نص كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في لقاء وجهاء اليمن 19-08-2017م
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
الآباء الأجلاء والأخوة الأعزاء، حكماء اليمن من كل الوجهات، من العلماء والمشائخ والأكاديميين ورجال المال والأعمال، وسائر وجهات مجتمعنا اليمني، شعبنا اليمني المسلم العزيز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرحب بكم جميعا، وأشكركم على هذا الحضور بالرغم من ضيق الوقت ومن ضيق المكان وما نتج عن ذلك من متاعب ومعاناة، وكذلك أؤكد أن حديثنا اليوم إليكم وإلى كل حكماء اليمن الذين لم تتح لهم الفرصة للحضور نظرا لضيق الوقت من جانب، ونظرا أيضا لضيق المكان الذي لا يمكن بالتأكيد أن يتسع لكل حكماء اليمن ولكل وجاهات وشرفاء البلد، نحن اليوم نتحدث إليكم جميعا، الحاضرون والغائبون ونتحدث إلى كل الشرفاء والأحرار في بلدنا العزيز حديثا من واقع الإحساس بالمسؤولية، المسؤولية التي تجمعنا جميعا والهم الذي يوحدنا جميعا والواقع الذي نشترك فيه جميعا، نحن منذ شهر رمضان المبارك سعينا وبذلنا الجهد لأن يكون هناك دور متميز وحاضر وفاعل لحكماء اليمن من مختلف الفئات والوجاهات والشخصيات، وأن لا تستأثر القوى السياسية في زعمائها وفي كبارها وقياداتها، ألا تستأثر بالتوجهات والمواقف بعيدا عن هذا الحضور القريب لكل الشرفاء في هذا البلد؛ لأن المسؤولية علينا جميعا ولأن الأمر يهمنا جميعا، ولأننا في مرحلة استثنائية وتاريخية ومصيرية كل ما فيها مصيري على هذا البلد وعلى هذا الشعب، وكان الاجتماع في العاشر من شهر رمضان، اجتماعا حاشدا وكبيرا، وكان الحضور فيه معبرا عن كل المكونات، بما فيها المكونات البارزة في هذا البلد، على مستوى الحضور الكبير في الساحة اليمنية، وآنذاك كان العنوان الرئيسي واضحا لاجتماع العاشر من شهر رمضان والعمل على الحفاظ على وحدة الصف الداخلي، الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، وتعزيز الموقف للتصدي للعدوان الغاشم الظالم على شعبنا المسلم العزيز، بدأ ذلك الاجتماع وكان اجتماعا مميزا وكان اجتماعا أيضا مهما وعلى أساس أن يستمر هذا المسار لرجال هذا البلد من مختلف مكوناته، للعلماء والمشائخ والأكاديميين ورجال المال والأعمال، وكل النخب أن تكون هي بذاتها، بنفسها حاضرة في المشهد السياسي، مطلعة على المواقف وان تكون هي بنفسها تسعى باستمرار للحفاظ على وحدة الصف في هذا البلد وعلى تماسك الجبهة الداخلية في هذا البلد، لماذا؟ لأنه بالتأكيد يسعى العدو الذي بدأ عدوانه علينا من قبل عامين ونحن اليوم في العام الثالث، يسعى بكل جهد وبكل وسيلة إلى تفكيك الجبهة الداخلية ليتمكن من حسم المعركة التي عجز عن حسمها مع كل ما قد بذله من جهد ومع ما قد كلفه هذا العدوان من خسائر باهظة جدا جدا على المستوى المادي وعلى المستوى البشري، كنا ندرك ولا زلنا ندرك أن وحدة الصف في هذا البلد وأن تماسك الجبهة الداخلية في هذا البلد وأن تعزيز الموقف في التصدي للعدوان يحتاج إلى جهودكم أيها الأعزاء، ويحتاج إلى الاهتمام من الجميع والعناية من الجميع والاهتمام المستمر من الجميع، ويحتاج إلى مراقبة مستمرة حتى يكون هناك جهوزية للتصدي لأي محاولة من محاولات تفكيك الجبهة الداخلية، وضرب الصف الوطني والمساس بتماسك الجبهة من الداخل، ولكن لم يكن البعض يرغب في هذا الدور، ولم تكن تتفاعل بعض القوى السياسية وبعض المكونات مع هذا الدور وهو دور طبيعي لا ينبغي أن يأنف البعض منه، ولا أن يستنكره البعض، ولا أن يشمئز البعض منه، من الطبيعي جدا أن يكون أبناء هذا البلد، رجاله وهاماته وقاماته وقياداته، ووجهاؤه، علماؤه، نخبه، أن يكونوا حاضرين، من الطبيعي جدا ومن اللائق أن يكون لهم هذا الدور، ما الذي يبرر أن يتهرب البعض من إعطائكم في هذا البلد هذا الدور الذي نحتاج إليه جميعا ويحتاج إليه البلد، بل إنه حق طبيعي لأبناء هذا البلد جميعا، وفي المقدمة الوجاهات العلمائية والأكاديميين والمشائخ ورجال المال والأعماء وكل الذين في صدارة الشعب وفي صدارة الموقف، الكل أيضا معنيون من واقع المسؤولية لأن على الجميع مسؤولية أن ينهضوا بهذا الدور وأن يحملوا هذا الاهتمام وأن يتحلوا بهذا الحرص.
نحن اليوم في مرحلة مهمة جدا، ونحن سنصر ونأبى إلا أن يكون لكم في كل هذا البلد، أنتم الحاضرون وكل الإخوة الذين أنتم تعبرون عنهم والذين لم تتح لهم الفرصة للحضور ولم يكن المكان يتسع لحضورهم لأن الصالة ضيقة والوقت كان مستعجلا، سنصر بالتأكيد على أن يكون لكم هذا الدور وعلى أن تنهضوا بهذه المسؤولية وعلى أن تحضروا في المشهد عن كثب وعن قرب، وعلى أن يكون لكم اطلاع على سير الأوضاع، على المستوى السياسي وعلى مستوى أداء مؤسسات الدولة وعلى مستوى الاطلاع على الواقع الذي تعيشه حالة الوحدة وحالة التعاون ومدى الانسجام في الموقف في التصدي للعدوان ما بين المكونات البارزة والرئيسية.
