كتاب “تاريخ إسرائيل من العصور القديمة إلى العصر الحديث”

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||وكالة القدس للأنباء

 

بالتزامن مع صمود المرابطين الفلسطينيين الأبطال في القدس، بوجه الغطرسة الصهيونية، ومنعاً لتهويد معالم هذه المدينة وأبرزها المسجد الأقصى، وحيث أن القدس هي جزء لا يتجزأ من فلسطين السليبة التي تعمل الحركة الصهيونية بشتى الوسائل على تزوير الوقائع والوثائق والتواريخ والأحداث، بحثاً عن شرعية لما يسمى “دولة إسرائيل” على أرض مغتصبة، في محاولة لاختراع تاريخ ومستقبل لها، يقدّم الكاتب والإعلامي حسن م. عبد الله ودار النهضة العربية في بيروت كتاب “تاريخ إسرائيل: من العصور القديمة إلى العصر الحديث” –   “The History of Israel: from Ancient Times to Modern Era”.

 

هذا الكتاب هو بمثابة رد على التزوير الفكري والثقافي الإسرائيلي الذي، بدوره، لا يقلّ خطورة أو أهمية عن أعمال القمع والقتل والإبادة التي يمارسها الكيان الغاصب.  وآخر بدع تحوير الوقائع هو نشر كتاب “تاريخ الشعب الفلسطيني: من العصور القديمة إلى العصر الحديث” – “A History of the Palestinian People: From Ancient Times to the Modern Era” للمحاضر السابق في جامعة حيفا أساف وول – Assaf Voll المتخصص في التاريخ اليهودي، بصفحات بيضاء لا تحتوي على أي نصوص أو وثائق، بهدف تصوير أن فلسطين ومعها الشعب الفلسطيني لا تاريخ ولا وجود لهم وأن تاريخ هذه الأرض وحضارتها بدأ مع قيام دولة إسرائيل.

 

ساهمت الحكومة الإسرائيلية، ومن ورائها اللوبي الصهيوني بمفكّريه ونخبه الاقتصادية والاجتماعية في مختلف أنحاء العالم، على دعم هذا الكتاب والترويج له بكل الوسائل وعبر كل الوسائط حتى قبل صدوره ، من خلال القول بأنه نتاج جهود كبيرة، وما ورد فيه مثبت بحقائق وأحداث دامغة!!. فكان أن تصدّر هذا “الكتاب -الكذبة” قائمة المبيعات لدى موقع أمازون العالمي قبل أن تتم إزالته من قبل إدارة الموقع لاحقا!!

 

تمتلك المكتبة العربية الكثير من الكتب والدراسات التي تتحدث عن زيف الإدعاءات الصهيونية بأحقية إسرائيل بما تدعي أنها أرض الميعاد، وبعض هذه الكتب ألّفها كتاب وباحثون أجانب فنّدوا فيها خدعة إسرائيل بأنها صاحبة الحق بالأرض الفلسطينية وأن لها من التاريخ ما يثبت هذا الحق، لكن كتاب “تاريخ إسرائيل: من العصور القديمة إلى العصر الحديث”، والصادر باللغتين العربية والإنكليزية، يعيد تسليط الضوء على ما خفي ممّا يمكن تسميته “الإرث الصهيوني” القائم على الدم والتهجير والهدم العمراني والفكري والإنساني، بدءاً من المذابح التي ارتكبتها العصابات التابعة لها في ثلاثينات القرن الماضي ولغاية محاولاتها المتكررة في إخضاع قطاع غزة وتهويد الضفة الغربية وعلى رأسها هدم المسجد الأقصى لبناء هيكل سليمان مكانه.

 

ويأتي صدوره في ظل انغماس النخب الفكرية والأكاديمية العربية في الصراعات المذهبية والعرقية والدينية القائمة على امتداد الوطن العربي، الأمر الذي منعها من الرد بشكل مناسب على الكتاب الصهيوني عن الشعب الفلسطيني الذي يواجه حالياً بمفرده وباللحم الحي الآلة العسكرية والاقتصادية والإعلامية والفكرية الإسرائيلية من دون أدنى مساعدة من أكثر من مليار ونصف عربي ومسلم باستثناء الشعارات الفارغة من أي مضمون تطبيقي.

 

الكتاب بشكله ومضمونه، صفحات سود مكتوب عليها باللون الأحمر القاني، هو توثيق بصري- رمزي للتاريخ الحقيقي للكيان الإسرائيلي الذي ينضح بالعنف والتزوير، لتبقى صفحة إسرائيل في وجدان الأجيال العربية القادمة سوداء وشاهدة على تاريخ مظلم ودموي.

قد يعجبك ايضا