حملة أمريكية داخلية للضغط باتجاه الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||علي رزق/العهد الاخباري

 

محللون استخبارتيون اميركيون يتصدون لضغوط البيت الابيض لتبرير انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع ايران

 

كشفت صحف أجنبية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمارس ضغوطا على اجهزة الاستخبارات الاميركية لتقدم ذريعة مقنعة للإنسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، مشيرة الى أن المحللين الاستخباراتيين الاميركيين يتصدون لهذه الضغوط، مؤكدة وجود اجماع بين اجهزة الاستخبارات الاميركية ان ايران لا تنتهك الاتفاق.

 

وقد نشر دبلوماسي أميركي سابق معروف بعدائه لايران خطة لانسحاب اميركا من الاتفاق، واقترح بحث الخيار العسكري ضد ايران وإثارة الفتن في الداخل الإيراني، إلّا أن مجلة أميركية بارزة شددت على أن نشر هذه الخطة يؤدي حالة الإحباط لدى الاميركيين المعارضين للاتفاق النووي.

 

البيت الابيض يضغط لتبرير خروج أميركا من الاتفاق النووي

 

وفي التفاصيل، نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها عن مسؤولين اميركيين سابقين ومحللين، ان المسؤولين الاستخباراتيين الاميركيين يتعرضون لضغوط من قبل البيت الابيض لتقديم ذريعة مقنعة لإعلان عدم التزام ايران بالاتفاق النووي.

 

ولفت التقرير الى انه “بعد تجربة إحتلال العراق التي شنتها ادارة الرئيس بوش الابن استنادًا على معلومات استخبارتية مزيفة عن وجود اسلحة دمار شامل، فان معلومات تفيد ان المحللين الاستخبارتيين يتصدون لهذه الضغوط الهادفة الى تقديم معلومات عن انتهاك ايران للاتفاق النووي”.

 

الصفحة الأجنبية: حملة أميريكية داخلية للضغط باتجاه الإنسحاب من الاتفاق النووي مع إيران

 

ونقل التقرير عن هو محلل سابق في الاستخبارات الأمريكية Ned Price، الذي عمل مساعدا خاصا للرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، ان المحليين الاستخبارتيين اخبروه انهم يشعرون بانهم تحت الضغط.

 

وقال التقرير ان ادارة ترامب تمارس ضغوطًا على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمامًا كما فعلت ادارة بوش الابن قبيل الحرب على العراق حيث ضغطت من اجل تكثيف عمليات تفتيش الوكالة للقواعد العسكرية التابعة لنظام صدام حسين.

 

وأشار الى ان السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة “Nikki Haley” زارت مقر الوكالة في فيينا، للضغط على الوكالة لتطالب بزيارة المنشآت العسكرية الايرانية.

 

التقرير أوضح أنه “خلافصا لما حصل قبيل الحرب على العراق حيث كانت الانقسامات عميقة داخل اجهزة الاستخبارات الاميركية، فهناك اجماع اليوم بين اجهزة الاستخبارات الاميركية والاجنبية ووزارة الخارجية الاميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الخمس الاخرى (غير الولايات المتحدة) التي وقعت على الاتفاق النووي اضافة الى الاتحاد الاوروبي، بعدم وجود ادلة ملموسة تفيد بان ايران تنتهك الاتفاق النووي”.

 

خطة إنسحاب وانشطن من الاتفاق النووي

 

وفي سياق متصل، نشر موقع National Review خطة أعدها السفير الاميركي الاسبق لدى الامم المتحدة John Bolton لانسحاب اميركا من الاتفاق النووي مع ايران.

 

وقال Bolton إن “كبير استراتيجيي البيت الابيض Steve Bannon كان قد طلب منه في اواخر شهر تموز/يوليو الماضي اعداد خطة لانسحاب اميركا من الاتفاق النووي على ان تقدم الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب”.

 

واشار  Bolton الى انه “بات من المستحيل ان تُقدم هذه الخطة الى ترامب شخصيًا، خصوصا بعد إقالة Bannon و غيره”.