إننا أيها الأعزاء والكرماء كلنا يعرف وكلنا يعلم في هذا البلد أن العدو الباغي المعتدي في هذا العدوان الأمريكي السعودي وكل من لفه معه في هذا العدوان منذ يومه الأول، كان عازما وكان ساعيا وكان مقررا لأن يدخل في هذه المعركة على أساس أن يحسمها، وعلى أساس أن يحقق أهدافها بكل ما فيها من مخاطر كبيرة على بلدنا، بكل ما فيها من كوارث بكل ما تعنيه الكلمة، أن يحتل هذا البلد بكله، أن يستعبد هذا الشعب بأجمعه، أن يذل الجميع بدون استثناء وبدون النظر إلى اعتبارات مذهبية أو مناطقية أو غير ذلك، وأن يتحكم في رقابنا كيمنيين وأن يسومنا سوء العذاب وأن يجعل منا كشعب كبير عظيم، وكبلد مهم في المنطقة مجرد رصيد يحسبه إلى أرصدته السياسية، وورقة يستغلها على مستوى المنطقة بكلها، ودخل في هذه المعركة وفعل كل شيء من اللحظة الأولى في سبيل أن يحقق هذا الهدف، في سبيل أن ينجح في حسم هذه المعركة، استباح كل الحرمات ولم يراعِ أيا من الاعتبارات، لم يلحظ أي شيء في هذا البلد أن يعطيه أي قيمه أو أي اعتبار، استهدف كل شيء في هذا البلد، وقتل الآلاف من أطفالنا في هذا البلد ونسائنا واستهدف المدن والقرى، استهدفنا في الأسواق، استهدفنا في المساجد، استهدفنا في كل نواحي الحياة، وحاصرنا اقتصاديا، وحاول خنقنا اقتصاديا، بل حاول القضاء علينا اقتصاديا وعانى شعبنا بكله نتيجة هذا العدوان الأمرين، قتلا وجراحا ووضعا اقتصاديا صعبا جدا، إلى غير ذلك مما يطول، وصولا إلى انتشار الأوبئة والأمراض الناتجة عن هذا العدوان من خلال أسباب متعددة ووسائل متعددة، كلنا يعرف ذلك ولكن العدو بالرغم من كل ما قد فعله، بالرغم من إمكاناته العسكرية الكبيرة والهائلة التي وفرها الأمريكي، والتي شغلها الأمريكي في هذا العدوان، وبالرغم من كل الجرائم الفظيعة، الجرائم الرهيبة التي ارتكبها بحق شعبنا، وبالرغم من حجم الأحداث المهول لكثرة ما كان هناك من أعمال هجومية، لكنه فشل في النهاية في حسم هذه المعركة وفشل في تحقيق أهدافه كلها، وكانت نجاحاته لا تعتبر إلا نجاحات جزئية ومحدودة في مقابل ما كان لديه من أهداف معروفة للجميع، ما الذي سبب فشله؟ ما الذي سبب إخفاقه إلى اليوم، هو الصمود العظيم، الوقفة المشرفة المعتمدة بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، أن شعبنا اليمني بمختلف فئاته وأعني كل الأحرار في هذا البلد، وبالتأكيد لا أقصد المتخاذلين ولا المثبطين ولا الخونة ولا العملاء، الشرفاء في هذا البلد، الأحرار في هذا البلد، الصامدون في هذا البلد، الأوفياء في هذا البلد من كل مكونات هذا الشعب وقفوا متوكلين على الله مراهنين على الله، معتمدين على الله، وواثقين بالله سبحانه وتعالى، وهو رهان في محله، رهان لا يخيب من حمله، ولا يخيب من بنى عليه واعتمد عليه، الرهان على الله، التوكل على الله سبحانه وتعالى هو أساس النجاح وأساس الثبات وأساس الفلاح، هذا الصمود العظيم الذي كان فيه صبر كبير على المتاعب وعلى التضحيات، التضحيات الجسام، الآلاف المؤلفة من الشهداء الأبرار وعشرات الآلاف من الجرحى والآلاف من المعاقين، العدد الكبير من المنازل المدمرة، الصبر على معاناة الجوع والفقر والمرض، الصبر على كل المعاناة بكل أشكالها، في المدن وفي الريف ومن مختلف فئات الشعب، صبر العدد الكبير من الموظفين مع انقطاع المرتبات لأوقات طويلة ولأشهر متتابعة، هذا الصبر له هذه الثمرة، صمود شموخ، ثبات، حرية، إباء، استقلال، كرامة، هذا الصبر هو الذي حفظ لنا استقلالنا كشعب يمني، هو الذي نتج عنه هذه الرعاية الإلهية، هذا العون العظيم من الله سبحانه وتعالى، فتمكن شعبنا من الصمود بالرغم من كل ما هنالك من إمكانات، بالرغم من حجم العدوان وحجم الجرائم ومستوى المعاناة على النحو الكبير. فإذن هذا الصمود له قيمته، وكان لتماسك الجبهة الداخلية بالحد الأدنى في التفاهمات القائمة والتعاون القائم والتفاهم القائم، والانسجام ولو على نحو ما، كان له ثمرة طبية وإيجابية كبيرة وساعد على فشل الكثير من مؤامرات الأعداء ومخططات الأعداء.
اليوم نحن على أعتاب مرحلة مهمة ومرحلة حساسة ومرحلة خطيرة جدا، قوى العدوان قد تعبت، وقد كلّت وملّت وأُرهقت نتيجة فشلها وإخفاقها كل هذا الوقت منذ بداية العدوان وإلى اليوم، وما قد كلفها عدوانها على بلدنا العزيز ماديا وبشريا إلى غير ذلك، وأثر على سمعتها في الإقليم.
ولكن هناك خطة جديدة تحرص قوى العدوان من خلالها وتؤمل من خلالها على أن تتمكن من حسم المعركة، هذه الخطة لها مسارات متعددة، مسار عسكري، يحضرون اليوم لتصعيد كبير في عدد من الجبهات المهمة، أبرزها جبهات نهم وما إليها، نهم إلى صرواح، وجبهات الساحل وجبهات تعز، وبعض الجبهات، لكن هذه على نحو رئيسي وفي نفس الوقت يتزامن مع المسار العسكري الذي يعدون للتصعيد فيه مسارات أخرى خطيرة جدا يعولون عليها هي في أن تمكن المسار العسكري من حسم المعركة؛ لأنهم قد جربوا في الفترة الماضية أن المسار العسكري مع فشل المسارات الأخرى أو ضعف نجاح المسارات الأخرى لم يوصلوهم على النتيجة التي يحرصون إلى الوصول إليها في حسم المعركة عسكريا، المسار الآخر الذي يريدونه متزامنا مع المسار العسكري ومع التصعيد العسكري هو استهداف الجبهة الداخلية، الجبهة اليمنية، استهداف هذا البلد من الداخل حتى يؤثروا على الوضع العسكري وعلى تماسك الوضع العسكري الصامد في وجه قوى العدوان، وحتى يتمكنوا من خلال ذلك بالتأثير على جبهات القتال وإضعافها والحد من توافد الناس إليها والحد من الزخم البشري اللازم لحمايتها وتأمينها وقوتها، المسار هذا يتمثل في نشاط مكثف في الوضع الداخلي في هذا البلد:
أولا: تفكيك الجبهة الداخلية وإثارة النزاعات الداخلية والمشاكل الداخلية.
