الصَّفحة الأجنبيّة: السّعوديّة مملكة قمعيّة تنشر الإرهاب

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||علي رزق/ العهد الاخباري

وجّه باحثون غربيون انتقادات لاذعة إلى السعودية، على صعيد سياسات التمييز التي تمارس في الداخل السعودي، والفكر الإرهابي الذي يدرّس في مدارسها، ووصف هؤلاء الرياض بمملكة القمع التي تقوم بنشر الفكر الشبيه بفكر تنظيم “داعش”.

وكتب الباحثان في منظمة “مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط” كريستيان بيشوف وآمي هاوثورن مقالة نشرت على موقع “معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى”، قالا فيها أن “الحقد وعدم التسامح هو في صميم النظام السعودي”.

وأشار الكاتبان إلى أن “النظام في السعودية يمارس التمييز بشكل كبير ضد من هم ليسوا من الطائفة السنية”، بحسب تعبير الكاتبين.كما استشهدا بما وثّقته منظمتي “هيومن رايتس ووتش” و “العفو الدولية” عن ممارسة التمييز القضائي والاجتماعي ضد الطائفة الشيعة في السعودية، وتنفيذ الإعدامات بحقهم تحت ذريعة محاربة الإرهاب. ولفت الكاتبان أيضًا إلى أن رجال الدين السعوديين سبق وأن دعوا إلى قتل الشيعة، وفي هذا الصدد ذكر الكاتبان تسجيلا صوتيا لإمام المسجد الكبير في مكة المكرمة عبد الرحمان السديس في نيسان/ أبريل 2015، والذي يدعو فيه الأخير إلى شن حرب ضد الشيعة في المملكة.

غياب الحرية الدينية كانت من جملة انتقادات الكاتبين للمملكة، حيث ذكرا أن “النظام يمنع الأجانب من ممارسة دينهم بشكل علني، وأن قوات الشرطة الدينية تواصل اعتقال العاملين الأجانب الذين يثبت أنهم يعتنقون ديانة غير الدين الإسلامي، ويمارسون طقوسها في منازلهم”، بحسب ما نقلته المقالة عن اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية.

وعن المنهاج الذي يُدرَّس في مدارس السعودية، لفتت المقالة إلى أنه يحتوي كتبا مليئة بلغة التحريض، التي تروج للتعصب، وتهاجم المسلمين من غير الطائفة السنية، وفي هذا السياق أشار كاتبا المقالة إلى شهادات تعود لخبراء أميركيين، قالو أمام الكونغرس الأميركي أن “الكتب المدرسية هذه تتضمن تعليمات بقتل الناس لأسباب غير وجيهة، وكذلك تشجع على العنف”، وذكّرا بما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” بأن تنظيم “داعش” الإرهابي استخدم الكتب المدرسية التي تُدرَّس في السعودية لتعليم الأطفال في المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق. وبالتالي شدد الكاتبان على أنَّ ذلك يؤشر على “الإلتقاء” بين الخطاب الديني الرسمي في السعودية من جهة، وإيديولوجية التنظيمات الإرهابي من جهة ثانية.

كما اعتبر الكاتبان أن خطاب المؤسسة الدينية في السعودية يبقى مدعاة للقلق، ولفتا إلى أن رجال دين مثل محمد العريفي ومحمد المنجد يستخدمون خطابا يروج لمعاداة السامية، والمرتبة الدونية للنساء، وتابعا بالقول أن نظام التمييز ضد النساء يبقى مترسخا، وبأن ذلك منصوص عليه في القانون السعودي.

كذلك تحدث الكاتبان عن غياب شبه كامل لحقوق الإنسان في السعودية، مشيرين إلى انعدام حرية التعبير وحرية التجمع وحرية الاعتقاد، وأضافا أن انتقاد الحكومة السعودية هو أمر غير قانوني، ويعاقب عليه بالسجن والجلد، علاوة على منع تأسيس الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة.

أما نظام العدالة الجينائية، فقال الكاتبان أنه يفتقد إلى أبسط المتطلبات، ويسوده الاعتقال التعسفي، وغياب المحاكمات العادلة، وتجاهل المعايير القضائية الدولية. كما نبَّها إلى أن حكم الإعدام ينفذ بقطع الرأس، وإلى أن 44 شخص أعدموا حتى الآن خلال عام 2017 الحالي، من بينهم 41% أُعدموا على خلفية المشاركة في أنشطة “غير دموية”، مثل المشاركة بتظاهرة سياسية سلمية،بحسب التقارير.

وفي الختام، رأى الكاتبان أن لا قيم مشتركة ما بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، ووصفا المملكة بالـ”قمعية”، التي تواصل نشر “التعصب” الذي يشترك بقواسم عدة مع الإيديولوجيا السلفية، تلك التي تهدف سياسية مكافحة الإرهاب الغربية لتمحاربتها. وخلص الكاتبان إلى أنه لن يكون للعلاقات الأميركية السعودية أبدًا نفس الجذور العمية، والمكاسب الثابتة، كما هو الأمر مع حلفاء واشنطن الديمقراطيين.

قد يعجبك ايضا