تحذير: لا تتركوا الساحة الجزائرية خالية لإسرائيل

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||الوقت التحليلي

تدور التكهنات في الجزائر على مستقبل البلاد بعد الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الذي أثبت شعبيته و مقبوليته لدى الشعب الجزائري و الذي أعيد انتخابه لولاية رابعة رغم مرضه و وضعه الصحي المعقد بنسبة تجاوزت الثمانين بالمئة من أصوات الناخبين. و تطرح أسماء عدَة لخلافته منها شقيقه سعيد بوتفليقة اليد اليمنى للرئيس، و بين مؤيد و معارض ينقسم الجزائريون فترى المعارضة أن الشعب الجزائري الذي عرف بحماسته و روحه الثورية لا تتقاطع مبادؤه مع مبدأ توريث الحكم للأخ أو الإبن كما هو الحال في معظم الدول العربية. أما مؤيدي هذا الطرح فيرون بأن انتخاب سعيد بوتفليقة هو استكمال لنهج عبد العزيز الذي أحبه شعب الجزائر لنضاله و تضحياته و حنكته التي جنبت الجزائر الغوص في الأزمات السياسية التي عصفت بالدول العربية، و الخروج بأقل الخسائر من الأزمات الاقتصادية في بلد يعتمد على أكثر من ستين بالمئة من عائداته على إنتاج النفط.

 

رغم مرضه أقال بوتفليقة رئيس الحكومة عبد المجيد تبون وعين مكانه احمد أويحيا الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي القوة السياسية الثانية في البلاد. و في أول تصريح له، قال أحمد أويحيى، رئيس الوزراء المنتخب للتلفزيون الجزائري، أنه يشكر رئيس الجمهورية على الثقة التي وضعها فيه، مشيرا أنه سيعمل على مواصلة تجسيد برنامج رئيس الجمهورية. كما شكر الرئيس المقال عبد المجيد التبون رئيس الجمهورية على الثقة التي منحه اياها ومكنته من الوصول الى قصر الحكومة، وجدد أيضا “ولاءه التام”  للرئيس بوتفليقة الذي يكن له كل “المحبة والمودة”.

 

و بالعودة الى الرئاسة الأولى و وضع الرئيس بوتفليقة الصحي، تسعى المعارضة الجزائرية التي تعتبر أقلية بالنسبة لمؤيدي بوتفليقة، إلى تطبيق مادة دستورية (المادة 88) و التي تتيح بموجبها للبرلمان عزل الرئيس بسبب عجزه الصحي و إجراء انتخابات مبكرة، بينما يقول أنصاره  إن بوتفليقة يمارس مهامه بصفة عادية، وسيكمل ولايته الرئاسية حتى 2019، حيث يشددون على أنه صمام الأمان للجزائر في ظل الوضع السياسي و الأمني المتوتر في بلاد الجوار.

 

بعيدا عن هوية الشخص الذي سيخلف بوتفليقة، على الشعب الجزائري أن يتنبه للدور الخفي الإسرائيلي الأمريكي الذي يسعى الى إضعاف الجزائر من الناحية الأمنية و الاقتصادية و الإجتماعية، و أن لا يسمحوا لإسرائيل و أمريكا و الدول الخليجية التابعة لهذا الحلف بأن يركبوا موجة الإنتخابات القادمة لتحقيق أهدافهم بضرب الوحدة الجزائرية التي تربك إسرائيل لدرجة جعلتها تصنف الجزائر بالدولة الخطيرة على أمن اسرائيل. و يطرح السؤال لماذا على اسرائيل أن تقلق من قوة الجزائر؟! والجواب في الأحداث التاريخية التي رسمت ملامح السياسة الجزائرية تجاه القضية الفلسطينية و إسرائيل كدولة عدوة.