ثانيا: العمل على إبراز قضايا ثانوية واهتمامات هامشية حزبية وفئوية تطغى على المشهد الداخلي وتحتل الاهتمامات والأولويات وتبرز إلى الصدارة وتستحوذ على كل النشاط في الداخل، فينشغل الجميع بعيدا عن الاهتمام في التصدي للعدوان وراء انشغالات ثانوية وهامشية وفئوية هناك وهناك، وينسى الجميع الجبهة وينسى الجميع التصدي للعدوان.
ثالثا: العمل على حشد ما استطاعوا حشده في هذا البلد تحت عناوين ثانوية، فالبعض يطلب منهم ويراد لهم أن يتحولوا إلى وسطاء وأصحاب مبادرات، والبعض يراد لهم أن يحشروا تحت عنوان الحياد، وكأن هذا البلد لا يعنينا جميعا، وكأن استقلال بلدنا وحرية شعبنا أمر غير مهم ولا تتعلق به مسؤولية على الجميع، ويمكن فيه الحياد، ويمكن أن يتحول الأغلب من الناس فيه هذا وسيط، وهذا صاحب مبادرة وهذا محايد، وهذا خائن، ولتُحاصر الفئة الصامدة الوفية الثابتة المدافعة عن هذا البلد، وليعلموا على محاصرتها ليس هذا فسحب، بل على تشويهها فيقال عن الثابتين الذين يبذلون أرواحهم وحياتهم في سبيل الله تعالى، وفي سبيل أن يبقى بلدنا بلدا حرا، وشعبنا شعبا حرا وبلدنا ويمننا مستقلا، يقال عنهم أنهم أصحاب مشاكل ومشاغبين وأنهم تجار حروب وأنهم وأنهم…، ويستمر النيل منهم إعلاميا وسياسيا وفي النشاط المجتمعي ويعمل الآخرون على محاصرتهم، ثم تنشط الوسائل الإعلامية على تلميع وتضخيم وتبجيل من يتجهون الاتجاهات الأخرى، فالذي يذهب إلى الجبهة ليقاتل أولئك الآلاف المؤلفة من الزاحفين على بلدنا، من المرتزقة ومن القوى الأجنبية التي تسعى لاحتلال هذا البلد، من يذهب للتصدي لهم والوقوف أمامهم والعمل على الدفاع عن هذا الشعب يقال عنه الكثير من الأقاويل، فهو مشاغب، وهو رجل مشاكل، وهو تاجر حرب، وهو وهو إلى آخره، والذي يخون هذا البلد أو يتآمر على هذا البلد، أو يدخل في صفقات مشبوهة على حساب حرية واستقلال وكرامة هذا البلد هو الحكيم، وهو السياسي، وهو المفكر، وهو وهو وهو إلخ من عبارات التبجيل، والمديح المصطنع، هذه المسألة يجب أن نلتفت إليها جميعا، المساعي أيضا بتفكيك الجبهة الداخلية هي اليوم في مرحلة خطرة، وفي مستوى يجب التنبه له، والحذر منه، والسعي للحد منه، لأن هناك أنشطة كبيرة ويساعد عليها أمران:
الأمر الأول: الاختراق الكبير لبعض المكونات السياسية، فداخلها البعض من القيادات والناشطون إعلاميا، ومجتمعيا، ممن قد تمكن العدو من شرائهم، وأصبحوا يستلمون فلوسا من العدو ومبالغ مالية في سبيل أن يؤدوا دورا مرسوما لهم مع بقائهم في الداخل، مهمتهم العمل على النيل من المكونات الأخرى، وشق الصف الوطني، وإبراز عناوين تطغى على العنوان الرئيسي الذي يفترض أن له كل الأولوية وهو التصدي للعدوان، واهتمامات وانشغالات أخرى يدفعون بالمكونات إليها دفعا، بعيدا عما له صلة بالمسؤولية.
جانب آخر أيضا هناك تماهٍ إلى حد كبير بالتركيز على الاهتمامات التي هي ذات طابع فئوي، أو طابع حزبي، لأن تكون هي الرئيسية، الاهتمامات التي تطغى على كل الاهتمامات الأخرى، التي تحتل كل الأنشطة، وتسيطر على كل التفكير وعلى كل العمل، تسيطر على الإعلام، تسيطر على النشاط المجتمعي، تطغى على كل شيء، في مرحلة من أهم المراحل.
فإذن اليوم يؤمل فيكم أيها الأعزاء أيها الشرفاء، أنتم أيضا من كل المكونات، أنتم اليوم الحاضرون في هذا المكان، وأيضا الغائبون الذين لم تتح لهم فرصة الحضور وما كان المكان أيضا ليتسع للجميع، الصالة ضيقة، لكن الكل، حكماء اليمن هم من كل المكونات، وهم المعروف عنهم وعن أكثرهم الحرص والاهتمام بهذا البلد، والحرص على مصير هذا البلد، وعلى مستقبل هذا البلد، وعلى حاضر هذا البلد، أنا اليوم لا أتكلم معكم لا شاكي ولا باكي، أنا اليوم أتكلم معكم على أساس أنكم جنبا إلى جنب معي، مع كل الأحرار في هذا البلد، احنا كلنا أصحاب مسؤولية واحدة، احنا كلنا أصحاب هم مشترك، والشيء الطبيعي أن يكون لكم حضور، وملامسة للواقع، وتدخل في الإشكاليات، ومعالجة لبعض المشاكل، وألا تكونوا مجرد متفرجين على الأحداث، ما تنتبهوا وهذا اتجه له من اتجاه وذاك اتجه له من اتجاه، لا؛ أنتم في هذا البلد من هم موجودون اليوم ومن هم لا يزالون في بقية المناطق، أنتم لكم دور رئيسي، ولكم أهمية كبيرة، سواء في الوضع السياسي، أو في الموقف العام، أو في التصدي للعدوان، ومطلوب منكم أيضا أن تحرصوا ونحن إلى جانبكم في أن تؤدوا هذا الدور بفاعلية كبيرة، فاليوم هناك نشاط مكثف على التجميد الجبهة الداخلية أن تصاب بالركود والتجمد، وأن تبقى جبهات القتال فارغة إلا من القليل، حتى يتمكن العدو من اقتحامها، هذا هو الهدف الرئيسي لقوى العدوان، وهو الهدف من الدور الذي يؤديه بعض المشبوهين في بعض المكونات، الذين يدفعون إلى اهتمامات ثانوية وفئوية، ويؤججون النزاعات الداخلية، والمشاكل الداخلية.
