طريقة تناول الأخبار والشائعات بالنظرة القرآنية
موقع أنصار الله || من هدي القرآن ||
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً} (النساء:83) هذا فيما يتعلق بالإشاعات، بالأخبار يمثل ضابطا مهما وتوجيها مهما بالنسبة للمسلمين؛ لأن قضية الأخبار، إشاعتها قد يكون لها آثار سيئة في أوساط الناس توجد بلبلة وتوجد ضعفا، فالمفروض أنه في مواجهة أي أمر من الأمن أو الخوف، هي القضية بمعنى إشاعة؛ لأنه كل القضايا تكون متعلقة بجانب أمن أو خوف أن لا يشيعوه أن لا يذيعوه، {أَذَاعُوا بِهِ} مثلما تعمل القنوات الفضائية والصحفيون، أيّ خبر يكون همه أنه يستبق إليه ويعلنه قُبَل، هذه غلطة كبيرة جداً.
{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (النساء: من الآية83) فيعرفون أن هذا الخبر قد يكون مجرد شائعة، كيف يقابلها، أو هذا الخبر يوحي بشيء حقيقي كيف الموقف المناسب منه وهكذا؛ لأن الأخبار يكون بعضها التي يسمونها تسريبات بعضها يكون تسريبات وراءها شيء، توحي بشيء، هنا قال: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (النساء: من الآية83) هي توحي بشيء، فكيف الموقف المناسب منه كيف يعمل خبر آخر يقاومه أو كيف يعمل عملا معينا يقاوم ذلك الشيء الذي حاول الأعداء من خلال تسريبهم أن يوصلوه إلى الناس ليعرفوا كيف سيكون موقفهم منه، أو ينقل لك قضية، التحليلات، أن يتعود الناس على التحليلات والمجابر والأخذ والرد في القضايا، ليست قضية صحيحة أبداً؛ لأنه أيضاً الأعداء أنفسهم هم يحاولون يستبينون استبياناً كيف رؤى الناس وكيف مفاهيمهم وكيف يمكن أن ينفق عليهم التضليل هل يمكن نؤقلم رؤاهم على ما نريد ونصنع الرأي نحن لهم في القضايا؟.
والعجيب أنه يحصل عند الناس الطبيعة هذه، في الوقت الذي لا يوجد عندهم نية عملية، ليس لديهم نية عملية إلا مجرد كلام هكذا، هذا ممنوع سواء عند الناس نية عملية أو ليس عندهم توجه عملي، ممنوع، لا يعتبر أسلوباً صحيحاً على الإطلاق، وخاصة في المرحلة هذه، هذه مرحلة خطيرة جداً في موضوع الأخبار والتسريبات التي يأتون بها، لهذا يكون الناس أذكياء ولديهم قدرة على كشفها وعلى أن يتخذوا الموقف المناسب أمام العدو بعد تسريب معين، وإلا فقد تكون بعض الشائعات وراءها احتلال، وراءها سفك لدمائهم وراءها تدمير لبيوتهم، ليست قضية سهلة.
هذه ظهرت في العراق، الأشياء هذه، مثل بعض الشائعات التي يعملها الأمريكيون عندما ينطلق الآخرون يرددونها، في الأخير تفتح عليهم باب شر، عندما كانوا يضربونهم وقالوا: بقايا النظام السابق! قالوا: بقايا النظام السابق، على حسب ما يقدّم الأمريكيون، وضربوهم مرة ثانية، وهكذا .. المشكلة أنه في البلاد العربية فيما يتعلق بالإعلام لا ينطلقون على هذا الأساس، الذين يكونون صحفيين كثير منهم كثير من القنوات الفضائية لا يكون لديها موقف معين مبني على رؤية معينة، فقد تكون بعض الأخبار غير مناسب أن تنشره نهائياً، لكن قد عندهم هواية أنه لازم أي خبر ينشرونه، فتجدها لم تقدم شيئاً للأمة، ماذا قدموا من شيء؟ ماذا تركوا من أثر للناس؟ هل حصل توعية من خلال ما قدموه، توعية للناس، يعطي رؤية واحدة وموقفاً واحداً؟ لم يحصل شيء.
هذا يدل على أهمية الأخبار، أنه يجب أن تردّ إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، وإذا ما هناك التزام بالطريقة هذه فقد تكون منفذاً للشيطان قد تكون منفذاً لاتِّباع الشيطان، فمن رحمة الله أن يوجه الناس إلى توجيه يبعدهم عن اتِّباع الشيطان. {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} (النساء: من الآية83) وهذا من فضله: أن يوجههم كيف يتعاملون مع الخبر مع الشائعات، سواء من صحيفة أو إذاعة أو تلفزيون أو كيفما كانت.
السيد / حسين بدرالدين الحوثي / رضوان الله عليه .
الدرس الثامن عشر من دروس رمضان المبارك / ص / 29 .