أزمة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين واشنطن وموسكو
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || موقع المنار
اجتاحَت الأجهزةُ الأمنيةُ الأميركيةُ مبانٍ دبلوماسيةً روسيةُ مسلَّحةً بحصاناتٍ يضمنُها القانونُ الدولي وأعرافُ السياساتِ الخارجيةِ وأخلاقياتِها، فقد تمَّ تفتيشُ مبنى القنصليةِ الروسيةِ في سان فرانسيسكو وأُغلِقَت ملحقياتٌ تجاريةٌ في واشنطن و ملحقيةٌ قنصليةٌ في نيويورك بأوامرَ تنفيذيةٍ من الرئيسِ الأميركي دونالد ترامب.
بغضِ النظرِ عن أسلوبِ التخريبِ العدائي تسعَى روسيا للمحافظةِ على علاقاتٍ دبلوماسيةٍ حتى لو تدنَّت الى الحدِ الأدنى مع الولاياتِ المتحدةِ في محاولةٍ لإستيعابِ الهجمةِ وعدمِ الرضوخِ لإستفزازاتِ تناقضاتِ مطبخِ السياسةِ الداخليةِ الأميركيةِ أو حساباتِ مسارحِ مواجهاتٍ إقليميةٍ أخرى.
في المحصلة، سيقتصرُ الوجودُ الديبلوماسي على ثلاثِ قنصلياتٍ لكلٍ من البلدين.
في سياقِ الردِ سلَّمت الخارجيةُ الروسيةُ إحتجاجاً شديدَ اللهجةِ لوزيرٍ مفوضٍ في السفارةِ الأميركيةِ في موسكو، وقالت المتحدثةُ باسم الخارجيةِ الروسيةِ ماريا زاخاروفا إنَّ الحكومةَ الأميركيةَ تقومُ بعمليةِ تهريجٍ جهنميةٍ حمقاءَ لا تستندُ لأي أسسٍ شرعيةٍ أو قانونيةِ، وذلك لإظهارِ جبروتِ الإستخباراتِ الأميركية! زاخاروفا وصفَت ما تتعرضُ لهُ روسيا بعمليةِ إستفزازٍ لجرِ الدبلوماسيين الروس الى عملٍ عدائيٍ بعدَ تعريضِهِم للإساءةِ و المضايقاتِ رافضةً مشاركةَ بلادِها في هذه المسرحية الرخيصة.
وفي حديث للملحق التجاري الروسي في الولايات المتحدة ألكسندر ستانديك، قال: عمِلنا ليلا ونهارا لإخراجِ كلِ ما يلزمُ إستمرارَ عملِنا في المستقبل، سننتقلُ الآنَ إلى مبنى سفارتِنا المركزي، بكلمتين ما شهدناهُ هو نموذجٌ من التخريبِ الفاضحِ في نظامِ العلاقاتِ الدوليةِ.. عمليةُ إجتياحٍ و سيطرةٌ على ممتلكاتٍ روسيةٍ في الخارجِ.. لم نكنْ نتوقعُ هذا العملَ و لم نرحبْ بضيوفٍ غيرِ مدعويين.. سنحرِّكُ الكتائبَ الحديديةَ و نستمرُ بعملِنا.
السفير الروسيُ المعيَّنُ حديثاً أناتولي أنطونوف أكَّدَ مواصلةَ إصدارِ تأشيراتٍ روسيةٍ للأميركيين الراغبين رغمَ قيودِ واشنطن على المواطنينَ الروس. دونَ السماحِ بتدهورِ العلاقاتِ على خلفيةِ الأزمةِ الحاليةِ بل التفكيرُ بإستقرارِها مع الجانبِ الأميركي ثم محاولةْ المضي قدماً بموجبِ ميثاقِ الأممِ المتحدةِ كونَ روسيا و الولاياتِ المتحدة تتحملان الجزءَ الأكبرَ من مسؤوليةِ الحفاظِ على الأمنِ و السلمِ الدوليين.
وأضاف أنطونوف أنه من الهذيانٌ، إتهامُ السفيرِ الروسي السابقِ بالجاسوسيةِ و قيادةِ عمليةِ تجنيدِ جواسيس! و راي من المستغرب أن يطرحَ صحافيونَ بوجهٍ جديٍ سؤالاً عليه.. هل أنت جاسوس؟ و قال أنظونوف أنه ينوي أن يكون منفتحاً و شفافاً لأقصى الحدود، و سيلتقي الصحافيين الأميركيين و يبحث بأي شكلٍ سيقومُ بهذِه اللقاءات..
والكلام لأنطونوف: ربَّما أدعوُهُم الى السفارةِ الروسيةِ و ربما نُجري معَهُم حواراً غيرْ مسجَّلْ لتوضيحِ بعضِ الأحداثِ في روسيا و كيف نفهمُ هذهِ المواقفْ أو تلكَ للسياسةِ الأميركيةِ الخارجية..جاهزٌ لأصعبِ الاسئلةِ و أكثرِها حدَّةً و لن تنفَّذَ محاولاتُ الإستفزازِ في خرقٍ جليٍ مثلَ جلدِ وحيدِ القرن.
أزمةٌ غيرُ مسبوقةٍ في تاريخِ العلاقاتِ الدبلوماسيةِ الدولية لم يُشهدْ لفصولِها مثيلٌ حتى خلالَ فتراتِ الحربِ الباردةِ الأكثرْ سخونة.