أيضا مطلوب منا جميعا في هذا البلد، من كل أبناء هذا البلد الأحرار، من عموم المواطنين في هذا البلد أن يكون لدينا الوعي تجاه بعض العناوين التي يسعى الآخرون إلى إبرازها، عنوان الحياد، الحياد اليوم ليس حيادا مشرفا، حياد أمام معركة تهدف إلى احتلال بلدك، ماذا يعني أن تكون محايدا، يعني أن تكون متنصلا عن المسؤولية، قد تكون جبانا، أو قد تكون على النحو الذي تمكن الآخرون من شرائك أو شراء موقفك، نتيجة مبالغ مالية، ومكاسب مادية وسياسية معينة، إذا كانت المسألة حيادا أمام قتل الآلاف المؤلفة من الأطفال النساء، أي حياد هذا؟ هل يتحلى بالمسؤولية من يحايد أمام مجازر كهذه، وأمام مآسٍ كهذه، أمام مظلومة شعبك التي لا نظير لها اليوم في الأرض، هذا حياد! حياد في محله؟ لا؛ الذين يتحدثون أيضا عن الجبهات الداخلية، سواء الجبهات في تعز، الجبهات في مأرب، الجبهات في الجوف، الجبهات في شبوة، كل الذين يقاتلون فيها إلى جنب من يقاتلون، الذين هم في صف العدوان، من المعلوم أن المسألة ليست مسألة مشاكل داخلية ما بين اليمنيين، “ليش البعض بيساعده يضحك على الناس، بيقدر أن الناس ما هم عارفين، بيقدر أن الناس أغبياء، البيض بيكذب ولا بيستحي، وبيجي ” يصور لنا أن المقاتلين في صف العدوان تحت إمرة ضباط أجانب موجودون في غرف العمليات في مأرب، وموجودون أيضا في جبهات الجنوب، وفي جبهات الوسط، إماراتيين، وسعوديين، والمسألة معروفة، ويحاول البعض يتنكر لها، ويقول يا جماعة [لا داعي للمشاكل، ويتناسى] الارتباط بالموقف الأجنبي، ولا هم مجرد مرتزقة وعملاء خونة، باعوا أنفسهم من المعتدي الأجنبي الذي له أهداف مشؤومة وخطيرة، ومصيرية على هذا البلد، لا يبقى لأبناء هذا البلد ولا لأبناء هذا الشعب معها – لو تحققت – أي كرامة ولا حرية ولا استقلال ولا شيء.
أيضا هناك أمور مهمة جدا، يجب الانتباه لها والملاحظة لها، نحن منذ تأسيس أو تشكيل المجلس السياسي الأعلى، ثم فيما بعد ذلك تشكيل الحكومة، فرحنا بهذا الخطوة، لأنها تعزز الشراكة في إدارة مؤسسات الدولة، وتعطي لها الفاعلية، هذا كان أملنا ولا يزال اليوم أملنا إن شاء الله، ولكن أنا أقول لكم أيها الأعزاء؛ حكماء اليمن، أنتم اليوم معنيون أن يكون لكم حضور لتقييم أداء مؤسسات الدولة بكلها، بكلها، سواء الحكومة، أو المجلس الأعلى، أو حتى مجلس النواب، أو أيا من مؤسسات الدولة، أن يكون لكم دور شعبي يعني مطلوب من أبناء هذا البلد من وجاهاتهم من علمائهم من مشائخهم من أكاديمييهم، من الجميع، أن يكون لهم اهتمام بتقييم أداء مؤسسات الدولة، والوقوف على طبيعة المعوقات، والمشاكل، والاختلالات، وغير ذلك، وأن تكون الصورة شفافة وواضحة لديهم، لأن هناك تلبيسا كبيرا يحصل حول أداء مؤسسات الدولة، أنا أقول لكم: ما من شك بأن هناك عوائق كبيرة جدا أمام مؤسسات الدولة، وخاصة في الوضع الاقتصادي، لأن اليوم معظم موارد هذا البلد وإمكانات وخيرات هذا الشعب التي كانت مفعلة وكانت جاهزة، وأقصد بذلك المنشآت النفطية، النفط في مأرب، والنفط في شبوة، والنفط في حضرموت، هو اليوم تحت سيطرة قوى العدوان وعملائها، وهم الذين ينهبون النفط، وينهبون الغاز، وهم الذين يستفيدون من عوائده، وأيضا معروف مستوى العدوان فيما دمر، وفيما حاصر، وفيما ضيق، وفيما أثر فيه على الوضع الاقتصادي، التفاصيل تطول، ويمكن للمعنيين أن يشرحوا في هذا كثيرا، ولكن أقول لكم، بالرغم من كل ذلك نحن غير راضين عن أداء مؤسسات الدولة، ولا نرى فيها أنها تفعل على النحو المطلوب، هناك معوقات أمامها هذا صحيح، وتحتاج إلى أن يعينها الشعب، وأن يعينها رجال هذا الشعب، ووجاهات هذا الشعب، أن يكونوا إلى جانب هذه الحكومة، وإلى جانب المجلس الأعلى، إلى جانب مؤسسات الدولة، داعمين، ومعينين، ومصححين، ومصوبين، ومواجهين للخلل، يدعمون الصح، ويمنعون الخطأ، هذا الدور مطلوب، ولكن ليس الدور النفاقي والابتزازي، الذي يحاول أن يلبس، يأتي البعض اليوم يقدم صورة ملتبسة، وكأن الذين هم في موقع المسؤولية في مؤسسات الدولة هم فقط أنصار الله، كأن الحكومة هذه هي حكومة أنصار الله فقط، كأن المجلس الأعلى لا يتواجد فيه إلا أعضاء محسوبين على أنصار الله، كأن البرلمان برلمان أنصار الله، كأن القضاء قضاء أنصار الله، كأن الأجهزة الرقابية كلها المنتسبين فيها من أنصار الله، كأن الهيكل الإداري والوظيفي للدولة كله فقط مكون