’هآرتس’: بعد جنوب لبنان .. حزب الله يدير الحدود مع سوريا

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||

 

 

تسفي برئيل/ صحيفة “هآرتس”

 

بدأت قوافل الباصات التي وصلت ليل أمس من سوريا الى بلدة عرسال في البقاع اللبناني بنقل آلاف النازحين السوريين من الاراضي اللبنانية الى منطقة إدلب في سوريا. بحسب الظاهر، تعتبر صفقة التبادل، كالتي نفذت في السنوات الاخيرة في مناطق مختلفة في سوريا ووصلت الى نهاية ناجحة. لكن “لصفقة عرسال” عدة صفات خاصة تميّزها عن الصفقات الاخرى، كتلك التي نفذت في مدينة حلب، الزبداني او الحدود الشمالية لسوريا.

 

طوال السنوات الثلاث الاخيرة تصادم الجيش اللبناني مع المقاتلين السوريين، لكن هذه السنة قرر حزب الله أخذ المبادرة والبدء بهجوم ضخم بهدف ابعاد عناصر “القاعدة” عن لبنان. مع فقدان الحسم العسكري، توجه حزب الله الى ادارة مفاوضات مع قيادة “احرار الشام”، وهذا الاسبوع وصلت المفاوضات المعقدة الى نهايتها مع التوقيع على اتفاق تضمن من بين جملة أمور تبادل اسرى وجثث تابعة لعناصر من حزب الله وأخرى للميلشيات السورية، وإبعاد حوالي عشرة آلاف نازح من عرسال الى سوريا وتحديدًا الى منطقة أدلب.

 

 

الجديد هنا هو التوقيع للمرة الأولى على اتفاق تبادل ليس النظام السوري شريكا فيه. حزب الله بادر وأدار هذه المفاوضات، وهو الذي نفّذ أغلب الهجمات العسكرية ضد مقاتلي “احرار الشام”. الامر المثير هو مفتاح التبادل الذي حدده حزب الله، ووفقًا له يحصل على ثمانية اسرى وجثث مقابل حوالي 120 عنصر القاعدة يسمح لهم بالعودة الى سوريا. لكن مقابل ما يبدو “كخسائر” في الأعداد، الربح الأكبر لحزب الله هو على المستوى السياسي الداخلي في لبنان: القرار الاساسي للحكومة اللبنانية هو عدم التدخل في معارك عرسال، بذريعة ان جزءا من الارض غير لبنانية بل سورية، او على الاقل موضع خلاف، ما منح حزب الله حربة مطلقة في التعامل مع المنطقة كما يراه مناسبا بالتنسيق مع سوريا.

 

الحكومة اللبنانية قررت أيضًا عدم خوض مفاوضات مع النظام السوري حول إعادة نازحي عرسال، لأن مفاوضات كهذه ستمسّ بسيادة لبنان كونه مسؤولًا عن اللاجئين طالما هم على اراضيه. لكن هذا القرار، استخدمه حزب الله جيدا، الذي تحمل ايضا مسؤولية ادارة المفاوضات كما لو انه حكومة لبنان، بل ايضا نجح في دفع الجيش اللبناني للتعاون مع الاتفاق الذي تحقق.

 

ليس لخطوة حزب الله هذه في الواقع انعكاسات استراتيجية بعيدة المدى من الناحية العسكرية، سوى إبعاد عناصر “القاعدة” عن الحدود اللبنانية، لكن الحزب يعرف كيف يجبي الثمن السياسي في الوقت المناسب، عندما سيناقش مصير المناطق الأمنية المحاذية للحدود.

قد يعجبك ايضا