم ياشار، من اسطنبول، من دور وهدف التحالف الامريكي من الغارات التي ينفذها في سوريا، مشيرا الى أن التحالف الامريكي ومنذ بدء عدوانه على سوريا تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي نفذ عشرات المجازر المروعة بحق المدنيين، مؤكداً أن هدف هذا التحالف وعلى عكس ما يدعيه هي دعم التنظيمات الارهابية في سوريا واستمرار حالة الفوضى في البلاد، لافتاً الىأن السياسات الامريكية في المنطقة مخادعة وغير جديرة بالثقة خاصة في موضوع محاربة الارهاب.
وهذا ما ذهب اليه ايضا المحلل السياسي المتخصص بالشؤون الامريكية، باول شلدون فات، الذي أكد عدم جدية التحالف الأمريكي في محاربة الارهاب في منطقة الشرق الأوسط، باعتبار قيادة التحالف أي واشنطن هي الراعي لهذا الارهاب، وتعمل على دعم الجماعات الارهابية في سوريا، مشيرا الى أن هدف واشنطن هو تدمير تلك البلدان وليس حمايتها من الارهاب، وهذا ظهر جليا من خلال الاعتداءات على البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية والخدمية والنفطية والغازية والممتلكات العامة والخاصة في سوريا والعراق والتي أسفرت عن دمار هائل وخسائر مادية.
ومن الملاحظ أنه ومنذ ظهور تنظيم داعش الإرهابي في كل من العراق وسوريا، لم يستطع التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا وبمشاركة عشرات الدول التي تدعي محاربة الارهاب، وبعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء هجماته أن يحقق أي نتائج ملموسة على الارض، وفشل فشلا ذريعاً في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي، وفي المقابل كان للجيش السوري والجيش العراق والقوات المتحالفة معهما كبير الأثر في كسر التنظيم وقهره في أكثر من جولة ومنطقة، سواء في معركة الموصل التي تحررت بسواعد العراقيين الذين حاربوا التنظيم من شارع الى شارع ومن بيت الى بيت وليس بجهود التحالف الامريكي وطائراته، التي تم رصدها أكثر من مرة تهبط ضمن مناطقة سيطرة التنيظم الإرهابي، وصلا الى معركة البادية السورية، فبينما تتواصل الانجازات السورية في وسط سوريا يومياً تمكن الجيش من تحرير مئات الكيلومترات في المنطقة، بينما فشلت القوات التي تدعمها واشنطن وتحالفها من التقدم داخل مدينة الرقة الصغيرة نسبيا رغم حجم النيران المستخدمة واعتماد التحالف الامريكي على مبدأ الارض المحروقة في المدينة.
تحالف شكلي يهدف لتدمير البشر والحجر
في المقابل يسجل لهذا التحالف “انجازاته الخاصة” التي تتمثل بإزهاق ارواح آللاف المدنيين في كلا البلدين وتخريب البنى التحتية وتدمير الجسور على نهري الفرات ودجلة، وهو ما أكدته منظمة “ايروورز” التي اشارت الى أن عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء غارات ما يسمى “التحالف الدولي” في سوريا والعراق يفوق ما يعلنه الجيش الأمريكي بأضعاف، مؤكدة أن 3100 مدني على الأقل لقوا مصرعهم إثر الغارات الجوية الأمريكية على العراق وسوريا منذ بدء الحرب على تنظيم “داعش” صيف 2014، لافتة الى ان القادة العسكريين الامريكيين حصلوا على حرية أكبر في اتخاذ قرارات بشأن الغارات الجوية على سوريا والعراق في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وهو اتجاه تعزز هذا العام تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وتشكل البدعة الامريكية في تشكيل ما تمسيه “التحالف الدولي” سابقة خطيرة على السلام العالمي كون هذا التحالف تأسس خارج إطار الشرعية الدولية وبما يتناقض مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ودون التنسيق المسبق والتعاون مع الحكومة السورية، كذلك يعتبر هذا التحالف تناقض كبير لقرارات الامم المتحدة التي أكدت مرارا وتكرارا على ضرورة حفظ وحدة واستقلال الاراضي السورية، مما يعد انتهاكاً واضحا لأحكام ميثاق المنظومة الدولية لتحقيق غايات سياسية لدول بعينها