ومشكل من أنصار الله، أنا أتحدى بصوت واثق، بلغة واثقة، بموقف مؤكد، أن نكون في أنصار الله نمثل الربع في الهيكل الأعلى الوظيفي للدولة، أو نمثل واحد بالمائة من الهيكل الإداري العام للدولة، نحن أقل الناس، نحن أقل الأقل من الناس حضورا في إطار مؤسسات الدولة، نحن لم نكن طلاب مناصب، ولا حرصنا في يوم من الأيام على الاستحواذ على مؤسسات الدولة، في المستوى الأعلى للوزراء، لدينا مجموعة أو عدد بسيط من الوزراء، وتركنا الساحة مفتوحة للشركاء والحلفاء والمكونات الأخرى، ومعروف بإمكانكم أن تعرفوا أسماء من هم الوزراء، كم منهم مؤتمر، وكم منهم أنصار الله، وكم منهم مساحة تركناها لبقية الشركاء، وبقية الحلفاء، وكم نمثل في الواقع الفعلي المعبر عنا مباشرة، بإمكانكم أن تعرفوا كذلك تركيبة المجلس السياسي الأعلى، كم نمثل فيه، وكم يمثل الآخرون فيه، البرلمان أنتم تعرفونه، القضاء معروف حاله، الأجهزة الرقابية حاول الآخرون منذ أيام التصعيد الثوري أن يحولوا بيننا وبين تفعيلها، طبعا انشغلنا إلى حد كبير بالتصدي للعدوان، وكان انشغالنا بشكل كبير جدا، أخذ معظم اهتمامنا، وأكثر عملنا، وأكثر مجهودنا، أخذه هذا الاتجاه، التصدي للعدوان، وبالذات أن الخطر كبير ومصيري فيما يتعلق بالعدوان، أنا اليوم لا أتحدث لأتنصل عن المسؤولية، بالرغم من أننا قد نكون في مستوى العديد البشري في مؤسسات الدولة أقل من 1%، وقد نكون نمثل الربع أو أقل من الربع في المستوى الأعلى للدولة، في الوزراء وفي غيرهم، ولكن لا أقصد هذا الكلام تنصلا عن المسؤولية، أنا أعتبر أنصار الله لا يزالون مسؤولين إلى جانب غيرهم، مسؤولين إلى جانب الإخوة في المؤتمر، وإلى جانب الإخوة من بقية المكونات والأحزاب الحاضرة في مؤسسات الدولة، والممثلة في مؤسسات الدولة، الكل يتحمل للمسؤولية، لكن من الظلم ومن الغبن من المغالطة ومن الخداع، من الخداع السياسي أن البعض “بيحي يقول: يا أنصار الله وين المرتبات، يا أنصار الله هناك فساد، يا أنصار الله هناك مدري ماهو ذاك” وأنت، أنت أين أنت؟ أنت كمؤتمر أين أنت؟ أو أي حزب آخر؟ ألست حاضرا في مؤسسات الدولة؟ ألست شريكا في الهم والمسؤولية؟ ألست متواجدا أكثر من غيرك في هذه المؤسسات، وحاضرا في أغلبها أكثر من غيرك؟! بلى، المسألة واضحة، نحن في مرحلة لا يجوز فيها ممارسة الابتزاز السياسي، ولا يجوز فيها التعامل مع المشاكل الكبيرة التي نعاني منها نتيجة للعدوان بشكل غير مسؤول، إما ابتزاز سياسي، “والا شغل عداوة، البعض بيشتغل شغل عداوة، مش شغل إنسان مسؤول” حريص على تصحيح أو إصلاح وضع، أو معالجة خلل، لا؛ “بيشتغل” شغل من يكره، من يبغض، من يعادي، من يحقد، حتى البعض يستخدم عناوين استخدمت في فترات ماضية أثناء حروب داخلية، أثناء اعتداءات، “وبيحي اليوم يشغلها، وهذا ما يشرف أحد أبدا”، أن يستحضر عناوين كان يستحضرها أيام الحروف الداخلية وأيام المشاكل الداخلية، اليوم الجميع معنيون، ومفترض أيضا بالتحرك جاد منكم كحكماء، بالدفع بالجميع نحو الانضباط، والتعامل بمسؤولية مع كل المشاكل، لا يجوز أبدا، السكوت على الخلل الذي هو قائم في مؤسسات الدولة، ننادي مرة بعد أخرى، أنه من المهم تصحيح القضاء، وتفعيل القضاء، فلا يلقى صوتنا هذا استجابة، ننادي مرارا وتكرارا أنه يجب تفعيل العمل الرقابي لمواجهة الفساد، والتحرك لمواجهة الفساد، وتصحيح وضع الأجهزة الرقابية، التي أجهزة مجمدة وفاشلة وضعيفة، ولا تؤدي دورا صحيحا، وتحتاج إلى تصحيح، وإلى دعم، وإلى إصلاح، وإلى اهتمام كبير بتفعيلها، ولكن لا؛ البعض لا يريد التعاطي مع هذه الأمور بمسؤولية، كيف، البعض “يشتي يستغل الأمور واحنا قلنا قبل أيام، واحنا قلنا قبل أيام، احنا ما احنا في انتخابات، احنا أمام اقتحامات من قبل قوى العدوان، البعض يشتي يستغل مثلا عنوان الفساد، ما يشتي يحارب الفساد، ما يشتي أن تصحح وضعية الأجهزة الرقابية” وتؤدي دورها الصارم والحازم وتحاسب الفاسدين، تبقى الأجهزة الرقابية مشلولة، ومعلولة، ومجمدة، وموقفة، ولا دور لها ولا فاعلية، ثم يأتي يرمي بالفساد من؟ الذين يتصدون للعدوان، الحفاة، الذين يعانون الجوع، والقتل، والقصف، هم المتهمون اليوم بالفساد، والذين هم في فلل، الفيسبوك وغيرها، ضايعين بين الفلوس والدولارات، هم المساكين، “يرحموا الله”، والمظلومين والمغبونين في هذا البلد، “مساكين عليهم! ياسين عليهم!”.