 

_  فرضت الجزائر حضور القضية الفلسطينية في جميع المناسبات العالمية و العربية ، حتى باتت كلمة الرئيس المقاوم هواري بومدين تتردد على كل لسان “نحن مع فلسطين ظالمة كانت أم مظلومة”، و ترجمت هذا الكلام عمليا فكانت أول من استقبل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وأول من جلب لمنظمة التحرير الفلسطينية منصب ملاحظ في الأمم المتحدة، و نجاحها في فرض إعلان الصهيونية توجها عنصريا”، و هي ثابتة على مواقفها في حين أن الكثير من الدول العربية مرتبطة بعلاقات علنية و سرية مع الكيان الغاصب.

 

 

_  تسعى الجزائر الى تعزيز جيشها و تطويره على صعيد التدريب و التسليح و هو ما تخشاه اسرائيل و يدفعها الى معرفة ما تجهله من قدرات الجيش الجزائري، الأمر الذي كان واضحا من خلال إرسال عملاء للموساد لغرض التجسس على الحوض الذي يتم فيه بناء مدمرتين للبحرية الجزائرية في ألمانيا.

 

_  للجزائر علاقات جيدة مع طهران وخاصة فيما يتعلق بالسياسات النفطية، ففي السنوات الأخيرة تم إبرام عقود و مشاريع بين البلدين رغبةً منهم في الخروج من الضغوط التي تفرضها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها عبر خفض سعر النفط الذي يعتبر المورد الرئيسي لخزينة الدولتين. كما وقع البلدان في الفترة الماضية على مشاريع فيما يتعلق بمجالات الشباب والرياضة والتعليم والتدريب المهني والثقافة والأشغال العامة فضلاً عن التعليم العالي والبحث العلمي.

 

_ و لا بد من الإشارة الى أن الجزائر رفضت الإنضمام لما يسمى بالتحالف العربي الذي يشن منذ أكثر من عامين حربا على الشعب اليمني. واعتبار حزب الله كمنظمة إرهابية. ما يفسر غضب الدول الخليجية و محاولاتها الانتقام من خلال تحريك الجماعات الارهابية التي تتسلل إلى الجزائر عبر الحدود الشاسعة لتنفيذ أعمال إرهابية لزعزعة الأمن.

 

_  تعترف الجزائر بحركة حماس كحركة جهادية لها حق تحرير فلسطين، و إلى جانب الموقف الرسمي فالشعب الجزائري يتعاطف مع المقاومة الفلسطينية بشدة و برز هذا التعاطف بعد الهجوم على السفير السعودي في الجزائر سامي بن عبد الله الصالح بالذي وصف حركة حماس بالإرهابية، انتشر بعده هاشتاغ “طبعا مقاومة” و لاقى رواجا كبيرا بين مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي في الجزائر و طالب بعضهم استدعاء السفير السعودي للإستيضاح. إشارة الى أن الجزائر أرسلت اليوم قافلة مساعدات إلى قطاع غزة تضم 14 شاحنة محملة بالأدوية و المعدات الطبية والمولدات الكهربائية اضافة لسيارة إسعاف، و تنتظر القافلة الإذن بالدخول من معبر رفح الحدودي مع مصر.

 

_  شاركت الجزائر الى جانب الجيشين السوري و المصري في حربهما مع اسرائيل سنة ال­­73

 

و مما ذكر يتضح السبب الذي يدفع الجزائريين إلى التأمل جيدا في الخطر الإسرائيلي الأمريكي الخليجي المنزعج من وجود حكومات ترفض التطبيع، الخطر المتشعب بين زعزعة الأمن و تضييق الخناق اقتصاديا عبر خفض سعر النفط المورد الأساسي لخزينة الدولة، و نشر ثقافات دخيلة لقتل روح الثورة داخل الشعب الذي أثبت أنه منذ الثورة ضد الإحتلال الفرنسي لم يتخلى عن مبادئه التي ستثبت صوابيتها بعد إفشال المخططات الصهيوأمريكية للمنطقة.

قد يعجبك ايضا