 

ووصف Bolton الاتفاق النووي بانه “تهديد لمصالح الامن القومي الاميركي”، وشدد على ضرورة ان توضح اميركا ما اسماه “التهديد” الذي يشكله الاتفاق على إدارة ترامب و لحلفائها، وخاصة “إسرائيل”.

 

واضاف Bolton حول خطته المطروحة: “الاتفاق النووي لا يأخذ مصالح الكيان الصهيوني و دول الخليج بالحسبان وكما يجب”، وشدد على ضرورة تسليط الضوء على ما اسماه “سلوك ايران غير المقبول، كدور المصرف المركزي في تمويل الارهاب الدولي، بما في ذلك املاءاتها و سيطرتها على حزب الله و حلفائها في العراق و سوريا و لبنان”، وتابع ان الاسباب التي دفعت بالرئيس الاسبق رونالد ريغن الى ادراج ايران على لائحة الدول الراعية للارهاب لا تزال موجودة حتى اليوم.

 

ولفت Bolton إلى عدد من العناصر الاساسية في خطته، من بينها اجراء مشاورات هادئة مع “لاعبين اساسيين” مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا والكيان الصهيوني والسعودية، إذ سيتم ابلاغ هذه الاطراف بان واشنطن ستقوم بالغاء الاتفاق النووي بناء على ما اسماه “انتهاكات فاضحة” و “سلوك ايران غير المقبول”.

 

وتحدث Bolton في خطته حول بحث خيارات عسكرية ضد ايران مع الكيان الصهيوني واطراف اخرى، وكيفية معالجة “مخاوف” دول خليجية من ايران. وطرح المطالبة باقتراحات حول كيفية فرض عقوبات جديدة على طهران واجراءات اخرى بحقها، وذلك بسبب برنامجها النووي و ايضاً برنامجها للصواريخ البالستية،اضافة الى ما اسماه “رعايتها للارهاب” و “تدخلها” في العراق و سوريا.

 

وتتضمن خطة Bolton كذلك، طرح اعلان الدعم الاميركي لما اسماه “المعارضة الايرانية الديمقراطية” والدعوة الى اعلان الدعم الاميركي لما اسماه “الطموحات الوطنية” للاكراد، بما في ذلك اكراد ايران و العراق و سوريا. كما تشمل خطته الدعوة الى تقديم مساعدات لاهالي بلوشستان وعرب خوزستان وللاكراد وغيرهم من الاقليات، وذلك على اساس خلق حالة من الفتنة الداخلية في ايران.

 

المعسكر الاميركي المعارض للاتفاق النووي محبط

 

بدورها، نشرت مجلة Foreign Policy تقريرًا تناول الخطة التي طرحها Bolton، حيث نقلت عن مصدر مطلع على النقاشات التي تدور في البيت الابيض حول ايران تأكيده ان Bolton كان بالفعل يزور البيت الابيض بشكل متكرر على مدار اسابيع.

 

وقال إن قيام Bolton بنشر خطته المطروحة علنًا يعكس مستوى الاحباط لدى الاميركيين المعارضين للاتفاق النووي مع ايران، والذين اعتقدوا ان البيت الابيض سيكون حليفا لهم في مسعى تقويض الاتفاق.

 

واشار الى ان الامور تغيرت في البيت الابيض، خصوصا بعد اقالة مسؤولين يعارضون الاتفاق النووي، مثل Bannon ومستشار ترامب السابق Sebastian Gorka، اضافة الى شخصيات اخرى معروفة بعدائها لايران كانت تعمل بمجلس الامن القومي.

 

ولفت الى أن منتقدي الاتفاق النووي يعربون عن قلقهم من ان مستشاري ترامب و مسؤولون بوزارة الخارجية الاميركية لا يقدمون للرئيس الاميركي جميع الخيارات، بما في ذلك امكانية الانسحاب من الاتفاق او ابلاغ الكونغرس بان طهران لا تستجيب لشروط الاتفاق.

 

ونقل التقرير عن أحد المصادر بهذا الاطار بأن الشخصيات التي كانت مقربة من ترامب خلال الحملة الانتخابية، مثل Bannon وغيره ممن يعارضون الاتفاق النووي تمّ إقصائهم فعليًا من السياسة الاميركية المتبعة حيال الاتفاق النووي.

قد يعجبك ايضا