اليوم مطلوب منكم كحكماء في هذا البلد، لا أقول لكم، أن تتحركوا لاتهام أي طرف الآن، لكن ادفعوا أنتم وأنا إلى جانبكم، لأننا سئمنا من ترداد الكلام، أنا شخصيا لست مجرد “موعظ”، أطلع أسوي مواعظ، أنا رجل قول وفعل بإذن الله تعالى، وسأقف إلى جانبكم، في إرغام الآخرين على أن يقبلوا بتصحيح وضع الأجهزة الرقابية، وأن تُفَعَّل، وأن تحاسب أي فاسد، أي فاسد، لن نوفر أي حماية لأي فاسد، إذا كان من أنصار الله “اخلسوا ظهره، اخلسوا ظهره، سادرين منه، ما عندنا له أي حماية نهائيا”، إذا كان من المؤتمر لا يمكن أن يحتمي بالمؤتمر، إذا كان من المؤتمر لن نقبل أن يحتمي بالمؤتمر، ولن تتوفر له حماية بالمؤتمر.
كذلك موضوع آخر غير موضوع الفساد، تصحيح وضع الشراكة، إصلاح مؤسسات الدولة لتؤدي دورها كما ينبغي، بفاعلية، بوعي بطبيعة هذه الظروف، ظروف حرب، وأحداث تستحق الاهتمام الكبير من الجميع.
تصحيح وضع القضاء، نادينا كثيرا وكثيرا كثيرا بتصحيح وضع القضاء، وتفعيل وضع القضاء، وتفعيل القضاء في محاسبة الخونة، البعض يحاول أن يمنع محاسبة الخونة، لماذا؟ لماذا يتاح للبعض أن يذهب ليخون هذا البلد، يذهب إلى الرياض، ويقف في صف العدوان، ومعه ظهر هنا في صنعاء، ما أحد يحاسبه، وما أحد يحاكمه، وما أحد يتخذ ضده أي إجراء، “ليش؟ ليش”؟ والدماء التي سفكت، الدماء التي سفكت هل هي رخيصة؟ آلاف مؤلفة من أبناء هذا البلد، هل دماؤهم مستباحة إلى درجة ألا يحاسب الخونة؟ يجب محاسبة الخونة، أنا سأصر معكم على هذا، وسأعمل لهذا بعون الله سبحانه وتعالى، ولن يحميهم أحد.
الخلايا الإجرامية في هذا البلد، لماذا لا تحاكم، لماذا لا تقاضى، لماذا وضع القضاء مكبل، من الذي يكبل القضاء عن القيام بمسؤولياته في محاسبة الخونة؟ أو حتى في عمله الاعتيادي في حل مشاكل المواطنين وقضاياهم؟ هل أبناء هذا الشعب راضون عن أداء القضاء؟ لا؛ ليس أحد منا راضيا عن أداء القضاء، لا أدائه في التصدي للعدوان وموقفه من الخونة، ولا أداء القضاء في الاهتمام بقضايا الناس وحل مشاكل الناس، ما أحد راضي عن هذا، لكن هناك من يكبل تصحيح وضع القضاء، مع الاعتراف بأن وضع القضاء غير سليم، كل هذا قد قيل سابقا، ويقال حاليا، وضع القضاء غير سليم ويجب أن يصحح وضع القضاء، وفي القضاء اليوم من هو في صف العدوان ضد شعبه اليمني، ويقف مؤيدا لكل تلك الجرائم التي قتل فيها الآلاف المؤلفة من أبناء هذا الشعب، يقف مؤيدا لقتل الأطفال والنساء ويعتبر نفسه قاضيا، هل عاد معه ذرة من العدالة! قاضي أيد قتل الآلاف المؤلفة من الأطفال والنساء، قاضي ما عنده مشكلة أن بلده تحتل وكرامته تسقط وتهون، ما عاد يصلح أبدا قاضي على هذا النحو، أو قاضي مرتشي وزائف و”بيشتغل وفق شغل سياسي” واعتبارات سياسية ومرتبط بحسابات أخرى، ما عاد يصلح يبقى في القضاء، سنصر على تصحيح وضع القضاء وسنعمل معكم من كل المكونات، أنا لا أقول لكم هذا الكلام على أساس أنكم تقفون فيه إلى جانب أنصار الله، هذه مسؤولية الشعب كل الشعب، الأحرار كل الأحرار من كل المكونات، من كان فاسدا من أنصار الله أو من غيرهم نحن ضده، من كان مرتشيا على أي كان محسوب نحن ضده، من كان يؤدي دورا لصالح العدوان نحن جميعا ضده، كل الأحرار في هذا البلد من مختلف المكونات وليس كلامي حزبيا ولا فئويا ولا اعتبار لاعتبارات تخص فئة أو مصلحة فئة معينة، لا، هذه مسؤوليتنا جميعا، هذا الذي نحتاج إليه في هذا البلد جميعا.
أنتم معنيون -حكماء اليمن- أن تعرفوا لماذا يذهب البعض من البرلمانيين إلى الرياض، وهناك سعي أن يذهب أكثر البرلمانيين إلى الرياض، وأن يجتمعوا بدلا من الاجتماع تحت قبة البرلمان في صنعاء يجتمعوا مع ابن سعود، يجتمعوا مع ابن سلمان، ليش؟ ليش ما يتخذ ضدهم إجراءات؟ ليش يصبر للإنسان أنه يتحول خائن ويسير يبتاع ويشتري في هذا الشعب وما أحد يتحاكا، ليش ليش؟ هذا شيء ما أقبله لا أنا ولا أنتم ولا كل الأحرار في هذا البلد، ما هو جدول عمل البرلمان، لماذا لا يتخذ إجراءات ضد هؤلاء الخونة الذين خانوا، هم خانوا البرلمان وخانوا شعبهم وخانوا دوائرهم الانتخابية وتصرفوا هذا التصرف، نحن معنيون بالعمل وبالقول وبالفعل لمعالجة كل هذه الاختلالات بروح مسؤولة بعيدا عن الابتزاز السياسي وبعيدا عن اللعب السياسية.
أيضا اليوم هناك نشاط للبعض يحاولون أن يقدموا صورة مختلفة وسلبية عن أنصار الله في مقابل الدور الذي يؤديه أنصار الله إلى جانب كل الشرفاء وكل الأحرار في هذا البلد ولكل الأوفياء في هذا البلد من مختلف الأحزاب ومختلف المكونات ومن أبناء هذا البلد بشكل عام دور كبير ودور عظيم في صمود هذا البلد في مواجهة العدوان، في التصدي للعدوان، ولكن “بيجي البعض يحاول يصور أنصار الله أنهم هؤلاء مشاغبين، الجماعة تجار حروب، الجماعة ما يشتوا حل أبدا، الجماعة هؤلاء مصرين على استمرار الحرب، وما يشتوا السلام، الجماعة هؤلاء اللي قد ذهب الآلاف المؤلفة منهم، من رجالهم من كوادرهم من أبنائهم إلى مقابر الشهداء، هؤلاء تجار حروب ويشتوا ما توقف الحرب، وهناك رجال سلام، ما شاء الله العظيم على رجال السلام ذولا، هناك رجال سلام! وبا يحلوا المشكلة وبالتفاهم، والمشكلة جاهزة للحل، ما بلا ذولا الجماعة ما رضيوا، ما رضيوا يخلونا نحل المشكلة”، هذا غير صحيح نهائيا، صحيح، أنصار الله وقفوا وليس وحدهم، مع كل الأحرار من أبناء هذا البلد وكل الأوفياء في هذا البلد، وقفوا بصمود وبتضحيات كبيرة وبإباء وبعزة، وبوفاء للدفاع عن هذا البلد ومواجهة هذا العدوان، وقفوا حسب ما تفرضه عليهم المسؤولية الدينية والوطنية والإنسانية والأخلاقية، كواجب إنساني، ليس لأنهم وحوش، لا، لا، “احنا ما احنا وحوش -إحنا- شوفنا بشر مثلكم، وناس مثل الباقي سوا، لحم ودم وعندنا مشاعر وعندنا إحساس وعندنا وجدان وبنتألم على شهدائنا وبنأسف على ما بيحصل، وبنعاني معاناة كبيرة جدا، وشغلنا في مواجهة العدوان ما هو شغل بالسهل، لا، احنا بنقدم تضحيات كبيرة جدا على كل المستويات”، الأعزاء منا وهم كثير من قد استشهدوا، الجرحى بالآلاف، نعاني في كل شيء في هذه الحرب، نعاني إنسانيا، نعاني ماديا في توفير كثير من متطلبات المواجهة للتصدي للعدوان، نعاني في كل شيء، نتلقى الطعنات في الظهر، الطعن هذه حتى من شركاء لا ينفكون أبدا عن توقيف هذه الطعنات في الظهر، في الوقت الذي اتجهنا بكل اهتمامنا بكل صدق، بكل إخلاص يعلمه الله سبحانه وتعالى لأن نبذل كل ما نستطيع للتصدي لهذا العدوان، “البعض بيجي يهب كلمة ضد العدوان ومائة ألف كلمة يسبنا ويسخط علينا ويحرض علينا وما معه شغل إلا احنا، احنا لا، واحنا لا، جعلنا أوليتنا بجد وبصدق وبكل اهتمام التصدي للعدوان، البعض جاء يطرح معنا في الموقف رأس اصبعه، بقية رجلينه عادها هناك في الخلف، وبعض شلخ برجليه، رجل في الوطن ورجل هناك خارج الوطن، رجل محسوبة على أنها في البلد ورجل خارج البلد، وحاسب حسابه هاه، وين ما مشت الأمور با يمشي، مجهز حسابه على هذا الأساس”، نحن توجهنا بدافع المسؤولية ومعروف هذا، مهما قال القائلون ومهما تكلم الكاذبون، مهما حاولوا أن يزيفوا الحقائق، مقابر الشهداء تشهد، تنطق بالحق الذي لا يمكن أن يزيفه أحد، “سيروا زوروا مقابر الشهداء، عينوا أغلب هؤلاء الشهداء من من؟ منين؟ منتسبين إلى من؟ وسيروا الجبهات، احسبوا كم في الجبهات، ومن هم اللي واقفين في الجبهات، واقفين والكثير منهم حتى حفاة، والكثير منهم لا يمتلك إلا بدلة واحدة لابسها، وبيلحقهم الجوع وبيلحقهم القصف، وتلحقهم الشمس ويلحقهم الحر ويلحقهم الأذى، وكل يوم قوافل الشهداء منهم، وكل يوم يطلع أعداد كبيرة من الجرحى منهم، اعرفوا من، وبا يبين الصدق، وبا يعرف الصدق وبا تعرف الحقائق، وما حد با يستطيع يغطي على الحقائق”، لأن الحقائق هذه يشهد لها الميدان، وتشهد لها مقابر الشهداء ويشهد لها موقف العدو، العدو ممن يصيح أكثر؟ على من يحرض أكثر؟ من يوجه سخطه عليه على نحو أشد؟ أكبر عداء في الموقف الخارجي من كل قوى العدوان معروف على من، أكبر عداء، السخط الأكثر، العداء الأشد التحريض، ليش البعض بيجي يحب نفسه أنه ضد العدون، وبيتكلم فينا نفس الكلمات والمصطلحات والعبارات في وسائل إعلامه التي ترددها قوى العدوان، “ما عاد بن تدري من هو هذا”، قائل هذا الكلام، يردد في صنعاء ويردد في الرياض ليش؟ يردد في أبو ظبي ويردد أيضا في مناطق عندنا في اليمن، ليش؟ ماذا يعني هذا؟ علامة استفهام كبيرة، وعلامة تعجيب وتستحق تكتب بقصر ولا بجبل من كبرها يعني، من حقنا إننا نستغرب ومن حقكم أنكم تشوفوا ليش؟ ما هذا الذي يحصل وما الذي يراد منه؟ لماذا يحاول البعض أن يجر أبناء البلد في اهتماماتهم في أعمالهم في قضاياهم في نشاطهم، في أقوالهم وفي أعمالهم 90% نحو اهتمامات أخرى ويخلوا للعدوان 10%، شوية كلام وشوية مجبر وانتهى الموضوع وقضي الأمر، ما هو صحيح، “ما احنا راضيين” ويجب أن نكون منصفين وأهل صدق وما ينفع الناس إلا الصدق، وما ينفع الناس إلا الصراحة والوضوح، أنا أقول لكم: “احنا ما احنا وحوش، احنا نضحي صح، احنا قدمنا كل التضحيات”، وجاهزين نضحي حتى آخر واحد، حتى هذا الرأس، رأس عبد الملك بدر الدين الحوثي، حاضر أن يقدمه في سبيل الله وفداء لهذا البلد، وفداء لهذا الشعب، ولكن نحن كنا، نحن كنا على الدوام خلال كل الفترة الماضية، ما قبل العدوان وفي بداية العدوان وأثناء العدوان وفي كل شهر من هذه المدة الزمنية، نمد أيدنا للسلام المشرف، للسلام المشرف وليس للاستسلام، نحن رجال سلام ولكنا لسنا رجال استسلام، لأن الاستسلام ليس له رجال، “له دجاج”، وبالتالي أقول لكم، نحن لم نكن نمانع خلال هذه المرحلة بكلها من حلول سلمية عادلة مشرفة، بالحد الأدنى، يعني تحفظ لبدنا ولشعبنا بالحد الأدنى الشرف، الكرامة، الحرية، الاستقلال، قدمنا كل الخيارات المتاحة، كل التنازلات إلى حد ما، حتى لا تتجاوز حد الكرامة ولا حد الحرية، إذا قد المسألة “يا جماعة ويا خبرة، وأنتم الشرفاء وأنتم الكرماء وأنتم الأحرار، إذا قد المسألة مساومة بين حرية وعبودية، عاد با نساوم على الحرية؟ لا، إذا قد المسألة مساومة بين الكرامة وبين الهوان، با نقبل بالهوان؟ لا، إذا قد المسألة مساومة على استقلال هذا البلد أو بيع هذا البلد جملة وتفصيلا، بيع شعبه وصبه وصلبه وأرضه وبحره وجوه وثرواته وجباله ومزارعه صفقة من مرة، ما احنا راضين يا جماعة وما احنا متشددين، ما هي مسألة تشدد، هذه مسألة مبدئية، هذه مسألة وفاء، إذا قد المسألة من هذا النوع وعلى هذا النوع ما با نرضى وكل الأحرار في هذا البلد ما با يرضوا أبدا وما با يقبلوا، فما المسألة أبدا إن احنا ممانعين من حل، وما المسألة مسألة مبادرات، أنا با أقول لكم، با ينفعنا في هذا البلد مسألة واحدة هي التي نفعتنا إلى هذا اليوم، الصمود، الصمود والثبات، أما مسألة المبادرات والمساومات والصفقات ما با توصلنا إلى نتيجة، إلا إذا كان البعض يشتي يستسلم، هذا خياره، لكن كل الأحرار في هذا البلد ما وارد عندهم أن يستسلموا، ومتى؟ بعد كل هذه التضحيات!” بعد كل هذا الصمود، بعد أن وصل المعتدون إلى حالة كبيرة من الإرهاق واليأس والإحباط، لا، ما عندنا تفكير أبدا بالاستسلام، واحنا حتى اليوم، أنا أقول، اليوم جاهزون لأي سلام مشرف وعادل يحفظ لبلدنا كرامته واستقلاله، جاهزون وأقول للمرتزقة، فيما يعني الشأن الداخلي، أن نحتكم مع كل القوى في هذا البلد إلى رأي الشعب وإلى صوت الشعب وإلى ما يقرره الشعب، تعالوا كل القوى الداخلية في أي مسائل داخلية، يحتكموا فيها كل القوى الداخلية إلى الشعب، ما هو يستندوا إلى الخارج وما هو يلجأوا إلى الخارج، لا الذي قد خانوا “ولا الذي يشتوا يساوموا، هذا ما هو ضروري أبدا، ومن الممكن أيها الإخوة الأعزاء، من الممكن أن يشرح لكم الأخ عبد السلام إذا صبرتم عليه شوية، ما عليكم شيء، وأنا أقدر تعبكم، شوية بعد ما أكمل كلمتي، يتكلم معكم الأخ محمد عبد السلام، يعطيكم موجزا ملخصا عن كل ما قد قُدم من المساعي، المساعي الكبيرة من أجل الحل السلمي ومن أجل المساعي الدبلوماسية من أجل وقف العدوان، يعني احنا كنا دبلوماسيين بس شرفاء، وكنا مفاوضين بس أحرار، وما با نبيع ولا با نشتري في كرامة هذا البلد ولا في حرية واستقلال هذا البلد من مرة، من مرة، أبدا أبدا أبدا”، هذه النقاط أحببت أن أتكلم اليوم معكم بشأنها، و”بدي” لكم النقاط باختصار موجز:
أولا: الدور المفترض لكم كحكماء لليمن، أنتم وكل الغائبين الذين ما حضروا اليوم نتيجة لضيق المكان وضيق الوقت، و”باتكلموهم وباتبلغوهم”. أن تتحركوا على أساس وحدة الصف الداخلي، من “يشتي يمحق ويخرب” في الصف الداخلي لا ترضوا له، وأنتم رجال واحنا إلى جانبكم، “من يشتي” يسوام على كرامة واستقلال هذا البلد أي طرف كان، أنصار الله أو مؤتمر أو أي طرف كان ما ترضوا له، أنا إلى جانبكم في هذا وجندي مع الله ومعكم، الذي يسعى إلى ضرب الجبهة الداخلية وإثارة الفتن الداخلية ويحاول أن يبعد الشعب عن مسؤوليته الكبرى في التصدي للعدوان، ويشغله هنا وهناك في متاهات ما ترضوا له، واحنا إلى جانبكم، الذي يحاول إعاقة مؤسسات الدولة، أو تجميد دورها أو تعطيلها، والابتزاز السياسي والاستغلال السلبي لعملية التعطيل ما ترضوا له، “أنصار الله إن كان منهم دقوا راسه، واخلسوا ظهره”، أو مؤتمر أو غير، الذي يصور لكم أنه هناك توجها نحو الإصرار على الحرب من جانبنا، يعني كأن احنا الي بدأنا الحرب، وكأن احنا ما نشتي السلام” لا؛ احنا ما نشتي الاستسلام، أما السلام فنحن أهله، نحن أهل الإسلام والسلام، وليس الاستسلام، سلام الرجال، وسلام الشرف، وذي يشتي يشغل وقته 24 ساعة تقديم مبادرات، لو “يخذ” رأسه وهو يقدم مبادرات، ما با يقبلوا منه مبادرات، إلا لو قدم استسلام يمكن يقبلوا منه استسلام، لكن با ينفع الناس وينفع الرجال الصمود والثبات.
في ختام الكلام ومع قرب عيد الأضحى، يعني قد با يدخل بعد أيام شهر ذي الحجة، أنا آمل إن شاء الله بمساعدة حكماء اليمن أن تبذل الحكومة ما تستطيع لتوفير جزء من الراتب قبل عيد الأضحى إن شاء لله، بعد كلمتي هذه اصبروا رجاء على موجز صغير لمحمد عبد السلام.
والسلام عليكم وحمة الله وبركاته،،،